الرياضة في سقطرى..ركودّ الأنشطة ومخاطر ضياع الشباب

قشن برس – تقرير خاص

تشهد اليمن ركوداً رياضياً منذ بداية الحرب في 2015، إذ توقفت الأنشطة الرياضية، وبرامج التطوير والتحديث للمنشآت والمراكز، وبات الكثير من الشباب يواجه مخاطر الاستقطاب نحو المعارك، أو الاستسلام للفراغ القاتل، ومابينهما يحاول البعض استغلال وقته وتنمية مواهبه.

وفي محافظة أرخبيل سقطرى، الكثير من الركود في ظل الأوضاع التي تمر بها البلاد ما انعكس على مستوى الرياضي؛ حيث شهدت الملاعب  السقطرية مؤخراً ركود غير مسبوق، ليذهب الشباب إلى تناول القات، وسلوكيات أخرى قد تضر بصحتهم.

ولعبت الكثير من الأسباب دوراً في ذلك الركود منها غياب مؤسسات الدولة وسيطرة المجلس الانتقالي على المحافظة منذ أكثر من عام، وعدم التزام الداعمين بأنظمة ولوائح مكتب الشباب والرياضة وإتحاد كرة القدم الرسمية، الأمر الذي فتح المجال لتحول الرياضة إلى سلعة يحاول البعض المتاجرة بها خلال تبني دوري رياضي بمبالغ هائلة .

وتغيب عن الرياضة السقطرية ألعاب كرة الطائرة والتنس والسلة وسباق الدراجات، وغيرها، بل وظلت الألعاب الأخرى مهمشة تعاني من عدم الاهتمام ماجعل الكثير من هواتها  يتخلون بعكس كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية.

وفي حديثه لـ”قشن برس” قال مدير مكتب الشباب والرياضة في سقطرى، علي صعباب، إن جميع الأنشطة الرياضية توقفت بعد سيطرة الانتقالي على المحافظة، وما أعقب ذلك من تطورات كتوقف المخصصات المالية.

وأوضح أن الأنشطة الرياضية كانت تُقام بدعم السلطة المحلية ووزير الشباب والرياضة ومؤسسة خليفة (إماراتية)، ولكن بعد سيطرة الانتقالي على المحافظة، قام تشكيل لجنة رياضية دون الرجوع لاتحاد كرة القدم، ورغم أننا قدمنا بلاغاً بكون هذه اللجنة غير قانونية، تفاجأنا بتعامل مؤسسة خليفة معها وتجاهل مكتب الشباب والرياضة في الفعاليات الرياضية التي تنظمها.

وفي تقييمه للوضع الرياضي قال إن مكتب الشباب والرياضة استطاع سابقاً تنظيم فعاليات كان آخرها بطولة رئيس الجمهورية للأندية، لكن بعد سيطرة الانتقالي قلّ الاهتمام بالرياضة، واتجه عدد كبير من الشباب إلى العنف، وتناول القات والممنوعات التي تضر بصحتهم.

وتابع صعباب: “فوجئنا مؤخراً بتجاهل مؤسسة خليفة التي تتبنى حالياً برنامج دوري خريف نوجد، لمكتب الشباب والرياضة، وتعاطيها مع أشخاص من الانتقالي ينتحلون صفة غير رسمية باسم إتحاد كرة القدم في المحافظة، دون ترشيح من الاتحاد أو مكتب الشباب والرياضة.

واستنكر مدير مكتب الشباب في سقطرى تجاهل مؤسسة خليفة للجهات ذات الاختصاص وعدم التنسيق مع المعنيين.

وأضاف: “كانت جميع الفعاليات الرياضية التي تقام في سقطرى، ومن ضمنها التي تدعمها مؤسسة خليفة تحظى بإشراف وتنظيم مباشر من مكتب الشباب والرياضة، ولكن بعد سيطرة الانتقالي جرى بالتعاطي مع أشخاص خارج المكتب، وهذا الأمر أثر في الخطط التي يرسمها مكتب الشباب.

وأوضح أن محافظة أرخبيل سقطرى تعاني من عدم وجود بنية تحتية رياضية تمكنها من إقامة فعاليات رياضية مختلفة، منوهاً إلى زيارته للإمارات قبل عامين في بطولة آسيا، والوعود الإماراتية بدعم الرياضة في سقطرى.

وأشار إلى أن الإمارات وعدت بتأهيل خمسة ملاعب معشبة بجميع ملحقاتها، مستدركاً: لكن إلى الآن لم تنفذ تلك الوعود، وقبل انقلاب الانتقالي في عدن كنا ننتظر زيارة وزير الشباب والرياضة إلى سقطرى لتدشين ملاعب وصالات رياضية لكن بعد الأحداث التي شهدتها عدن ومغادرة الحكومة إلى الرياض تأجلت الزيارة وما نزال نتأمل خيرا.

ولفت إلى أن سقطرى اليوم في أمسّ الحاجة لملاعب وصالات رياضية مغلقة تتيح إقامة الفعاليات الرياضية في جميع الأوقات خاصة أوقات الخريف التي تشهد فيها سقطرى رياحاً شديدة تعمل على تعطيل الأنشطة الرياضية، لذلك المحافظة بحاجة ماسة إلى تلك الصالات المغلقة، وكذالك استعادة مبنى الشباب والرياضة الذي تم الاستيلاء عليه من قبل المجلس الانتقالي.

وفي ظل هذا الواقع بات الشباب السقطري بحاجة ماسّة لوجود أكاديمية رياضية تهتم بمختلف قدراتهم ومهاراتهم وتساهم في صقلها وتنميتها أسوة بالألعاب الأخرى.

سعد علي رئيس أحد الأندية في سقطرى، قال إن الرياضة في الأرخبيل شبه منعدمة، والأنشطة الرياضية متوقفة، إذ لم تشهد سقطرى في العام الماضي سوى بطولة واحدة.

وأضاف: هناك عدد من التحديات التي تواجهها الرياضة السقطرية أبرزها عدم اهتمام وزارة الشباب بالرياضة في المحافظة، وغياب دور مكتب الشباب والرياضة في إقامة الدوريات والمهرجانات الشبابية، وغياب الدعم المادي للأندية الرياضية، و غياب دور السلطة مما زاد ضاعف المعاناة.

وطالب علي بإدراج سقطرى في جميع البطولات الرياضية المحلية على مستوى الجمهورية، وإعطائها حق المشاركة في الدوريات والمسابقات الرياضية، وإتاحة الفرصة لإظهار المواهب السقطرية على مستوى الجمهورية.

وأضاف أن الرياضة في سقطرى بحاجة أيضاً لإنشاء ملاعب معشبة أسوة بالملاعب في عموم المحافظات اليمنية، وإيجاد بنية تحتية للرياضة حتى يتمكن اللاعبون من تقديم أفضل ما لديهم.

اترك تعليقا