قشن برس_عبدالله بدأهن
منذ نوفمبر من العام 2021م كنا قد أطلقنا العديد من النداءات والمناشدات بشأن ظاهرة موت وتساقط العشرات من أشجار دم الأخوين في محمية دكسم وسط سقطرى .
لقد حاولنا وبجهود ذاتية تطوعية أن نلفت أنظار الجهات الحكومية المحلية وكل المعنيين بالأمر وكذا المنظمات الدولية ذات الصلة ومطالبتها بالتدخل العاجل من خلال دراسة الظاهرة والبحث عن حلول تساهم في إيقاف هذا التدهور البيئي بالغ الخطورة.
لقد واجهنا للأسف الكثير من التجاهل واللامبالاة من جانب الجهات الحكومية المعنية بل والتنكر للأمر من خلال محاولة إخفاء الحقيقة عن الرأي العام وترك الأمر كما لو أنه عادي رغم خطورته وحجم الخسائر التي لحقت بالبيئة الطبيعية هنا لا سيما هذه الشجرة شجرة #دم_الأخوين النادرة والمهددة بالإنقراض والمعروف عنها ببطء النمو ، إذ تحتاج إلى مئات السنين حتى تصبح على هذا الشكل وبهذا الحجم الذي تشاهدونه الآن .
إن شجرة #دم_الأخوين تمثل رمزية عظيمة بالنسبة للبيئة الطبيعية النباتية في سقطرى .
كما تتمتع شجرة #دم_الأخوين بالأهمية والقداسة في أوساط المجتمع والسكان الأصليين في أرخبيل سقطرى وذلك كونها ترتبط بالكثير من الأساطير القديمة في ثقافة وأدب الإنسان السقطري على إمتداد الزمان وحتى يومنا هذا .
لقد عملت شخصياً خلال العامين الماضيين على تكوين فريق عمل تطوعي من أبناء السكان المحليين في سقطرى وتشاركنا خلال هذه الفترة الكثير من الجهود التي قمنا من خلالها برصد ظاهرة تساقط وموت أشجار دم الأخوين وذلك من خلال النزولات الميدانية في مناطق مختلفة من الجزيرة لا سيما محمية دكسم الواقعة في وسط الجزيرة ومن خلال الفريق التطوعي المحلي كنا نتلقى العديد من البلاغات من الأهالي حال سقوط تلك الأشجار نقوم خلالها بالحصر والتوثيق والتصوير وتدوين البيانات المتعلقة بكل حادثة سقوط لشجرة ما بعينها وارشفتها ضمن تقارير أسبوعية وشهرية نحتفظ بها لنقدمها للجهات المختصة التي نأمل بأن تستجيب للتعاون بهذا الشأن ومستعدون للتشبيك مع أي من المنظمات أو الجهات ذات الإهتمام بهذا الأمر سواء على المستوى المحلي أو العالمي .
لقد رصدنا ومنذ نوفمبر من العام 2023م أكثر من 86 حادثة سقوط لشجرة دم الأخوين في محمية دكسم وسط الجزيرة وعلى مستوى نطاق جغرافي محدود لا يتجاوز 5 كم .
كما اكتشفنا بعضاً من المسببات والمتمثلة ببعض الحشرات الغريبة التي لاحظنا انتشارها في جذور تلك الأشجار وفروعها وارسلنا صور منها لخبراء متخصصين في الآفات الزراعية والنباتية أكدوا لنا خطورتها وضرورة العمل على مكافحتها لكننا التزامنا عدم التدخل المباشر كوننا غير متخصصين أو مخولين قانونياً بذلك .
إننا وفي هذا اليوم
الثالث عشر من أكتوبر اليوم العالمي للحد من الكوارث
نجدد النداء والمناشدة لكل الجهات المعنية وبدرجة أساسية الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة المياه والبيئة والهيئة العامة لحماية البيئة وكذا المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية ذات الصلة ونطالبها بضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة والتدخل من خلال إرسال خبراء متخصصين لدراسة الظاهرة وتحديد مسبباتها ومن ثم العمل على إجراءات وقائية تحد من انتشار الظاهرة ومعالجة الأسباب والآفات المنتشرة مؤخراً في النباتات والأشجار وتحمل المسؤولية تجاه الطبيعية البيئية بشكل عام .
نسخة مع التحية لكل من :
– الحكومة اليمنية
– وزارة المياه والبيئة
– الهيئة العامة لحماية البيئة
– وزارة الزراعة والثروة السمكية – وحدة الآفات الزراعية والنباتية .
– منظمة اليونسكو للتراث والثقافة