“دكسم”..واحة سقطرية خضراء تأسر قلوب الزائرين

قشن برس – تقرير خاص

كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحا، حينما بدأنا رحلتنا قاصدين منطقة دكسم الجذابة في أرخبيل سقطرى.

كانت السعادة تحيط بنا من مختلف الاتجاهات، فيما نحن ننظر إلى مدينة حديبو عاصمة محافظة سقطرى وقد أصبحت خلفنا، فجوها الحار ورياحها الموسمية هذه الأيام تجعل الكثير من سكانها يغادرون إلى البوادي بعيدا عنها، أو السفر خارج الجزيرة بحثا عن استراحة من عناء المناخ.

عند سيرك في الطريق الساحلي بسقطرى، ترى الكثير من المناظر الخلابة، فالبحر والجبال تتناغم سويا لتصنع لوحة ربانية عنوانها الجمال، وتلك القرى والتجمعات تجعل اللوحة أكثر جاذبية ، ومنها مناطق قاضب وموري وعلامة.. كل منطقة  تملك سحرا يميزها عن باقي المناطق.

بعد أن أكملنا الطريق الساحلي ودخولنا إلى مفرق دكسم وطلوع طريقه المرتفعة والملتوية، شعرنا بنوع من الخوف، فهنا ستحتاج إلى كامل تركيزك  وأنت تسوق السيارة، فأي خطأ سيكون كارثيا.

الكثير من حوادث السير حدثت هنا، فهي طريق الموت ويزيد الأمر صعوبة ذلك الضباب الذي يحجب عنك الرؤية، ما يستوجب أن تكون أكثر حذرا عندما تقرر الذهاب إلى دكسم.

بعد أكثر من ساعة ونصف، وصلنا إلى تلك الجنة الخضراء..قررنا البقاء في أقرب مكان لعدم استطاعتنا رؤية الطريق.

نزلنا من السيارة فأخذت الأجواء أفئدتنا بجمالها وروعتها.. تلك الأشجار التي لا مثيل لها تشبه المظلة..   إنها شجرة دم الأخوين التي تسمى باللغة السقطرية  (اعرهيب) .

هذه الشجرة سيدة المكان،   لن تراها في أي مكان آخر بالعالم ، ستجدها مجروحة تنزف دما في  كل بقعة من جذعها حيث يتم جرحها لاستخراج جزء منها لاستخداماته الطبية والتجميلية.

وتوجد الكثير من العوامل إلتي تهدد هذه الشجرة النادرة،  منها الرعي الجائر والاحتطاب، وأيضا استخدامها في عمل خلايا النحل رغم إن هذا كان غير معهود من قبل.

ومما يزيد الأمر سوءا، هو الجفاف الذي تتعرض له الجزيرة، حيث أصبح مصيبة تهدد التنوع النباتي الفريد الذي تنفرد به سقطرى عن باقي العالم.

في دكسم أسرتنا المناظر الخضراء والأجواء الباردة التي لا مثيل لها في الجزيرة.. أخذنا نتأمل بإعجاب شديد لتلك الواحة الخضراء، والأبقار التي تأكل العشب، وذلك الطائر المسمى بالسعيدو، الذي يحلق بالقرب منا ليلتقط بعض الطعام.. جعل المكان يبدو أكثر من ساحر.

وبعد يوم طويل تركنا تلك الجنة لنعود إلى مدينة حديبو، وفور خروجنا من منعطفات دكسم استقبلتنا الرياح الحارة لتذكرنا أننا نسير نحو عاصمة سقطرى.

اترك تعليقا