“جلود الماعز”.. قربة يستخدمها سكان سقطرى لحفظ التمور لأكثر من سبع سنوات

قشن برس- حديبو

يواصل أبناء سقطرى التمسك بعادة حفظ التمور في جلود الحيوانات كالماعز، والضأن بعد دباغتها وتهيئتها وإعدادها جيداً حتى اليوم.

يقول مزارعون من الجزيرة إنه بعد أن يحل موعد جني التمور ونقله إلى المنازل، وهناك يوضع في أماكن خاصة به تسمى باللغة السقطرية (مسطح) وهناك توضع فترة من الزمن حتى ينقى وينظف ويعتنى به حتى يكون جاهزاً للتخزين وللاستعمال.

وبعد نضوج الثمار يقوم المزارعين بجمعها إلى سفرة كبيرة معدة من سعف النخيل تسمى باللغة السقطرية (مركيت)، يدخل مجموعة من المزارعين إلى السلقة أو السفرة ويدعسون رطب التمر بأرجلهم بحركات نظامية تشبه الخطوات العسكرية حتى تختلط حبوب التمر ببعضها وتكون على شكل الحلوى.

وبعد أن يكمل المزارعون مرحلة دهس التمر وخلطه تبدأ مباشرة عملية التعبئة أو التخزين في قرب جلود الحيوانات، ويحضرون القرب بعد أن يغسلونها بالماء، ويشترك كل اثنين من الشباب في تعبئة قربة، الأول يقوم بجمع التمر من السلقة ويقوم بعملية الإدخال بينما يقوم الثاني بإدخال يده داخل القربة ويضغط على التمر حتى تمتلئ وتربط جيداً لمنع تسلل الهواء إلى داخلها.

ويشترط في طريقة التخزين هذه أن تكون القربة مملوءة بالتمر بشكل جيّد، وأن توضع بعيداً عن مياه الأمطار، مع الحفاظ على عدم دخول الهواء للقربة حتى لا يتعرض المخزون للتلف، كما يُطلى غلاف القربة الخارجي بالطين أو الرماد لمنع السوس والأرضة من النخر أو أكل التمر، ويجب على الشخص أن يتفقدها على أن تُقلب بعد بضعة أشهر على الجنب الآخر، وتغيير موضعها، وبذلك تمكث لأكثر من خمس سنوات دون أن يتلف المخزون.

وتعد زراعة النخيل من المهن الأكثر إقبالاً في سقطرى، وبالإضافة إلى كونها تراثاً قديماً تتوارثه الأجيال، فإنها مصدر دخل وحيد ورئيسي للمئات من السكان.

 

 

اترك تعليقا