استغرقت رحلتهم 4 أيام… رحالة مهريون يسافرون من قشن إلى حوف مشياً على الأقدام

قشن برس-خاص

بينما كانت الطيور المغرّدة في جوقة الفجر تغني قبل حوالي ساعة من شروق الشمس؛ استيقظ الشابان أحمد الحامد ومحمد ضحيان حاملين امتعتهما استعدادًا لخوض رياضة المشي مسافات طويلة بين أحضان الطبيعة واستكشاف التاريخ المهري العريق.

كانت الساعة تشير إلى الخامسة والنصف من صباح يوم الثلاثاء 19 سبتمبر، عندما خرج الشابان وهما يرتديان ملابس رياضية من مدينة قشن، يتنفسان جوها الهادئ والهواء النقي الطبيعي القادم من بحر العرب على مدار اليوم من الصباح الباكر إلى آخر الليل.

إنها وجهة طويلة ومسافة شاسعة سيعبرون خلالها من معظم مناطق محافظة المهرة حتى يصلون إلى وجهتهم: محمية حوف المجاورة لسلطنة عمان وآخر مناطق اليمن الشرقية.

إدارة نادي قشن الرياضي هي الأخرى استعدت لهذا الحدث الرياضي الهام، وأرسلت سيارة مع مساعد طبي لمرافقة الشابين في رحلتهما الطويلة التي تستغرق ما يقارب 300 كم.

ودعت الإدارة جميع مناطق المحافظة التي سيمر الشابان في رحلتهما منها، إلى الاهتمام بهما وتشجيعهما لتحقيق هدف الرحلة المتمثل بالوصول إلى مديرية حوف.

كما أبدت أملها أن يكون للجهات المختصة موقف إيجابي من هذه الرحلة الشبابية الاستثنائية كونها تحمل معاني ودلالات رياضية يجب غرسها في الجيل الناشئ داخل المحافظة.

وبعد أن تجاوز الشابان مناطق مديرية قشن وصولا إلى مديرية حصوين ومناطقها الجميلة، استوقفتهما اللوحة الكبيرة قبل وصولهما إلى الأنفاق المشهورة لتخبرهم أنه تبقى 197 كيلو.

 

 

وصل الشابان الطموحان إلى منطقة الأنفاق، ومنها واصلا الرحلة نحو منطقة نشطون، ومنها إلى درب ضبوت والوصول إليها بعد غروب يوم الأربعاء.

واصل الشابان رحلتهما من ضبوت مروراً بهروت. وفي وقت متأخر من مساء الأربعاء حطا الرحال في مدينة الغيضة عاصمة المحافظة.

 

دعم سخي من السلطة المحلية

في صباح يوم الخميس كان الشابان الطموحان على موعد مع استقبال حافل وإشادة واسعة من السلطة المحلية ممثلة بالأمين العام الأستاذ سالم عبدالله نيمر، وبحضور وكيل المحافظة لشؤون الشباب الأستاذ بدر سالم كلشات، ومدير عام مديرية قشن وعدد من المسؤولين بالمحافظة.

وعبر نيمر عن سعادته الكبيرة برؤية هذه الأنشطة الشبابية والمعنوية العالية التي يقدمها هؤلاء الشباب، مقدماً شكره للداعمين والمساهمين في تسهيل مهمة الرحالة بداية من السلطة المحلية بالمديرية وصولاً إلى إدارة نادي قشن، وكافة الجهات.

وقدم نيمر دعمًا ماليًا للبعثة بقيمة بمليوني ريال مقدم من السلطة المحلية بالمحافظة تحفيزًا للشباب للاستمرار في مثل هذه الرياضات والبرامج المفيدة.

من الغيضة…

من مدينة الغيضة التي وجد فيها الحامد وضحيان الكثير من الحفاوة والاستقبال والتشجيع؛ واصل الشابان تحركهما نحو وجهتهما. ومنها يجب عليهما قطع 150 كم.

عبر الشابان الطموحان نحو مناطق بلحاف، وفي منطقة يروب حظيا باستقبال شعبي من قبل الشخصيات الاجتماعية والرياضية، وأقيمت فعالية شعرية بالمناسبة وتغطية إعلامية.

 

واتجها بعدها إلى منطقة الحصن، وبعدها وصلا إلى الفيدمي، وهي الأخرى خرجت لاستقبالهما واستضافتهما وأكرمتهما بسخاء. ومن الفيدمي واصلا طريقهما مساء الجمعة نحو منطقة الفتك، وفيها خرج مجموعة من الشباب والشخصيات الاجتماعية لاستقبالهما، قبل أن يتجها إلى دمقوت، ومن ثم المبيت والاستراحة في موقيب.

الوجهة الأخيرة

في صباح السبت 23 سبتمبر، وصل الشابان إلى محطتهما الأخيرة بمديرية حوف وَسَط استقبال رسمي من السلطة المحلية يمثلها سعيد مصدع رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية ومحمود عبدالله ياسر عضو المجلس المحلي وممثل نادي حوف، وكذلك وليد عدنان رئيس الدائرة الإعلامية بالنادي.

وحظيت بعثة النادي بحسن الاستقبال وكرم الضيافة، كما نقل لهم الأستاذ سعيد مصدع تحيات مدير عام مديرية حوف الأستاذ حاتم مكي مشيدًا بالخطوة المميزة من قبل نادي قشن وفريق الرحالة برحلتهم مشيا على الأقدام من العاصمة التاريخية قشن باتجاه مديرية حوف والتي تعبر عن مفاهيم التعايش والإخاء بين أبناء المهرة، وتحمل القيم السامية والنبيلة التي هي امتداد لإرث الآباء والأجداد التي عرفوا بها على مدى التاريخ.

وأشار مصدع إلى أن هذه المبادرة تعد جزءاً من عادات وتقاليد محافظة المهرة التي عُرف سكانها قديمًا بحبهم للترحال والتنقل مشيًا على الأقدام في سبيل طلب الرزق.

وشكر رئيس نادي قشن محمد عصيان السلطة المحلية بمديرية حوف على حسن الاستقبال وكرم الضيافة كما أشاد بالاستقبال الشبابي الذي أعدته إدارة نادي حوف بإقامة مباراة ودية لكرة القدم احتفاء بإنجاز الرحالة، وتحقيق هدفهم بالوصول إلى حوف الوجهة السياحية المهرة بعد أن تم قطع أكثر من 300كم على مدى 4 أيام. كما أشار بأن أبناء حوف لهم السبق في رياضة المشي من خلال رحلتهم من حوف إلى الغيضة بقيادة الرحال والمغامر الرائع حسين محاد باعمر وبقية رفقائه.

كما قدم عصيان الشكر لقيادة السلطة المحلية بالمحافظة والمديريات على الدعم والتشجيع والتحفيز، وشكر جميع أهالي المناطق الشرقية للمحافظة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وتقديمهم كل أوجه الدعم المعنوي والمادي لرحالة النادي.

وفي ختام الرحلة تم التقاط الصور التذكارية تخليدًا لهذه الذكرى، مستغلين موسم الخريف في المحمية التي مازالت تلبس حلتها الخضراء وتسعد الزائر والمقيم بمناظرها الرائعة، فكل شيء في هذه المحمية جميل للغاية، حيث التناغم الفريد والمميز بين البيئة البحرية والبرية.

 

اترك تعليقا