تعرف على قصة الغربان التي هدّدت سقطرى وكلفتها نحو 40 ألف دولار

تعد جزيرة سقطرى، المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، خالية من طيور الغراب منذ ملايين السنين.

وبحسب دراسة للدكتور نديم طالب، والباحث أحمد سليمان، نشرتها مجلة Sandgrouse)) في سبتمبر2010؛ فإن الموطن الأصلي لطائر الغراب الهندي المنزلي يمتد في جميع أنحاء شبه القارة الهندية، وقد انتقل منها إلى محافظة عدن منتصف القرن الـ 19 بمساعدة السفن، قبل أن يتسلل زوج من الغراب إلى سقطرى في 1995.

وازدادت أعداد سلالة الغراب الهندي في أرخبيل سقطرى، ما دعا هيئة حماية البيئة المحلية ومنظمات دولية إلى تصنيف هذا النوع من طيور الغربان في قائمة المخاطر التي تهدد التنوع الحيوي في الأرخبيل، وفق التقرير الذي نشرته منصة “حلم أخضر”.

وبعد نحو 15 عاماً أعُلن نهائياً عن خلو سقطرى من طيور الغراب الهندي، التي كانت تهدّد الحياة البيئية في أهم وأندر الجزر في العالم، بعد أن وصلت إلى حديبو عاصمة الأرخبيل عبر إحدى السفن القادمة من عدن والمحملة بالمواد الغذائية.

وهناك في وادي حديبو، حيث توفر أشجار النخيل التي يبلغ ارتفاعها 7-12 متراً على طول الوادي مواقع تعشيش جيدة، مكثت الغربان لتؤسس لها مستوطنة في منطقة كانت قريبة من شاطئ الصيد، الأمر الذي يعني أن هناك إمدادات جاهزة من الطعام بما في ذلك الأسماك والحيوانات النافقة.

وتشير الدراسة إلى تكاثر الغربان، التي تحتاج نصف شهر فقط  للحضانة، وبدأت تصطاد الطيور وتهدد حياتها، كما تسببت في أضرار بيئية واقتصادية شديدة في المناطق التي استوطنتها، بعد أن تمكنت من بناء مستعمرة لها في وادي حديبو.

فشلت برامج مكافحة الغربان التي اعتمدت على نشر مجموعة من الفخاخ من نوع فخ (لارسن) لصيد الطيور، إضافة لوضع مصيدة على سطح بالقرب من ساحل حديبو بمنطقة تكاثر وتتغذى فيها الغربان، لتلجأ هيئة حماية البيئة لجلب عدد من الجنود القناصة من الجيش اليمني، لكنهم فشلوا في اصطياد الغربان.

وعبر السكان المحليين شجعت هيئة حماية البيئة الأطفال في سقطرى لهدم أعشاش الغربان وتكسير البيض، للحد من تكاثرها، ونجحت هذه الطريقة في القضاء على حوالي 161 بيضة من أعشاش الغراب خلال عامي 2000 – 2001،  و242 من صغار الغربان خلال الفترة 2002 – 2007.

وعلى مدى عشر سنوات، تمت إزالة 550 من فراخ البيض من داخل أعشاش الغربان، من قبل أطفال سقطرى. مما جعل هذه الطريقة تبدو فعالة للتحكم بأعداد الغربان. وقد أبقت هذه الطريقة أعداد الغربان منخفضة جداً، حيث انخفضت إلى 13 غراباً.

وبعد إيقاف الطرق التقليدية في 2008، تعاقد برنامج مكافحة الأنواع الدخيلة، بهيئة البيئة في سقطرى، مع شركة ألمانية متخصصة في إبادة الغربان بتكلفة 20.500 دولار.

ونجح اثنان من القناصة الأوروبيين على مدى أكثر من أسبوعين، إضافة لفترة توقف، في قتل الـ13 غراباً التي كانت تهدد الحياة البيئة المتنوعة في أرخبيل سقطرى، بعد أن كلفت مشاريع القضاء على تلك الغربان 38.500 دولار.

اترك تعليقا