التعليم في المهرة..مدارس تعاني الازدحام ومعلمون يبحثون عن مِهن أخرى لتوفير احتياجاتهم

قشن برس – تقرير خاص

يواجه قطاع التعليم في المهرة عدداً من التحديات والصعوبات التي تعيق سير العملية التعليمية في المحافظة.

فبعد مرور أكثر من شهر على بداية العام الدراسي الجديد إلا أن كثيراً من المدارس لاتزال تواجه صعوبات منها كثرة الطلاب المسجلين من أبناء النازحين الذين يتوافدون إلى المحافظة بشكل يومي.

وإلى جانب ذلك يشكو مكتب التربية والتعليم في المهرة من عدة صعوبات تعيق سير العملية التعليمية في المحافظة خصوصا الصعوبات المتعلقة بكادر التدريس .

ووفق إحصائيات رسمية فقد ترك 58 علماً مهنة التدريب في 2021، فيما جرى التعاقد مع 72 معلماً منذ بداية العام الدراسي الحالي.

وبلغ عدد الطلاب والطالبات الملتحقين بالتعليم هذا العام 39000 طالباً وطالبة موزعين على 187 مدرسة على مستوى المحافظة .

ويتحدث نائب مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة محمد سكرون لـ”قشن برس” عن الصعوبات التي قال إن بعضها يهدد بتوقف العملية التعليمية.

وأوضح سكرون أن مدارس المهرة تعاني من غياب المختبرات العلمية وأجهزة الحاسوب ، كما أن أكبر مشكلة تواجهها هي عزوف الكثير من المعلمين عن التدريس من الذين تم التعاقد معهم من خارج المحافظة في الأعوام الماضية بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وقلة رواتبهم.

وأضاف أن المدارس تواجه ضغطاً كبيراً حيث تستقبل أعداداً كبيرة من الطلاب خصوصا من أبناء النازحين والوافدين الذين يصلون إلى المحافظة بشكل يومي.

وأثّرت الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي خلّفتها الحرب على مختلف نواحي الحياة، ومنها التعليم، ولعب تدهور العملة وانهيار قيمتها أمام العملات الأجنبية دوراً كبيراً في عزوف المعلمين عن مهنة التدريس، وبدأوا في البحث عن مصادر دخل أخرى؛ لعدم تغطية رواتبهم لاحتياجاتهم، حيث انهارت العملة وارتفعت الأسعار وبقيت الرواتب ثابتة.

نبيل الغشائي، واحد من بين آلاف المعلمين الذين يتقاضون مرتبات زهيدة لا تكفي لسد متطلبات الحياة اليومية يحكي لنا معاناته مع التدريس، والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها مع كثير من المعلمين الآخرين .

يقول نبيل: “أعرف الكثير من زملائي المعلمين الذين تركوا مهنة التدريس في الثانوية التي نعمل بها، بسبب الظروف المعيشية الصعبة، وبحثوا لهم عن مصادر دخل أخرى، مما جعل إدارة الثانوية تفكر في التعاقد مع معلمين آخرين .

ويضيف: أغلب المعلمين يتقاضون رواتب تصل إلى ستين ألف ريال ( نحو 50$ بأسعار الصرف في 27 سبتمبر 2021)، متسائلا: كيف للمعلم أن يوفر احتياجات أسرته بهذا الراتب الزهيد في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار.

وطالب الغشائي السلطة المحلية ومكتب التربية والتعليم في المهرة بالنظر إلى احتياجات المعلمين وتحسين وزيادة مرتباتهم بما يتناسب مع الأوضاع المعيشية .

ويواجه القطاع التربوي في المهرة تحديات عدة، لعل أكثرها تأثيراً ضعف الرواتب وتأخر صرفها، وعدم وجود سكن خاص بالمعلمين القادمين من خارج المحافظة، بالإضافة إلى قلة الحوافز التي لاتتماشى مع الظروف المعيشية.

ويبقى التعليم في محافظة المهرة بحاجة إلى تصحيح في مساره، وضرورة توفير الكادر التعليمي المؤهل، وزيادة وتحسين رواتب المعلمين بما يتناسب مع التحديات التي فرضتها الحرب خاصة في الجانب الاقتصادي.

اترك تعليقا