سقطرى.. أزمة حادة في غاز الطهي ومخاوف من عودة ظاهرة الاحتطاب الجائر

قشن برس- خاص

تشهد محافظة أرخبيل سقطرى أزمة خانقة في غاز الطهي المنزلي منذ أربعة أسابيع، في ظل عدم وجود محطات تعبئة أسطوانات غاز في المحافظة وتوقف محطة العيسي الغازية الوحيدة بالمحافظة.

وفاقمت أزمة الغاز من معاناة الناس المعيشية في ظل انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، واختفى الغاز من معارض البيع الرسمية وظهر في السوق السوداء بضعف السعر حيث تباع الأسطوانة سعة 26 كيلوجراماً، بسعر 12 ألف للأسطوانة الواحدة.

ويخشى نشطاء وباحثون من عودة الاحتطاب الجائر في الأرخبيل، الذي يؤثر سلبا على التنوع الحيوي الفريد في الجزيرة المصنفة كأحد مواقع التراث العالمي.

وقال التاجر “عمر عامر” أحد موردي الغاز لـ “قشن برس” إن سبب تأخر الغاز عن المحافظة، وغلاء أسعاره يرجع إلى التكاليف الباهظة في عملية النقل إضافة إلى تأخر وصول قواطر الغاز.

وأضاف أنه يقوم وعدد من تجار الغاز بالمحافظة بشحن الأسطوانات الفارغة على متن أحد الفيبرات (السفن صغيرة الحجم المستخدمة لنقل البضائع)، وننقلها إلى مديرية قشن في محافظة المهرة، ومن هناك تتم تعبئتها من خلال التعامل مع أحد قواطر الغاز وإعادة شحنها ونقلها إلى المحافظة.

وتابع قائلاً: “عملية النقل من المهرة إلى سقطرى تستغرق أسبوع، وخلال الأسبوعين الماضيين تأخرت مادة الغاز بسبب تأخر قاطرة الغاز في محطة صافر بمديرية قشن”.

من جانبه يقول تاجر آخر فضل عدم ذكر اسمه، إن الموردين المحليين للغاز المنزلي عبر البحر رفعوا الأسعار بسبب تكاليف النقل الباهظة.

ولفت إلى أنه يأمل أن تتوفر محطة غازية في محافظة سقطرى، تساهم في تأمين احتياج المحافظة، وتساعد في خفض أسعار الغاز بشكل كبير وتحسين الوضع المتردي للمواطنين.

من جانبه أكد مصدر حكومي أن الأرخبيل تشهد منذ إغلاق محطة العيسي الغازية عدم استقرار في مادة الغاز المنزلي بل وتنعدم تماماً بين الحينة والأخرى ناهيك عن الارتفاع في أسعارها.

وأضاف أن الإمارات عملت في فترة سابقة على إنشاء محطة غازية تابعة لمؤسسة خليفه بن زايد للأعمال الخيرية، وصل سعر أسطوانة الغاز بداخلها إلى 8500 للأسطوانة الصغيرة و18 ألف للأسطوانة الكبيرة، لكنها غير قادرة على تغطية احتياجات المواطنين من الغاز وغالباً ما يطغى عليه الانقطاع والتوقف عن التعبئة، وتبقى أزمات الغاز هي السائد على المواطن في سقطرى.

وفي سياق متصل حذر خبراء بيئيون من انعكاس أزمة الغاز سلبا على التنوع الحيوي في الأرخبيل، ولجوء المواطنين إلى الاحتطاب والتي يرونها تهديداً للنباتات السقطرية وطبيعتها الحيوية.

وقال الناشط في مجال البيئة “يحيى محروس” أنه عندما تكون هناك أزمة غاز منزلي بسقطرى يكون هناك ضغط على التنوع الحيوي من خلال عملية احتطاب بعض الأنواع النباتية المتوطنة وخاصة النوع المعروف باسم مترر والذي يطلق عليه علميا بنبات Croton Socotrans.

ولفت إلى أن المواطن يلجأ إلى ظاهرة الاحتطاب وقلع الأشجار من أسفلها، نتيجة لعدم وجود بديل لأزمة الغاز المنزلي وحاجة المجتمع لها.

ودعا محروس الجهات المختصة إلى توفير مادة الغاز المنزلي، وإنقاذ البيئة الفريدة في الأرخبيل من عودة ظاهرة الاحتطاب التي تهدد نباتات وأشجار فريدة بالانقراض.

اترك تعليقا