النفايات تهدد صحة المواطنين في سقطرى وصندوق النظافة يشكو الركود منذ دخول الانتقالي

ظاهرة تدمير البيئة الفريدة في محافظة أرخبيل سقطرى لاتزال قائمة، تتسلل النفايات لمناطق مختلفة، لتبدأ في انتزاع الصور الجميلة، وبدلاً عنها تتصدر صورٌ لايليق بنا أن نتركها تخدش جمال الطبيعة.

يصل خطر هذه النفايات إلى أزقة وشوارع العاصمة حديبو، حيث القاذورات تتوزع على أحياء المدينة، لتمحو جمالها وتفسد هوائها وتنتزع البهاء الذين لطالما عرفت به سقطرى ومدنها.

لاينتهي الخطر هنا، فالطبيعة متضررة والإنسان سيكون كذلك أيضاً، تتحدث عن ذلك المخاوف التي تكشفها ملامح الناس بعد أن رأوا أحداثاً مماثلة شهدتها محافظات أخرى أبرزها عدن، التي انتشرت فيها الحميات بشكل مخيف نتيجة النفايات وانهيار خدمات الصرف الصحي.

غياب الدور الرسمي

يتحدث المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين في سقطرى، أحمد صالح علي لـ”قشن برس” عن أسباب تكدس النفايات في شوارع حديبو منذ أشهر، مشيراً إلى أن الأحداث التي شهدتها سقطرى في يونيو الماضي حيث سيطر المجلس الانتقالي على المحافظة، وتوقفت الأنشطة اليومية لصندوق النظافة.

يشير المسؤول إلى أن السلطة المحلية قبل دخول الانتقالي كانت تعتمد 4.5 مليون ريال شهراً، (مايقارب 6500$)، لرواتب العمال وأجرة السيارات والحوافز، ومنها ميزانية مديرية قلنسية، وكان نشاط صندوق النظافة يسير بشكل جيد.

ويحذر أحمد صالح من كارثة وشيكة بسبب كثرة النفايات في شوارع العاصمة حديبوه وقلنسية، حيث تهدد تلك النفايات بانتشار الحميات المسببة للأمراض والأوبئة القاتلة، لاسيما في فصل الشتاء حيث تتكاثر البعوض والجراثيم والحشرات الناقلة للأمراض؛ في ظل عدم وجود إمكانيات طبية لمكافحة هذه الأوبئة الوشيكة.

يقول مدير صندوق النظافة: “قمنا ببعض الأنشطة التي لاتفي بالغرض، بالتعاون مع التجار وأصحاب المحلات، وزعنا منشورات تحذيرية، ونشرات توعية على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاطبنا “الانتقالي” باعتباره المسيطر على المحافظة لكن دون جدوى”.

وحمّل المسؤول في صندوق النظافة، المجلس الانتقالي مسؤولية ما يحدث باعتبارهم من يقوض أعمال الصندوق التي توقفت منذ سيطرة المجلس على المحافظة، ولم يتسنَ لـ”قشن برس” الوصول إلى مصدر في “الانتقالي” للتعقيب على الأمر.

يغيب دور الجهات المسؤولة أو يتم تغييبه، فيما المواطنون والمبادرات المجتمعية تطمح أن تغطي ما أمكن من الفجوة التي تسبب بها غياب الأجهزة الرسمية.

الدور المجتمعي

يتحدث مواطنون وشخصيات اجتماعية لـ”قشن برس” عن وجهة نظرهم فيما حدث لمدينتهم من بسبب النفايات التي انتشرت في الشوارع والأزقة ومخاطرها على الجميع، حيث يقول “علي سعيد” إن مسؤولية النظافة جماعية؛ ويجب أن تكون هناك حلول سريعة من المجتمع المدني بالمشاركة المجتمعية من شباب الحارات والوحدات السكنية، خاصة أن من يسيطر على المحافظة الآن وقف صامتاً ولم يكترث لكارثة وشيكة تهدد حياة المجتمع السقطري.

وأبدى المواطنون مخاوفهم من انتشار الحميات والأمراض المعدية بين المجتمع، فيما ناشد المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين في سقطرى رئاسة الجمهورية والحكومة والمنظمات الدولية والجهات الخيرية لتوفير الدعم من أجل عودة نشاط النظافة تفادياً لانتشار الأمراض والأوبئة بسبب النفايات.

اترك تعليقا