غلاء الأسعار.. داء موجع يصيب سكان سقطرى

قشن برس- تقرير خاص

معاناة مستمرة يكابدها معظم سكان أرخبيل سقطرى، جراء تدهور الوضع المعيشي الناجم عن تداعيات الحرب التي تعصف بالبلاد منذ نحو سبع سنوات.

وبات غلاء الأسعار، من أبرز الهموم التي يشكو منها سكان سقطرى الذين يعانون من داء الفقر ووجع البطالة.

وخلال الأيام الماضية، تدهورت العملة اليمنية بشكل غير مسبوق، حيث وصل سعر الدولار الواحد في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى ألف ريال.

وأدى هذا التدهور في قيمة الريال اليمني إلى ارتفاع تلقائي للأسعار، وسط حالة سخط من جميع المواطنين، بمن فيهم سكان سقطرى.

معاناة قاسية

المواطن فهد محمد قاسم، أحد أبناء سقطرى، يقول لقشن برس  إن “غلاء الأسعار أثر بشكل كبير على حياته وأسرته”.

وأضاف ” موجة الغلاء ألقت بظلالها على كاهل المواطن السقطري الذي أصبح مغلوب على أمره”.

وتابع ” كثير من سكان سقطرى يشكون الغلاء المستمر  في أسواق الأرخبيل، تزامنا مع استمرار انقطاع المرتبات لما يقارب العام”.

وزاد” في ظل ارتفاع الأسعار، لم تعد الرواتب – إن وجدت- تكفي لتوفير متطلبات الأسرة الأساسية..  الناس يعتمدون في هذه الفتره على الدين من أصحاب المحلات ممن تربطهم معرفه بهم، والبعض منهم يضطرون بسبب الغلاء لبيع جزء من أملاكهم مقابل تسديد ديونهم من أراض أو مواشي”.

وحمل قاسم الحكومة والتحالف العربي مسؤولية الغلاء المتواصل؛ لعدم تدارك الوضع الاقتصادي في البلاد.

وختم قائلا” أبناء سقطرى لم يعد لديهم قدرة تحمل أزمات وغلاء في المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية”.

عوامل متعددة

في ظل ارتفاع الأسعار دون حلول، ثمة من يتهم التجار بأنهم سبب في هذه المعاناة، بينما هم يشكون من المأساة ذاتها، كما يقولون.

في هذا السياق ، أفاد التاجر نزيه الحبيشي أن” سبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية في سقطرى يرجع إلى استمرار تراجع سعر صرف العملة المحلية مقارنة بالعملات الأجنبية، مايزيد تكاليف شراء المواد”.

وأضاف لقشن برس” هناك أيضا عوامل أخرى مثل ارتفاع تكاليف النقل الباهظة إلى سقطرى خاصة في موسم الرياح التي تجعل أصحاب النقل عبر القوارب صغيرة الحجم يطلبون ضعف مبلغ الأيام العادية، كونهم يخوضون مغامرة في هذا الوقت بالتحديد الذي تشهد فيه المحافظة اضطرابا في البحر ماتسبب بتوقف الملاحة الآمنة والإنزال في الميناء بسبب العوامل الناتجة عن الرياح”.

وتابع”  هناك أيضا ارتفاع في تكاليف العمالة الخاصة بتنزيل المواد من السفينة إلى السيارات والتي تتعدى 200 ريال للكرتون الواحد، وكذلك تكاليف النقل من الميناء إلى المخازن والتنزيل داخل المستودعات “.

ولفت إلى أن” التجار في سقطرى يستأجرون سفن لنقل البضائع من المكلا عاصمة محافظة حضرموت بالدرهم الإماراتي، لذلك  تجار المحافظة يعانون من ذلك الارتفاع الجنوني لأسعار صرف العملات الأجنبية “.

اقتصاد مرشح للانهيار

وفي الوقت الذي يحمل المواطن الجهة الحكومية مسألة ارتفاع الأسعار، يشكو هذا الطرف أيضا من انهيار العملة وسط عجز عن حلها بسبب الظروف التي تمر بها البلاد.

يحيى الحامد، مدير مكتب وزارة الصناعة والتجارة في سقطرى أوضح لقشن برس أن “الانهيار الكبير والمخيف للريال اليمني هو السبب الرئيسي في عدم استقرار الأسعار “.

وأضاف ” دور مكتب الصناعة والتجارة في وضع وتحديد الأسعار في مثل هذه الظروف يكون دورا ضعيفا، فهو جزء من الوزارة ولديه لوائح وقوانين يعمل بها”.

وأردف ” الأسعار في اليمن بعد تحرير التجارة في العام ١٩٩٥ هي أسعار اندماجيه وليست اختيارية، وتحددها عوامل العرض والطلب والتنافس وتكاليف الشحن ومراعاة فارق العملة المحلية بالعملات الأجنبية أثناء الشراء”.

وتابع”  العملة في انهيار كبير والمنظومة الاقتصادية للبلاد مرشحة للانهيار”.

ولفت إلى أن” هناك أسعار محددة تم إقرارها من قبل لجنة حكومية بعد الاجتماع مع التجار؛ لكن اللجنة فوجئت بانهيار العملة المحلية وجعلها هذا الأمر ضعيفة في تنفيد مهامها”.

اترك تعليقا