“سالم بلحاف “.. شاعر من المهرة تحدى الإعاقة وصنع النجاح

قشن برس

بكفاح مستمر وإصرار لا يكل، استطاع الشاعر  سالم مرزوق بلحاف، تجاوز كافة الصعاب التي واجهته رغم الإعاقة التي يعاني منها منذ الصغر في محافظة المهرة.

حبوا على ركبتيه، تغلب بلحاف على كل العوائق بتحد وطموح، حتى حقق نجاحات بارزة قدمت خدمات كثيرة لذوي الإعاقة.

ولد بلحاف عام 1977، في منطقة يروب التي تبعد  عن مدينة الغيضة عاصمة محافطة المهرة، ب26 كم.

ويعد الشاعر  ناشطا في حقوق ذوي الإعاقة ولديه  ولد وبنت ، حيث عاش الإعاقة منذ ولادته، ولايستطيع المشي على رجليه.

يقول سالم في مقابلة مع موقع قشن برس” كنت لا أستطيع  المشي بالعكاز، وأحبو على  يدي وركبتي والتحقت بالتعليم الأساسي في مدرسة عبدالمحسن عويضان بيروب”.

وأضاف ” أمي رحمها الله هي من شجعتني على التعليم و تحثني على العلم، وكانت المسافة 2كم  إلى المدرسة.. كنت أحبو  إلى المدرسة والحمدلله درست في يروب إلى صف ثامن، ثم أكملت دراستي  في مدرسة البدو الرحل بالغيضة، في ثمانينيات القرن الماضي”.

سالم تأثر كثيرا بمعلمه  الشاعر علي باخله من مديرية الشحر بحضرموت، مما جعله شغوفا بالشعر، وتأثر بكتابته  للأناشيد في الاحتفالات والأنشطة وكان معجبا بهذا الأستاذ والشاعر.

  “لقد تعلمت منه الكثير والكثير”.

ويضيف بلحاف “سافرت إلى دولة الكويت عام 1989م مع أجل العلاج، وأجريت عمليات جراحية حتى أصبحت أمشي على العكاز، وعدت لليمن عام 1991، و أستطيع حاليا المشي على العكاز بدل الحبو على الأيدي و الأرجل”.

“دخلت المجال  الفني.. أكتب أشعار للفنانين بالمحافظة كالفنان عسكري حجيران  وتوفيق نهيان وعبدالله حبريش  ومحمد مشجعل ، وثم دخلت مجال الأناشيد وكنت الوحيد في المحافظة أكتب أناشيد للاحتفالات الوطنية والأعياد والاحتفالات المدرسية”.

درس الشاعر دبلوم إدارة أعمال  في المعهد التقني ولم يكمل بحكم الإعاقة وبعد المسافة من منطقة يروب إلى الغيضة.

وقد شارك في عدة أمسيات شعرية في محافظة المهرة وسلطنة عمان ،  وصدر له ديوان شعر قبل ست سنوات تقريبا بعنوان” إعاقتي سر  ابتسامتي”، يناقش هموم  الإعاقة،  ويحضر  لإصدار ديوان آخر  تحت عنوان العكاز الطائر.

كما شارك  في عدد من المبادرات المجتمعية مثل حملة  لشراء باصات للمعاقين، و “حملة منزل” لتوفير عدد من المنازل الجاهزة للمتضررين من الأعاصير بمديرية المسيلة  والكثير من الحملات والمبادرات المجتمعية.

وكتب بلحاف الكثير من الأشعار حول الإعاقة لدعم المعاقين معنويا وتحفيزهم ولتعريف المجتمع بأهمية التعاون معهم، مع كتابته كلمات لأنشودة عن الإعاقة غنتها الفنانة الشهيرة ماريا قحطان قبل عامين.

وقد ظل الشاعر مثالاً للكفاح والتحدي و ترأس جميعة رعاية وتأهيل المعاقين حركياً  بالمهرة وحققت الجمعية الكثير من النجاحات بعد توليه إدارتها.

وخلال إدارته تم إنشاء مركز الشفاء للعلاج الطبيعي الذي قدم خدمات كبيرة للمعاقين وكثير منهم تماثل للشفاء، فيما تقدم الجمعية إعانات للمعاقين من قبل السلطة المحلية وصرفت بطاقات صحية لذوي الإعاقة للعلاج مجاناً في مستشفيات المحافظة الحكومية.

وتوزع الجمعية أدوات صحية على ذوي الإعاقة مثل العكازات وكراسي متحركة  وكراسي كهربائية  وحفاظات وكل مايحتاجه المعاق.

 

اترك تعليقا