خور سنرهن بسقطرى..موقعٌ بيئي يواجه مهددات البناء والتنمية الناتجة عن البشر

سقطرى – تقرير خاص

يعاني خور سنرهن في محافظة أرخبيل سقطرى من مهددات البناء من قبل بعض الأشخاص نتيجة بناء الناس في ضفاف الخور الذي يعد منتجعاً طبيعياً للطيور والحيوانات البحرية.

وحذّر ناشطون بيئيون من مخاطر البناء في الخور باعتباره أحد أهم المواقع البيئية في الأرخبيل المسجل على قائمة التراث لليونسكو، مطالبين الجهات المعنية بالتحرك لوقف مثل هذه الاعتداءات.

ويعتبر خور سنرهن متنفساً طبيعياً وموقعاً مهماً جدا لتكاثر الكائنات الحية البحرية، كما يعتبر موقعاً لتعايش الطيور النادرة والمهاجرة التي تحط رحالها في تلك المنطقة وتعيش فيها لفترة طويلة حتى يأتي موسم الرياح فتغادر إلى وجهات عديدة.

ويقع خور سنرهن في وادٍ واسع نتج عنه فتح أخدود كبير تكونت على أثره بحيرة غنية جداً بالكائنات، ماجعله يصنف واحداً من الموقع المهمة بيئياً، وأدرج ضمن المناطق الطبيعية المحمية، ولكن السلطات المحلية بسقطرى تفتقر إلي المعرفة بتلك الأماكن.

جرى إنشاء طريق يربط المدينة بالميناء، وأدى ذلك لقطع وعزل الخور عن البحر وعدم السماح للمياه بالدخول والخروج من وإلى البحيرة، ولم تقم السلطات بإنشاء جسر معلق يسمح بمرور المياه طبيعياً دون التأثير على وضع البحيرة، وذلك تسبب بطمر عمق البحيرة بواسطة الرمال التي تجرفها السيول أثناء هطول الأمطار.

وحذّر الناشط في المجال البيئي محمد السقطري من عملية البناء العشوائي التي تتم بجانب البحيرة مشيراً أن عمليه البناء تمت بجانب طرفي البحيرة شرقاً وغرباً ما حجّم من مساحتها.

وأضاف: زادت الأمور سوء عندما قام بعض المواطنين بالبناء في الأماكن التي طمرت بالرمال داخل البحيرة، متوقعاً أن البحيرة الفريدة ستنتهي خلال موسمين قادمين لهطول الأمطار من خلال طمرها بالتراب والرمال، وذلك نتيجة حبس الرمال بسبب الطريق الذي حجز المياه عن الدخول والخروج بشكل طبيعي.

ولفت السقطري إلى أن الأمر بيئي بحت، مضيفاً: للأسف تفتقر السلطات إلى المعرفة والجدية في تقديم وتقييم الأثر البيئي قبل التنمية، رغم أن سقطرى تعتبر موقعا عالمياً حسب لوائح وأنظمة اليونسكو والمنظمات البيئية العالمية، وذلك كان أحد أسباب شهرتها العالمية.

وأثار قيام أشخص بالبناء في خور سنرهن استهجان وإدانة شريحة واسعة من المجتمع السقطري، واعتبروا هذا السلوك من شأنه تدمير المعالم السياحية والبيئية التي أكسبت سقطرى شهرتها ومكانتها العالمية.

وقال الشاب صلاح السقطري لـ”قشن برس” إن مايجري يعد انتهاكاً بحق الأماكن الرطبة، و”من المخزي والعار أن نرى مثل هذه الفوضى العارمة التي يتقطع لها القلب تحدث في جزيرتنا ولم نرَ أو نسمع أي تحرك من الجهات ذات الاختصاص”.

وناشد السقطري المعنيين والمهتمين بالتحرك لإنقاذ خور سنرهن قائلاً :أين أصحاب البيئة الذي يدّعون بحماية سقطرى؟ وأين أصحاب المنظمات الذين يتقاضون الدولارات؟ وأين الجمعيات المحلية ؟ وأين وكلاء المحافظة الثلاثة؟ وأين سلطة الأمر الواقع وأصحاب الأشغال والعقارات والمحامون.

وشدّد على ضرورة الوقوف أمام هذه المعضلة، متابعاً: “إن لم نقف صفاً واحداً ضد هذه الانتهاكات بحق جزيرتنا سواءً في محمياتها أو سواحلها فابشروا بالفوضى والعبث بها، فهذا خور سنرهن يعتبر من الأماكن الرطبة ومكاناً لتجمع الطيور النادرة في العالم يشكو من الانتهاك الذي تعرض له من قبل أناس لا حياء لهم ولا ذمة وقاموا بردمه وعلى مرأى ومسمع من الجميع”.

ووجّه نداء عاجلاً لكل “من له قلب ينبض بالغيرة ويحب جزيرته بوقف هذا العبث، وإن لم نقف ضد هذا العمل المشين فباطن الأرض خير لنا من ظاهرها، وستتبع هذه الانتهاكات انتهاكات أخرى إن لم نتدارك هذا الأمر”، وفق قوله.

من جانبه قال مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة بسقطرى علي محمد سالم لـ”قشن برس” إن خور سنرهن يعد أحد المواقع الرطبة المهمة للطيور حيت تتخذه مكاناً للراحة والغذاء أثناء هجرتها بسبب التنوع الحيوي الهائل للخور.

وأضاف أن الخور تعرض للاعتداء بإنشاء المباني، مشيراً إلى سعي الهيئة العامة لحماية البيئة لوقف تلك الاعتداءات وإلزام المعتدين بعدم البناء إلا وفق القوانين وما يخدم المصلحة العامة.

وتابع: في 14 يوليو 2021، تم الاعتداء على الخور ورفعت الهيئة العامة لحماية البيئة مذكرة شكوى إلى مدير عام الأشغال والطرق والذي بدوره قام بتوقيف العمل والاعتداء على الخور، وإحالتهم للقضاء.

وأوضح أن القرار الجمهوري رقم 275 لعام 2000 بشأن تقسيم سقطرى لمناطق الحماية والتنمية يجرّم البناء في تلك المناطق، وأن خور سنرهن ضمن تلك المناطق، ويمنع البناء في محيطه.

اترك تعليقا