المهرة..تنوع بيئي فريد ومخاطر تستدعي تحرك الجهات المعنية (حوار خاص)

قشن برس – حوار خاص

تنفرد محافظة المهرة بتنوع بيولوجي فريد ظل يميزها عن غيرها من المحافظات اليمنية لمئات السنين، من المحميات والشواطئ الفريدة، لكن الأعاصير التي شهدتها المحافظة أثّرت بشكل واسع على ذلك التنوع الأمر الذي يستدعي اتخاذ إجراءات من قبل الجهات المعنية.

وقال مدير عام الهيئة العامة لحماية البيئة في المحافظة سالم محمد رعفيت، إن المناخ والجغرافيا في المهرة أنتجا مجموعة من الأنظمة التي تضم نباتات وحيوانات نادرة ومهددة بالانقراض.

وفيما يلي نص الحوار:

حدثنا عن التنوع البيولوجي في محافظة المهرة؟

يعد التنوع البيولوجي غنياً وفريداً سواء في مناطقها الساحلية أو في المناطق الجبلية، وينتج هذا الثراء عن الخصائص المناخية والجغرافية المختلفة التي تتحد معاً لتنتج مجموعة واسعة من الأنظمة التي تأوي مجموعة كبيرة من النباتات والحيوانات المحلية النادرة والمهددة بالانقراض، وتتضمن بعض أنظمة التنوع البيولوجي الأكثر أهمية والأكثر ضعفاً في المحافظة والتي تتطلب اتخاذ إجراءات للحد من آثار تغير المناخ ومنها محمية حوف وشاطئ قشن بالدرجة الأولى.

بخصوص محمية حوف يغطي هذا النظام الحرجي الواقع على الحدود اليمنية العمانية شرق المهرة على بعد 120 كم تقريبا شمال شرق الغيضة منطقة تبلغ مساحتها 300 كيلو متر مربع، وتصل أطرافها الجنوبية إلى شواطئ بحر العرب وتتدرج في ارتفاعها إلى 1200 متر فوق سطح البحر .

تحوي المحمية على أكثر من 220 نوعاً من النباتات 56 منها مستوطنة أو شبه مستوطنة، وتشمل النباتات على 45 نوع من الأشجار و49 نوعاً من الشجيرات و80 نوعا من الأعشاب و27 نوعا من النباتات المتسلقة والحشائش.

ويزرع في المحمية 12 نوعاً من النباتات تتضمن أشجار البان والباباي والمانجو والموز، كما تشمل المحمية على أنواع من الحيوانات البرية منها الذئب والوشق والوعل والضبع والنمس والغرير، و65 نوعاً من الطيور منها ستة أنواع نادرة كالحباري والحجل وشمعي المنقار العربي والنسر، وتعد المحمية أيضاً موطنا لمجموعة متنوعة من الزواحف .

وإلى جانب المحمية لدينا شاطئ قشن وهو موقع يمتد على شاطئ رملي منخفض بانسياب تدعمه الكثبان الرملية ويغطي مايقارب من 100 هكتار ويعد شديد الحساسية للتآكل، وهو مهم لطائر النورس الأسخم، وقد حدد الشاطئ كموقع محتمل للسلاحف البحرية .

هل أثرت التغيرات المناخية التي ضربت المحافظة خلال السنوات الأخيرة على هذا التنوع؟

نعم أثرت الأعاصير في المهرة تأثيراً مباشراً على التنوع الحيوي وخاصة في السنوات الأخيرة من انجراف التربة واقتلاع الأشجار المعمرة وجرف مزارع المواطنين، وهناك تأثير غير مباشر يتمثل في أن المياه الراكدة الناتجة عن مياه الأمطار والسيول تخلق بيئة مناسبة لتفشي الكثير من الأمراض المنقولة مثل الكوليرا والملاريا.

كما تتعرض مصادر المياه الجوفية لخطر تسرب مياه البحر بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر مما سيؤثر على المجتمعات الضعيفة اقتصادياً في المناطق الزراعية والريفية ومناطق قرى الصيد الساحلية .

هل لديكم إحصائيات عن النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض؟

 توجد العديد من الغابات والنباتات والحيوانات النادرة كالنمر العربي والوعل والغزلان وتوجد طيور نادرة ، ومن النباتات نبات المشط ونبات المر ونبات الطريط والزبروت، وأما البحرية فهناك الديرك والشروخ وغيرها، وهناك 12 نوع من أسماك القرش مهددة بالانقراض.

ماذا عن خطط الاستجابة للكوارث الطبيعية في المحافظة؟

نعمل على إجراء تقييم شامل لأثر تغير المناخ والتكيف معه، وتطوير واعتماد وتنفيذ خطة استجابة للكوارث مع الجهات المعنية، إضافة إلى إنشاء صندوق للكوارث الطبيعة على مستوى المحافظة، ووضع خطة متكاملة لإدارة استخدام الأراضي، وتنفيذ برامج توعوية بشأن المخاطر والكوارث التي يسببها تغير المناخ ، وإجراء تقييمات الأثر البيئي كجزء لا يتجزأ من أنشطة التنمية ، وتفعيل وتطبيق مشروع خطة الإدارة المحلية .

وقد عمل فريق من الكشافة والمتطوعين من منظمات المجتمع المدني لإنقاذ الأشخاص والمركبات من الغرق أثناء الأعاصير والكوارث الطبيعية وهو مدرب بجميع المهام، كما أنشأنا مستودعات للمواد الغذائية والإيوائية في الحالات الطارئة .

حدثنا أكثر عن التنوع في محمية حوف؟

توجد في المحمية العديد من الطيور، وهناك طيور مهاجرة وموجودة ببعض المناطق القريبة من سلطنة عمان ومنها ستة أنواع نادرة، وكذلك توجد بعض الثدييات مثل حيوان الشهيم النادر، والفأر الأسود والذئب العربي والضبع والماعز الجبلي، أما بالنسبة للزواحف فهناك الحردون اليمني الذي يوجد في المناطق الجافة والمفتوحة وكذلك السلاحف البحرية، وهناك العديد من العناكب والعقارب والحشرات المختلفة والمتنوعة .

وماذا بخصوص الأنواع البحرية والشعاب المرجانية؟

توجد في محافظة المهرة أجود أنواع الأسماك، وخصوصا أسماك الديرك والشروخ الصخري والثمد، كما توجد هناك أصناف عديدة من الأسماك الأخرى، أما الشعاب المرجانية فتوجد في منطقة الفتك وحصن السعد وفي الساحل الممتد من ساحل قشن إلى ساحل سيحوت.

اترك تعليقا