النازحون في المهرة..فرارٌ من أوجاع الحرب إلى قسوة التشرد (تقرير خاص)
قشن برس – تقرير خاص
يعيش النازحون في المهرة ظروفا إنسانية بالغة الصعوبة، رغم الأمان النسبي التي تتمتع بها المحافظة.
وأجبرت الأوضاع الصعبة بعض النازحين على التسول في الشوارع وعلى أبواب المساجد بحثاً عن لقمة عيش، خصوصا في ظل غياب الكثير من المنظمات الإنسانية عنهم .
وكغيرها من المحافظات، استقبلت المهرة أعدادا كبيرة من النازحين الذين اضطرتهم الحروب لقطع المسافات الطويلة بحثا عن مكان آمن، وعن لقمة عيش يسدون بها رمق جوعهم.
وبحسب الأرقام الصادرة من الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بالمهرة، فقد تجاوز عدد النازحين في المحافظة أكثر من 21500 أسرة معظمها قدمت من محافظتي الحديدة وتعز اللتين تشهدان حربا وأوضاعا إنسانية صعبة.
ويتركز معظم النازحين في المهرة بعاصمة المحافظة مدينة الغيضة، التي يعيشون فيها ، وسط آمال بالعودة إلى ديارهم الأصلية.
الحاج إبراهيم قاسم الزبيدي نازح من منطقة الجراحي بمحافظة الحديدة ، بدأت قصة نزوحه مع اشتداد القصف الجوي على منطقته قبل أربع سنوات .
نزح إبراهيم هو وأسرته المكونة من تسعة أفراد إلى المهرة في ظل ظروف بالغة التعقيدات.
يقول الحاج إبراهيم لقشن برس إن “وضعه المعيشي ما زال صعبا منذ نزوحه إلى المهرة، فهو يعيش في أحد الخيام”.
ويضيف : لم نحصل على أي مساعدات إنسانية من قبل إلا هذه السنة.. أولادي يعملون في الأعمال الشاقة مثل نقل الاحجار وغيرها، في سبيل توفير لقمة العيش.
يعيش الحاج ابراهيم حياة بائسة مليئة بمنغصات الحياة كما وصف لنا؛ فهو إنسان كبير في السن ورغم ذلك يكافح من أجل الحصول على عمل.
يتمنى الحاج إبراهيم أن يعيش مثل الآخرين وأن تتوفر له سبل العيش الكريم بعيداً عن ضنك الحياة.
نور عمر طاهر، نزحت أيضا من محافظة الحديدة، قبل خمس سنوات بسبب الحرب التي اندلعت هناك.
تقول لقشن برس “إنها نزحت هي وزوجها وابنتاها في ظل ظروف بالغة التعقيد .
وتصيف أنها” تعيش حالياً في بيت والدها وسط غرفة واحدة وحمام خارجي في ظل ظروف مؤلمة لايعلمها إلا الله”.
وتواصل : “والدي توفي قبل سنة وإخواني الآن يضايقوني أنا وزوجي في البيت”.
وتشكو من أنها لم تحصل على أي مساعدات لكسوة أولادها في الأعياد، وحتى زي المدارس لم يحصلوا عليه
” طالبت أكثر من مرة توفير الكسوة لعيالي فلم أحصل على شيئ “.
وأردفت” زوجي يعمل حاليا في أعمال البناء والتلييس، وبالكاد يوفر لنا لقمة العيش، وأنا عاطلة عن العمل”.
وتعرب عن أملها في الحصول على فرصة عمل قريبة حتى تعيش حياة كريمة مثل الآخرين.
وتتمنى نور أن يكون لها بيت خاص يحتويها ويحتوي ابنتيها وزوجها.
نزوح مستمر
في سياق وجهات النظر الرسمية حول أوضاع النازحين بالمهرة، يقول رئيس وحدة النازحين بالمحافظة أبوبكر بن بريك، إن “مسلسل النزوح مازال مستمرا جراء تواصل الحرب في البلاد.
وأضاف لقشن برس أن” النازحين في المحافظة تزداد أعدادهم يوما بعد آخر، ويعيشون أوضاعا صعبة في ظل الظروف الاقتصادية التي تعيشها البلد، وسط غياب الكثير من المنظمات الإنسانية التي تختص بشؤون النازحين”.
وأردف” هناك دعم تقدمه منظمات للنازحين، لا يلبي احتياجاتهم، داعيا كل المنظمات المحلية والدولية لتقديم المزيد من العطاء لدعم النازحين وسد احتياجاتهم “.