كورونا في سقطرى..المواطنون لايثقون في المستشفيات والصحة تخلت عن الإجراءات الاحترازية

قشن برس – تقرير خاص

بين الحين والآخر تظهر حالات إصابة واشتباه بالإصابة بوباء كوفيد19في محافظة أرخبيل سقطرى؛ إلا أن تلك الأنباء ظلت تفتقر إلى تأكيد أو نفي السلطات الصحية.

ومنذ منتصف العام الجاري، بدأ الفيروس التسلل إلى المحافظة رغم عزلتها الجغرافية عن البر اليمني والعربي، وبدأت حالات الاشتباه بالفيروس ترتفع مع ازدياد الحالات المترددة على المستشفى، والتي تعاني من أعراض كورونا ليطلق على إثرها عدد من الأطباء تنبيهات وتحذيرات من تفشي الجائحة بناء على الأعراض، دون وجود تشخيص دقيق.

وفي الثاني من أغسطس2021، أعلنت السلطات الصحية تسجيل أول 3 حالات إصابة مؤكدة بالفيروس في محافظة سقطرى، التي تعاني نقصاً في الكادر الطبي، وغياب أجهزة التشخيص، وعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية.

مرّت فترة على ظهور الوباء وزيادة عدد الأشخاص الذين يشكون من أعراض كورونا بدأت الحالات تنخفض، والأخبار عن وجود حالات اشتباه في المحافظة تتضاءل.

 

تجربة مريرة

يتحدث المواطن عبد الصمد السقطري لـ”قشن برس” عن إصابته بالوباء وتجربته المريرة، فيقول: بدأت أعراض كوفيد تتسلل إلى جسمي شيئاً فشيئاً مع حديث الأطباء عن وجود حالات إصابة  في المحافظة وانتقال المرض إلى الأرخبيل.

ويضيف: بدأت أشعر بأعراض الفيروس من ارتفاع في درجة الحرارة وزكام وصداع شديد مع ألم في المفاصل، وبدأت الأعراض تزداد شيئاً فشيئاً، وظل الأمر قرابة أسبوعين وأنا أعاني من المرض، كما تسبب بفقدان الشهية وتكسرات في المفاصل وصداع وفقدان حاسة الشم وصعوبة التنفس.

ومن خلال معرفتي بأعراض كورونا وتطابقها مع ما أعاني عرفت أنني مصاب بالفيروس، حيث بدأت  الأعراض تشتد مع نهاية الأسبوع الأول من ارتفاع في درجة الحرارة والزكام والسعال الجاف المصحوب بضيق في التنفس وفقدان للشهية وألم في المفاصل.

يتابع السقطري، متحدثاً عن تطبيب نفسه في ظل غياب المراكز الصحية المؤهلة قائلاً: بدأت باستخدام مسكنات الألم ومهدئات الحمى، وتناولت الحمضيات من برتقال وليمون وتمر مهروس مع الماء، واكتفيت بالعلاج في المنزل والبقاء فيه، وبدأت بعزل نفسي في المنزل.

ورداً على سؤالنا له عن عدم زيارته للمستشفى، قال إن الكوادر الطبية حينها لم تكن لديها معرفة بالتعامل مع الوباء، كما أن حالات الوفيات في المستشفى زادت ماجعلت الناس تفقد ثقتها، وتكتفي بمصارعة الألم في المنازل .

وأثّرت الأخبار المتناقلة من المستشفى عن حالة من الإهمال التي يتعرض لها المرضى، وقرر أولئك الذين يحملون الأعراض نفسها العلاج في المنزل.

وتعيش سقطرى وضعاً صحياً متدهوراً، في ظل عدم وجود بنية صحية باستطاعتها مواجهة وباء مثل كوفيد19.

وخصصت السلطة المحلية في تلك الفترة مركز الأمومة والطفولة الواقع قرب مستشفى 22 مايو لعزل الحالات المصابة بكورونا، وأقرت إجراءات وقائية على القادمين إلى المحافظة وربابنة السفن القادمة من مناطق انتشار الوباء، ومنها حجر لأسبوعين، وإجلاء الطلاب العالقين في حضرموت، وإخضاعهم للحجر، لكن البعض فرّ من الأماكن المخصصة للحجر الصحي.

ولم تجد الإجراءات الاحترازية قبولاً أو تجاوباً من المواطنين، كما لم تتعرف الجهات الصحية على مصدر أول حالة وصلت لسقطرى، وسط تكهنات بأن مصدر الفيروس وصل من الإمارات التي كانت تشهد انتشاراً للوباء، كما أن طائراتها كانت تنقل المواطنين إلى الأرخبيل.

وتوقع آخرون أن تكون الحالة قد وصلت من الوافدين بحراً من مدينة الشحر بالمكلا في محافظة حضرموت، والتي تعد أحد الموانئ التي يتم التنقل منها إلى المحافظة، وكانت قد سجلت إصابات في تلك الفترة.

 

غياب الإجراءات الاحترازية

وحاول “قشن برس” التواصل مع مكتب الصحة في سقطرى، لكنه امتنع عن توضيح أسباب وقف الإجراءات الاحترازية في الأرخبيل، ومستجدات الوباء التي ينتظر المواطنون توضيحاً حولها.

مصدر طبي مسؤول، أوضح أن وصول الوباء إلى المحافظة جاء بعد توقف الرقابة على المنافذ، والإجراءات التي اتخذتها السلطة المحلية بقيادة المحافظ رمزي محروس.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن كورونا قد يكون وصل إلى سقطرى عبر المسافرين القادمين من المحافظات الأخرى، أو الرحلات السعودية والإماراتية بمافيها الرحلات السياحية للأجانب.

وكشف أن أكثر من 30 شخصاً توفوا نتيجة الإصابة بالفيروس، ومعظمهم في مستشفى خليفة، بسبب عدم وجود كفاءات طبية لعلاج الحالات المرضية.

وأوضح أن السبب الثاني لحدوث الوفاة هو غياب تطبيق إستراتيجية علاج الحالات بحسب توصيات وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، إضافة لعدم توفر الأدوية.

وشدّد المصدر الطبي على ضرورة إعادة ضبط المنافذ وفق إجراءات صحية محددة، وتوفير طاقم طبي مؤهل لعلاج الحالات المرضية في مستشفى خليفة أو المستشفى السعودي، وتوفير العلاجات اللازمة واستمرار حملات اللقاحات ونشاطات التوعية.

وبفعل العادات والتقاليد المجتمعية من المخالطة والسلام على المسافرين وزيارتهم وغيرها فقد وجد الفيروس بيئة خصبة ساعدته على الانتشار في سقطرى في تلك الفترة.

ومع انحسار الموجة الأولى  توقفت الإجراءات الاحترازية التي كان مكتب الصحة في المحافظة يقوم بها على الوافدين والمغادرين، وأصبح التعامل بالاحتياطات شبه منعدم وكأن لم يعد هناك وباء أو خطر يهدد سقطرى، وحتى يومنا هذا تعيش المحافظة في غياب تام للإجراءات الاحترازية التي تساهم في الحد من انتقال العدوى.

اترك تعليقا