“اللغة السقطرية”.. آلة زمن لغوية يحلم متحدثوها بإنشاء مركز دراسات يحفظها من الانقراض

قشن برس- خاص

في “أرخبيل سقطرى” المطلة على المحيط الهندي وأحد محافظات اليمن يتحدث أبنائها بلغتهم الخاصة والقديمة فهي بالنسبة لهم تاريخ وهوية ثقافية رغم تعرضها للإهمال من قبل السلطات اليمنية خلال العقود الماضية.

ويمتد تاريخ اللغة السقطرية إلى آلاف السنين، فهي لغة قديمة وأصيلة من اللغات السامية لكنها تصنف اليوم من اللغات المهددة بالانقراض لعدم وجود مراكز تعليم ودراسات خاصة، بالإضافة إلى انفتاح سكانها على العالم.

وما زالت اللغة تراث محفوظ بالذاكرة الشعبية لأبناء الأرخبيل بطريقة شفهية، وتفتقر هوية الأرخبيل لمركز دراسات يحافظ على تاريخها العريق الذي يعتبر من أهم الهويات التي يتميز بها أبناء سقطرى.

وبالتزامن مع احتفال محافظة المهرة بيوم اللغة المهرية في الـ 2 أكتوبر للعام الرابع على التوالي، يأمل أبناء محافظة سقطرى أن تجد لغتهم احتفاء مشابهة لما وصلت إليه اللغة المهرية تبدء بإنشاء مركز دراسات خاص بها وتحديد يوم سنوي للاحتفاء بها واحياء مفرداتها بالدراسات والبحوث والتوثيق الذي يليق بها.

ويوجد في الأرخبيل الكثير من الباحثين والخبراء الذي يمتلكون خلفية واسعة عن اللغة السقطرية، وفي حال تم تأسيس مركز دراسات سيكون بوابتهم الوحيدة لتحقيق احلامهم بإحياء لغتهم والأم والحفاظ عليها من الاندثار.

وأمس الأربعاء قال محافظ سقطرى رأفت علي الثقلي، إن اللغة السقطرية تعتبر مصدر فخر وعزة، كونها تمثل خصوصية فريدة لأبناء الجزيرة ومن الضروري أن تكون مدمجة في المقررات الدراسية في المراحل الابتدائية وعمل دورات لتنميتها وتنقيحها من التشويه.

وأضاف إن للغة السقطرية موروثا تاريخيا وإنسانيا ووطنيا تتناقلها الأجيال وتحافظ عليه وهي بحد ذاتها تاريخ قومي خالد يفخر بها أبناء الجزيرة وتحظى اليوم باهتمام عالمي، فعلينا الحفاظ عليها وحمايتها من التشويه، أو الاندثار.

وأبدى الثقلي خلال خلال لقاء عقده المحافظ مع مدير عام مكتب وزارة الثقافة الأستاذ عمر سليمان بن قبلان، وبحضور وكيل المحافظة العميد الركن صالح علي سعد، استعداد السلطة المحلية بالمحافظة، لدعم مشروع إنشاء مركز اللغة السقطرية للاهتمام بها والحفاظ عليها والعمل على جمعها وتدوينها ونقلها للأجيال القادمة وإظهارها للعالم، وكذا دراسة وتحديد يوم يتم الاتفاق عليه للاحتفال بها، كيوم تاريخي.

وأردف المحافظ الثقلي بالقول: من واجب مكتب وزارة الثقافة بالمحافظة التحرك بخطوات عملية في هذا الجانب، والبحث حول إمكانية عمل كيبورد للغة السقطرية أسوة باللغة المهرية مع مراعاة خصوصية مفرداتها.

 

اترك تعليقا