الحدائق المنزلية في سقطرى..مصدر دخل بحاجة للاهتمام والدعم الحكومي

سقطرى – تقرير خاص

تعتبر الحديقة المنزلية أحد الروافد المهمة لأسواق الخضار في محافظة أرخبيل سقطرى، وتزايدت أهميتها في ظل عدم وجود مزارع كبيرة تلبي احتياجات المحافظة من الخضار والفواكه، إذ لازالت المحافظة تعتمد على الاستيراد من المحافظات المجاورة.

وتشكل تلك الحدائق ذات المساحات الصغيرة المستقطعة من مساحة البيوت الشعبية أحد مصادر الخضار في سقطرى؛ حيث تعتمد عليها عدد من الأسر في تأمين دخلها ببيع المنتجات الزراعية في أسواق المحافظة، كما يعتمدون عليها في تأمين احتياجاتهم اليومية من الخضار.

ورغم النسبة الضئيلة إلا أن تلك الحدائق شكلت أحد روافد سوق الخضار في الأرخبيل، ويحاول المواطنون توفير بعض احتياجات السوق من بعض أصناف الخضار، بعد أن كانت سقطرى تعتمد كلياً على الاستيراد من المحافظات الأخرى.

ويعطي المستهلك السقطري أولوية للمنتجات الزراعية المتوفرة في المحافظة على تلك التي يتم استيرادها من المحافظات الأخرى، إذ غالباً ما تفقد قيمتها نتيجة لما تتعرض له خلال فترة نقلها إلى المحافظة.

يتحدث سالم عبدالله، أحد المزارعين المحليين العاملين في بيع الخضار، لـ”قشن برس” قائلاً: أعمل في بيع الخضار المحلية السقطرية، وهذه مهنتي الأساسية ومصدر دخلي الوحيد؛ حيث أقوم ببيع عدد من المنتجات التي أزرعها، وفي الوقت نفسه أشتري بعض أصناف الخضروات من المزارعين المحليين وأبيعها في السوق.

ويقول إن عوائق عديدة تواجه المزارعين السقطريين لتوسيع زراعتهم في الحدائق المنزلية التي تحتاج لمساحات أوسع، كما أن المزارع السقطري بحاجة إلى تدريب على الطرق السليمة للزراعة وكيفية التعامل معها وحفظ المحصول بطرق صحيحة، إضافة إلى وجود برامج لدعم المزارعين بوسائل زراعية وشبكات ري وشباك لحماية المحاصيل من المواشي السائبة التي تعتمد على الرعي السائب.

ويوضح المزارع سالم أن السقطريين بدأوا يهتمون بالزراعة في السنوات الأخيرة، وبدأت محاصيلهم تصل إلى السوق.

وتحظى تلك المحاصيل القادمة من الحدائق المنزلية بالاهتمام، وهي متنوعة منها الطماطم والبسباس والليمون والموز الهندي والجوافة والبطيخ والقرعيات؛ لكن المحصول لا يصل إلى المستوى الذي يغطي الاحتياج، ولذلك فالأمر بحاجة إلى مزيد من العناية والتشجيع.

وعن ذلك يتحدث المواطن نسيم سالم بالقول: إن شريحة المزارعين بحاجة ماسة للاهتمام والرعاية وتشجيعهم على الاستمرار في الزراعة للتخفيف من معاناة المواطنين في سقطرى من احتياجاتهم من الفواكه والخضار والتي تصل إلى المحافظة بأسعار مضاعفة بسبب ارتفاع تكاليف نقلها من المحافظات المجاورة.

ويضيف: “في حال وجود من يشجع هؤلاء المزارعين ويهتم بهم فإن المواطن السقطري سيستفيد وتستفيد عدد من الأسر في تأمين مصدر دخل، كما سيتمكن المواطن من الحصول على الفواكه والخضروات بأقل تكاليف وأكثر جودة.

ويعاني المزارعون في أرخبيل سقطرى من عدم وجود برامج ترشيد زراعي، وتدريب في زراعة أصناف متنوعة من المحاصيل، وكذا غياب برامج الدعم رغم امتلاك المحافظة مقومات زراعية كالأراضي الخصبة وموارد المياه العذبة إلا أنها بحاجة إلى الاهتمام والرعاية من قبل الجهات الرسمية والدولية.

اترك تعليقا