أنوار سالمين..امرأة مهرية تخوض التجارة لإعالة أطفالها الأيتام

قشن برس – خاص

قبل عشر سنوات توفي زوجها، وترك لها ثلاثة أيتام كافحت من أجلهم على مدى سنوات؛ في ظل صعوبات العيش وظروف الحياة القاسية.

أنوار سالمين، امرأة من محافظة المهرة، في حياتها عدة معانٍ للصمود والصبر والعمل الدؤوب في سبيل العيش الكريم.

أنوار بمثابة كتلة من النور الساطع، يضيء الحياة بمسؤولية مستمرة، لم تقف مستسلمة أمام مأساة فقدان عائلها؛ بل حرصت على توفير لقمة العيش لأبنائها، وتربيتهم وتعليمهم من مداخيل التجارة التي تبدو بسيطة، لكنها ذات تأثير حقيقي عليها وأسرتها.

بدأت تعيل أسرتها من مدخول العمل في الكوافير، لكن الأقدار كانت غير مصادقة لها من ناحية صحية، حيث أصيبت بانزلاق في العمود الفقري، ما أثّر سلباً على مدى نشاطها الحركي، وقررت ترك هذا العمل بناء على إرشادات طبية.

لم تقف مكتوفة الأيدي بعد تركها العمل في الكوافير؛ بل كانت تصر على مواصلة حياتها الكفاحية في أعمال أخرى.

استمرت في رحلة الكفاح من أجل الرزق الحلال، ودخلت في مجال البيع والشراء والتسويق عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

كانت تبيع وتشتري عبر الإنترنت سلعاً متنوعة مثل الملابس والعطور ومستلزمات نسوية، ولاقت خطوتها تشجيعاً من قبل الزبائن، ما جعلها تفكر بفتح محل تجاري لتوفير بضاعة أكثر، بهدف الحصول على مدخول مادي أوسع.

بقلب واثق وروح لا تقبل الانكسار، سارعت في تطبيق فكرتها على أرض الواقع، وتوجهت إلى محلات البيع بالجملة.

كان حظها إيجابياً، فتجار الجملة تفاعلوا معها وشجعوها بعد أن عرفوا إصرارها في مواجهة صعوبات الحياة، بحثاً عن أمان معيشي لها وأطفالها الثلاثة الأيتام.

منح التجار أنوار بضائع متنوعة، على أن تدفع نصف المبلغ نقداً، والنصف الآخر بوقت مؤجل، لتخوض العمل التجاري وتحقق هدفها المعيشي.

تقول أنوار لـ”قشن برس” :” اضطررت إلى بيع ذهبي وكل ما أملك من أجل فتح مشروع محل تجاري، لأوفر مصدر دخل مستقر ودائم لي وأولادي”.

وأضافت “لم أتلق أي دعم، لا من سلطة محلية ولا من مسؤولين، ولا من أقربائي”.

بدأت حياة أنوار تتجه إلى نقلة نوعية بعد أن افتتحت محلها التجاري في مدينة الغيضة قبل أيام، وتحديداً في 28 يناير كانون الثاني 2021.

“بوتيك الأنوار للملابس الجاهزة” هو محل أنوار الذي تبيع فيه أحذية وملابس وحقائب وعطور وأدوات تجميل.

وقد كلف المشروع أنوار حوالي 10مليون ريال يمني، دفعت هي ثلاثة ملايين من المبلغ، فيما بقية التكاليف البالغة سبعة ملايين استدانتها من الآخرين.

تتخذ أنوار من مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة حيوية للترويج لمنتجاتها، سواء عبر مجموعات الواتس آب أو السناب شات، أو انستغرام.

كون المشروع التجاري في بدايته، تبدو نسبة الإقبال على المحل متوسطة من قبل الزبائن، وربما أيضا بسبب بعده عن السوق الرئيسي للمدينة.

هذا الأمر جعلها تدعو السلطة المحلية بمحافظة المهرة  للوقوف معها ودعمها ماديا من أجل نقل محلها إلى السوق الرئيسي الذي يعرف بنشاطه الكبير وارتفاع إيجارات محلاته.

اترك تعليقا