“سبره” شجرة سقطرية تطهر الجروح وتزين الفخار ولها مآرب أخرى

قشن برس _ سعد عبدالسلام

“سبره” شجرة في أرخبيل سقطرى يتخذ السكان من سائلها وسيلة علاجية لتطهير الجروح، ومن ذات السائل الأحمر يتم تزيين منتجاتهم المصنوعة من الفخار وله عندهم مآرب أخرى.

فالشجرة العلاجية وغيرها من كنوز الطبيعة نبتت في مستوطنة العجائب وفرائد النبات والطيور والفراشات والحشرات وصولاً إلى بيئتها البحرية، ليصنفها العالم ضمن أهم مستودعات الطبيعة البكر ومن أهم جزر العالم في التنوع الحيوي.

ستشعر وأنت تتنقل في ربوعها كأنك في عالم من الأساطير، فما تشاهده من الأعشاب والأشجار التي تزدهي بها تلك التضاريس على إيقاع خرير الينابيع والجداول وأصوات الحيوانات التي تحلق على علوها فصائل فريدة من الطيور والفراشات، كل ذلك وغيره يشعرك كأنك في رحلة من رحلات السندباد.

وتعد جزيرة سقطرى بمثابة حلم لعشاق السياحة البيئية من حيث تنوعها البيولوجي، بحسب الموقع الرسمي لمجلس الترويج السياحي في اليمن.

مطهرة للجروح

يقول خبراء محليون في تصريحات منفصلة لـ “قشن برس” إن شجرة “سبره” تتواجد في أرخبيل سقطرى بأعداد كبيرة قادرة على التكيف في مختلف التضاريس المناخية على عكس الأشجار الأخرى التي تنتشر في مناطق ذات مناخ واحد.

وأضافوا أن لها استخدامات كثيرة في أوساط السكان منذُ زمن قديم، وتعد واحدة من أهم الأشجار العلاجية، المطهرة للجروح حيث يقوم الشخص المصاب بقطف ورقة من الشجرة وتقطير سائلها الذي يخرج من الورقة ليضعه على الجرح.

ويشعر الجريح من خلال وضع السائل على الجرح بحرقة شديدة، ويعتبر الأهالي الحرقة الناجمة عن السائل دليلاً على مفعوله العلاجي.

ويذهب الخبراء إلى أن الشخص المصاب بالجروح يستمر في استخدام سائلها المطهر حتى يتماثل للشفاء.

تزيين الفخار

وفي سياق متصل يقول المواطن أحمد السقطري إن شجرة “سبره” يستخدمها الأهالي أيضا في صناعة الفخار لتلوين منتجاتهم، حيث يعرف أن سائل الشجرة عند خروجه يكون شكله مائي، لكنه بعد ساعات من الزمن يتحول إلى اللون الأحمر.

وأضاف أن السائل إذا تم وضعه على قطعة ما يستحال استخراج اللون منها، الأمر الذي يدفع صانعي الفخار لاستخدام السائل لتزيين منتجاتهم بإضافة الخطوط الحمراء الداكنة عليها والتفنن في رسم النقوش من السائل ذاته لتكون المنتجات أكثر جمالا وجاذبية.

وأشار السقطري إلى أن الشجرة تستخدم في دباغة جلود الحيوانات التي تصنع منها “القربة”، وما تزال لها استخدامات عدة في سقطرى، ولها ارتباطات بالحياة اليومية في الريف.

“القربة” هي المصطلح الشعبي الذي يطلقونه على جلد الماعز المذبوح بطريقه معينه بعد دباغته”.

وتستخدم “القربة” بعد الدباغة والتجفيف في حفظ التمور السقطرية، وكذلك تستخدم لاستخراج السمن والحقين السقطري من خلال وضع حليب المواشي بداخلها ورجه عبر عدد من المراحل.

وأوضح “السقطري” أن جذوع وأعواد شجرة السبرة تستخدم أثناء استخراج العسل، حيث يقوم النحالون بإشعال النار في جزء منها للحصول على دخان لإبعاد النحل عن العسل، كما يستخدمه رعاة المواشي لطرد الحشرات المؤذية من على أجسام المواشي.

وبحسب المواطن السقطرى فإن هذا النوع من الأشجار يتميز بالاستحواذ، وإذا نبت في مكان فإنه ينتشر فيه وينمو بكثرة مقارنة بالأشجار الأخرى.

اترك تعليقا