يعيش المواطن البسيط في المحافظات الجنوبية، وعلى رأسها محافظة عدن الواقعة تحت سيطرة ميليشيات الانتقالي المدعومة اماراتياً ، كارثة معيشية خانقة، وسط صمت مطبق من الحكومة المعترف بها والمجلس الرئاسي التابع للتحالف الغارقين في نعيم التكييفات والمولدات داخل أسوار معاشيق، بينما الشعب يُحترق تحت شمس يوليو الملتهبة وينهار مع كل قفزة جنونية للأسعار.
حيث تهاوت العملة الوطنية بوتيرة مرعبة دون أن يرفّ للحكومة جفن، ووسط غياب أي حلول اقتصادية حقيقية أو إجراءات حماية، فرضت على التجار أمراً واقعاً جديداً بالتعامل الحصري بالعملات الصعبة، فكانت النتيجة انفجارًا للأسعار لم تشهد له المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة مثيلًا.
وبينما الأسعار تحلق، تبقى الأجور تهوي فالمدرس الذي كان يتقاضى في ديسمبر 2014 ما يعادل 1347 ريال سعودي (354 دولار)، لم يعد يحصل اليوم إلا على 125 ريال سعودي فقط (32.88 دولار) إن وجد راتبه أصلًا، ليسقط عن كل خطوط الفقر الممكنة.