د. سعيد القميري…حارس اللغة المهرية ينقل تراث اليمن إلى العالمية

 في أقصى شرق اليمن، وُلد الدكتور سعيد سعد نجادان القميري، مدير مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث بجامعة المهرة، ليصبح أحد أبرز الأصوات الأكاديمية في مجال اللغويات العربية الجنوبية. 

ارتبط اسمه باللغة المهرية ارتباطًا وثيقًا، حيث حوّل شغفه بالحفاظ على التراث اللغوي إلى مسيرة أكاديمية غنية بالإسهامات البحثية المبتكرة. 

بدأت رحلته العلمية بعد حصوله على درجة البكالوريوس في تدريس اللغة الإنجليزية من جامعة حضرموت، ثم نال درجة الماجستير في اللغويات من جامعة مالايا، ودرجة الدكتوراه في اللغويات التطبيقية من جامعة العلوم الماليزية. 

خلال زمالته البحثية في جامعة ليدز، تعاون الدكتور القميري مع باحثين مرموقين مثل البروفيسورة جانيت واتسون، وأسهم في أبحاث رائدة حول اللغات المهددة بالانقراض. 

نُشرت أبحاثه في مجلات علمية مرموقة مثل Plos One وLingua وJournal of Semitic Studies، حيث قدم رؤى متعمقة حول النحو والصرف والجماليات الثقافية للغات العربية الجنوبية. 

يتمتع الدكتور القميري بسجل حافل بالإنتاج العلمي، حيث نشر العديد من المقالات والفصول في كتب علمية، وكان له دور محوري في إنتاج المعجم الثقافي المقارن لعائلة لغات جنوب الجزيرة العربية الحديثة. 

إلى جانب بحثه العلمي، درّس الدكتور القميري في عدة جامعات يمنية وعربية، وأشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه، وتولى مناصب إدارية رفيعة، مما عزز دوره كقائد أكاديمي. 

تأسيس مركز اللغة المهرية كان أحد أبرز إنجازاته، حيث نظم المركز العديد من الفعاليات الثقافية والبحثية التي لاقت دعمًا من مؤسسات دولية مثل اليونسكو والمجلس الثقافي البريطاني. 

الدكتور القميري يجيد عدة لغات، منها العربية والإنجليزية والمهرية، ويتحدث لغات عربية جنوبية أخرى، مما يجعله رمزًا للتنوع اللغوي والثقافي. 

مسيرته تعكس إيمانه العميق بأن اللغات ليست مجرد أدوات للتواصل، بل هي أوعية للهوية والذاكرة الثقافية. 

ومع استمراره في مسيرته العلمية، يظل الدكتور سعيد القميري جسرًا بين التراث والحداثة، وبين اللغات المهددة والعالمية الأكاديمية. 

 

المصدر: مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث بجامعة المهرة

اترك تعليقا