“سبرايز”.. قصة نجاح بطلاتها نساء مهريات كسرن حاجز القيود المجتمعية

قشن برس- سعد بن محامد

على الشارع العام في مديرية سيحوت بمحافظة المهرة، تتخذ جمعية المرأة الساحلية مقراً لها، وما إن تقترب منها حتى تأخذك رائحة الطعام إلى الدور الثاني في المبنى..المكان الذي سافرنا لمدة ساعتين من أجل الوصول إليه، والتعرف عن كثب على أول مشروع نسائي على مستوى المحافظة.

“مطبخ سبرايز” قصة نجاح جديدة بطلاتها نساء مهريات خرجن من عباءة العادات والتقاليد، واتخذن من المشروع مصدر رزق يقدمن من خلاله نموذجاً مميزاً للمرأة، وقدرتها على أن تشارك في بناء المجتمع.

بدأت فكرة المطبخ النسوي الأول في المهرة، كثمرة للدورات التي موّلتها منظمة براجما الأمريكية للمرأة الساحلية في أغسطس الماضي بمديرية سيحوت حول طرق تحضير الحلويات والمعجنات.

وعقب الافتتاح تلقى “قشن برس” دعوة من مدير دائرة المرأة للتنمية في مديرية سيحوت، أوسان باعباد لزيارة المطبخ والتعرف على أول مشروع نسوي في المحافظة حقق الكثير من النجاح في غضون أيام.

تلقينا الدعوة، وجاء وقت تلبيتها، سافرنا نحو المطبخ المتواجد في مدينة سيحوت، العاصمة الثقافية لمحافظة المهرة، وبعد ساعتين من السفر وصلنا إلى وجهتنا حيث يتواجد المطبخ على الخط العام لمديرية سيحوت بجوار مقر جمعية المرأة الساحلية.

كانت رائحة الطعام الشهي تطغى على المكان، ولأننا في وقتٍ مخصص لوجبة الغداء فقد استنشقنا تلك الرائحة بكل نهم، صعدنا إلى الدور الثاني حيث يقع المطبخ، والوقت يقترب من الساعة الثانية عشر ظهراً، وعند البوابة استقبلتنا المشرف الأول على المشروع، أوسان باعباد.

ونحن نتبادل الحديث عن المشروع الفريد من نوعه، مع المديرة أوسان عبّرت عن سعادة فريقها بزيارتنا،  مبينة في الوقت ذاته الأهمية الكبيرة للإعلام في نقل الحقائق للجمهور، وتشجيع المرأة على تحويل أحلامها إلى مشاريع واقعية تساهم في تنمية المجتمع وخدمة أهلها وناسها.

تجولنا داخل المطبخ المكوّن من غرفتين بمساحات كبيرة، خُصصت الأولى لمن أراد تناول وجبته داخل المطبخ، والأخرى وضعت فيها عينة من جميع الأكلات والوجبات يقدمها المطبخ على طاولة كبيرة.

يقدم مطبخ “سبرايز” عدة مأكولات، منها (همبرغر- شاورما- وسمبوسة- بيتزا- كوروسان- ومجموعة من الأكلات اللذيذة)، فيما تقف في الجوار ثلاجة محتفظة ببعض المشروبات الباردة.

تواصل “باعباد” حديثها بالإشارة إلى نجاح المشروع قائلة: رغم التحديات وقلة الإمكانيات إلا أن المطبخ شهد بعد افتتاحه بأيام إقبالاً واسعاً من المجتمع بشكل عام، ومن شريحة النساء والأطفال بشكل خاص.

وأوضحت أن الفريق استفاد من الدورات التدريبية التي نظمتها منظمة براجما الأمريكية حول إعداد الحلويات والمعجنات، ومنها خرجت أولى خطوة ناجحة للمرأة المهرية في المحافظة.

أم نور، إحدى العاملات في المطبخ أفادت للفريق خلال الزيارة أن المشروع يهدف إلى تحسين المستوى المعيشي للمرأة الساحلية في مديرية سيحوت.

وأشارت أن الفريق بدأ بتجهيز المأكولات داخل البيت، ثم يأتي بها إلى المقر، بسبب عدم توفر الدعم الكافي، بعد ذلك استطاع الفريق الحصول على بعض الدعم والتشجيع ومن خلاله اشترى بعض الأثاث الخاص بالمطبخ، وما زال إلى حدّ الآن بحاجة ما تبقى من الأثاث الخاص بالمطبخ.

تؤكد أم نور أن المجتمع المهري استحسن فكرة مشروع مطبخ سبرايز، كونه الأول من نوعه الذي يفتتح في المحافظة، ويوفر للمرأة مساحة خاص بها.

وفي ختام حديثها وجّهت رسالة لكل امرأة في محافظة المهرة بشكل خاص واليمن عامة، أن تعمل وتجتهد لتحقيق  أفكارها وأحلامها، وأن تتخطى كل المعوّقات مهما كانت بقوة الإرادة، انطلاقاً من كون المرأة نصف المجتمع.

ودعت المنظمات الإنسانية والعاملة في مجال تمكين المرأة إلى دعم المشاريع النسوية التي تساهم في تحسين المستوى المعيشي وتشجع المرأة على تنمية قدراتها والمشاركة في بناء مجتمعها.

 

اترك تعليقا