السياحة في سقطرى تعاني ثلاثية الحرب وكورونا وغياب الدولة

سقطرى – تقرير خاص

تعد محافظة أرخبيل سقطرى أحد أبرز الأماكن الفريدة بتنوعها البيئي، وهي واحدة من أهم أربع جزر في العالم من حيث التنوع الحيوي النباتي، واعتبارها موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة.

وتم تصنيف الجزيرة في قائمة التراث العالمي عام 2008 من قبل (يونسكو) مما أكسبها شهرة واسعة ساهمت في وصولها للمستوى العالمية، وبالتالي استقبلت محبي السياحة محلياً وعربياً ودولياً.

ويمتلك الأرخبيل مناظر طبيعية خلابة، ومناطق أثرية مهمة تؤهله إلى أن يكون من المناطق السياحية العالمية رغم غياب البنى التحتية التي تساعد على جذب السياح إلى الجزيرة.

ويبدأ الموسم السياحي في سقطرى في أكتوبر إلى نهاية مايو من كل عام، وهي الأشهر التي تنخفض فيها درجة الحرارة، وتتوقف الرياح الموسمية التي تصل سرعتها إلى 50 عقدة ويصعب معها الوصول للأرخبيل.

 

الحرب والسياحة

أنهت الحرب الأمل في تطوير السياحة في الجزيرة؛ فقد أدت إلى توقفها بشكل كامل خلال الفترة من 2014 حتى 2018، وبعدها أعادت الوكالات السياحية المحلية لفت الانتباه والترويج للسياحة في الجزيرة، وأكدت على كونها آمنة وبعيدة عن الصراع في اليمن مما جعل السياحة تتعافى بشكل جزئي.

 

تأثير جائحة كورونا

وإلى جانب ما أفرزته الحرب المستمرة منذ أكثر من 6 سنوات، جاءت جائحة كوفيد19 بتأثيرات إضافية خصوصاً بعد حالة الإغلاق ووقف الرحلات الجوية بين مختلف دول العالم، وبالتالي انقطعت خطوط الوصول إلى سقطرى.

يتحدث لـ”قشن برس” المرشد السياحي عدنان الحامد، أن الحركة السياحية في أرخبيل سقطرى توقفت في مارس 2020 بعد إعلان الحكومة الحظر الجوي، ليتم بعدها إجلاء السياح المتواجدين في الأرخبيل.

ويضيف: بعد التعافي التدريجي من كورونا وانتشار حملة التطعيم ضد الفيروس في أغلب مناطق العالم نشطت السياحة مرة أخرى عبر خط جديد من أبوظبي إلى سقطرى، الأمر الذي ساعد على تعافي القطاع السياحي في الجزيرة.

غياب الدولة

يقول رضوان مبارك علي الذي يعمل في وكالة سقطرى للسياحة البيئية إن غياب الدولة وعدم توفر بنية تحتية، والحرب الدائرة في اليمن هي من أبرز المشاكل التي تواجه القطاع السياحي.

ويتابع: بدأت السياحة تتعافى في 2021، متوقعاً أن يرتفع عدد السياح مقارنة بالأعوام السابقة؛ نتيجة زيادة الشركات المحلية العاملة في هذا المجال.

لكن تلك الزيادة يُنظر لها أنها ليست إيجابية لأنها تهدد البيئة نتيجة تزايد رمي القمامة المستخدمة، واكتظاظ المواقع البيئية السياحة بعدد السياح ، إضافة لعدم تنظيم حركة السياحة على المستوى الداخلي، إذ يرى أن يتم إلزام جميع الوكالات بإدخال عدد محدد من السياح، وأن يتم منع استخدام قوارير الماء البلاستيكية وإيجاد البديل حتى لا تكتظ المواقع السياحية بالنفايات.

وحاول موقع “قشن برس” التواصل مع مدير عام مكتب السياحة والشرطة السياحية بمحافظة أرخبيل سقطرى، لكن لم يتم الرد من جانبهم.

اترك تعليقا