نباتات بـ”اللغة المهرية” وأوجه التشابه والاختلاف في مسمياتها مع العربية والسقطرية

قشن برس-خاص

تنفرد محافظة المهرة بهويتها الخاصة وتاريخها العريق الضارب في جذور التاريخ، ولها خصائص اجتماعية وثقافية ولغوية يتّسم بها سكانها عن باقي محافظات اليمن، ماعدا محافظة سقطرى التي يربطها بها الكثير من التقارب الاجتماعي والثقافي.

ومن تلك السمات “اللغة المهرية”، وهي أحد أقسام اللغات العربية الجنوبية الشرقية الحديثة، ويعتبرها الباحثون واللغويون لغة سامية بدائية، والأصفى لغويّاً بين اللغات السامية بسبب انعزالها.

وتعد المهرية لغة محكية في جنوب الجزيرة العربية، وتقول بعض الدراسات إن عمر اللغة المهرية يتجاوز 3000 سنة، وأخرى ترى أن عمرها تجاوز 5000 سنة، منطلقين من مبادئ علم الإنسان (الأنثروبولوجيا)، وهي لسان أهل المهرة المنتمين نسباً إلى مهرة بن حيدان بن عمرو بن لحاف بن قضاعة، ويمتد النسب بعد ذلك إلى مالك بن حمّير.

ويحتفل أبناء المحافظة في 2 أكتوبر من كل عام بيوم اللغة المهرية، من أجل الحفاظ عليها وتدوينها وتحويلها من لغة محكية إلى مكتوبة.

كما تشهد مواقع التواصل الاجتماعي احتفاء واسع بيوم اللغة المهرية، حيث شارك موقع “قشن برس” في الحملة بالكثير من التغريدات باللغتين المهرية والعربية.

واللغة المهرية واسعة مثل غيرها من اللغات، والكتابة عنها تحتاج إلى الكثير من المجلدات، لكن حاولنا هنا أن نسلط الضوء على بعض أسماء النباتات في اللغة المهرية وأوجه التشابه بينها وبين اللغتين العربية والسقطرية في ذات الأسماء.

يقول الدكتور محمد الفاطمي الباحث في اللغات إن الأسماء المحلية للنباتات في أي منطقة تدل على العلاقة التاريخية بين السكان الأصليين في المنطقة وبين نباتات البيئة التي يعيشون فيها.

وأضاف “أنها تعطي دلالة هامة حول تشعب جذور اللغة المحلية، لأن أسماء النباتات تتوارث منذ القدم شفهياً عبر الأجيال”.

وأشار إلى أن أسماء النباتات في محافظة المهرة بشكل عام تختلف عن بقية المناطق في الجزيرة العربية بسبب خصوصية وفرادة اللغة المهرية، ولكن هناك عدد من النباتات تتشابه أسماؤها المهرية مع بعض أسماء النباتات في سقطرى مثل نبات “زبروت” الذي يسمى في سقطرى “سبراة أو زبراة”، و”بيضح” هو نفس الاسم لنبات بري في المهرة وظفار.

وتابع: كما أن اسم نبات “الصبر” باللغة العربية هو “سيقل أو صيقل” عند الأهالي في المهرة، وهو اسم فريد لنبات الصبر في اللغة المهرية، لكن المثير للانتباه أن الأهالي في المنطقة الوسطى في أبين دثينة والكور يسمون ” الصبر” أيضا بنفس الاسم المهري “سقل  أو صقل”.

وأضاف الفاطمي “أما نبات الحنظل فيسمى في المهرة “حدج”، وأيضا في كثير مناطق الجنوب يسمى بنفس الاسم”.

وبيّن أن هناك نباتا لحميا شوكيا يفرز مادة بيضاء إذا تم خدشه، يطلقون عليه في مناطق مختلفة من البلاد اسم “قصاص” أو” كراث”، لكن اسمه في المهرة يختلف تماماً ويسمى “زقر أو زغر”.

وأفاد أن كلمة “زقر” من الكلمات العربية القديمة المندثرة وتعنى “مسك أو قبض”، و ربما يكون سبب التسمية المهرية أن هذا النبات إذا سال منه السائل الأبيض فإنه يكون مصيدة تمسك أي “تزقر” الحشرات وفي أماكن اخرى يستخدم السائل لمسك العصافير الصغيرة التي تلتصق فيه أرجلها دون فكاك.

ويرى الفاطمي أن وجود التشابه في أسماء النباتات باللغة المهرية مع تلك السقطرية والعربية يدل على أن جذور هذه اللغات هو من اللغات الجنوبية القديمة.

اترك تعليقا