في سقطرى..نساء يحاربن لسنوات من أجل تربية أبنائهن

قشن برس – تقرير خاص 

لكل منهن معاناة وقصة كفاح ترويها نساء يسعين إلى دعم أسرهم منذ سنوات دون كلل أو ملل حتى بعد وصول بعضهن إلى عمر 65 سنة.

مع بداية العام الدراسي الجديد كانت سعيدة عبدالله وزهرة محمد وآمنة محفوظ سعيدات ببداية الدراسة فهن ينتظرنها كل عام منذ أكثر من 19 عاماً، حيث يقمن بافتراش الأرض ليبعن بعض البسكويت والكيك والبطاطس للأطفال.

سعيدة عبدالله أم كافحت لتربية ابنها بعد طلاقها فهي مطلقة منذ كان طفلها في عمر 8 سنوات، قامت بتربيته وتعليمة حتى أصبح شاباً لكنه لم يجد فرصة عمل وهي الآن مازالت تعمل لتساند ولدها وأسرته.

تقول سعيدة بعد طلاقي كنت تائهة فقد كان لدي طفل عليّ إعالته فزوجي لم يكن شخص مسؤول، وأيضا أحببت أن آخذ أطفلي معي لكن كنت أعاني من أزمات لذلك قررت العمل ففكرت بالعمل في المدرسة في بيع الحلويات للأطفال، وبدأت العمل ووجدت أنه يسد حاجتي ويمنحني الاستقلالية، وإلى الآن وأنا أعمل،..فكرت كثيراً بفتح محل، لكني لم أستطع فالدخل الموجود بالكاد يكفينا.

آمنة محفوظ هي الأخرى مطلقة منذ عدة سنوات، وعملت على تربية ابنها الوحيد ومازالت تساعده لتحسين ظروفه المعيشية.

لم تترك عملها رغم تقدمها بالسن ولم تتخلى عن عاداتها وتقاليدها السقطرية وهي تعتبر المرأة الوحيدة في سقطرى التي مازالت تلبس الزي السقطري القديم الذي يدعى “خلاق”، وهي كما تقول لم تتخلى عن زيّها الذي تلبسه منذ أن كانت طفلة.

تقول آمنة: سعيدة بحياتي وأشكر ربي دائماً على نعمه، فأنا لم أمد يدي لأحد أبداً، فالعمل مهما كان صغيراً فهو يساعد الشخص على أن يكون منتجاً لا عالة على مجتمعه.

أما زهرة محمد فهي أم لأربعة أطفال وهي تساعد زوجها من أجل توفير متطلبات الأسرة.

تقول زهرة: بدأت العمل منذ ما يقارب 9 سنوات، بعد أن عشنا ضائقة مادية قررت العمل لكني لم أكن أملك أي مؤهلات تعليمية، لكن صديقة لي أشارت علي أن أعمل في المدرسة لبيع الحلويات للأطفال وكانت نعم النصيحة.

لكن زهرة تشكو من ارتفاع الأسعار، حيث عادت بها إلى الأزمات المالية والديون، بعد أن بدأت ظروف أسرتها تتحسن مادياً.

سعيدة وآمنة وزهرة لديهم أمنية مشتركة وهي أن يتمكنوا من افتتاح دكان خاص؛ لكن مع الأزمة الحالية وارتفاع أسعار المواد وإيجارات المحلات جعل الحلم بعيداً كما يقلن.

اترك تعليقا