ناشط مجتمعي: أوجدنا أول مركز تدريب في سقطرى لتطوير قدرات الشباب وحمايتهم من الضياع

قشن برس- حوار سامح العميسي

لم تكن فكرة إنشاء أول مركز تدريب لتطوير المهارات في سقطرى وليدة اللحظة، بل كانت طموح وحلم الناشط الشبابي أحمد محمد خليفة منذُ أيام دراسته في صنعاء وفي الجزائر وغيرها.

كان خليقة يروج لجزيرته في مختلف مراحل دراسته في صنعاء أو تلك التي في الجزائر، ويحكي عن جمالها وتنوعها الطبيعي الفريد الذي يجذب السياح من جميع انحاء العالم في كل المؤتمرات والندوات التي يحضرها، لكنه كلما روج لجمال الأرخبيل يتذكر حرمانها من التعليم الكافي والبنية التحتية الصحية، بالإضافة إلى أنها تفتقر لمركز تدريب يساعد أبناء محافظته لطوير مهاراتهم في الحاسوب واللغة والتنمية البشرية وغيرها.

وعلى الرغم من طموحه في الوصول إلى العمل الدبلوماسي، وكان مشروع تخرجه في دراسة الماجستير من جامعة الجزائر عن “الدبلوماسية اليمنية – العلاقات اليمنية الامريكية” إلا أنه فضل مشروع انشاء مركز تدريب يساهم في تأهيل أبناء الجزيرة على حلمه بالدبلوماسية وخدمة اليمن في المحافل الدولية.

وفي بداية العام 2020 بدأ خليفة بتنفيذ أحلامه القديمة، وأنشأ مركز التفوق للغات وتطوير المهارات كأول نواة تعليمية تدرب الشباب على تعلم الحاسوب واللغات الأخرى، بالإضافة إلى افتتاح تخصصات في الجوانب التقنية والمهنية وتلك المختصة بالتراث وغيرها.

يتحدث خليفة في الحوار الذي أجراه معه موقع “قشن برس” عن تجربة المعهد بعد مرور عام ونصف على تأسيسه وكيف ساهم في استقطاب الشباب والشابات ودفع بهم نحو التطوير بعد أن كانوا يقضون جل أوقاتهم في مجالس القات وغيرها من الأعمال المضيعة للوقت والمدمرة للأجيال.

كيف كانت تجربة مركز التفوق للغات وتطوير المهارات في سقطرى؟

سوف أتحدث معك باختصار عن مساهمة المركز في تطوير وزيادة الوعي لدى المجتمع والتحديات والمعوقات في المستقبل، والنطرة المشرقة للمركز في المستقبل.

المركز اليوم عمره سنة ونصف وتأسس في وقت حرج مع التجاذبات السياسية وانشغال السياسيين بالشؤون السياسية، ونسوا احتياجات وهموم المواطنين وخاصة الشباب في الدرجة الأولى.

والمركز عبارة عن فكرة مجتمعية الهدف منها عندما بدأنا بالتأسيس التقليل من مجالس القات لدى الشباب، والدفع بهم نحو المراكز التعليمية لتطوير مهاراتهم، ونحنُ نقدم ما يمكن تقديمه للشباب.

والمركز كما قلت لك عمرهُ سنة ونصف، ولدينا قسم تعليم مهارات الحاسوب وفيه توجد لدينا قاعة جاهزة فيها عشرين جهاز كمبيوتر، ومدرس مختص في نفس المجال، كما أوجدنا داخل المركز قاعة تعليم خاصة باللغة السقطرية، وقاعتين أخريات لتعليم اللغة الانجليزية، واللغة الفرنسية كلغة جديدة لأول مرة يتم تعليمها في الأرخبيل، من أجل استشراق للمستقبل أن يكون هناك شباب قادرين على التحدث بأكثر من لغة وخاصة اللغة الانجليزية والفرنسية والألمانية، من أجل يكونوا مرشدين سياحيين لكل السياح القادمين نحو الأرخبيل ومن خلال تعلمهم للغات الأخرى يستطيعون الترويج للجزيرة في كافة انحاء العالم وتسهيل وصول السياح إليها.

هل وجدتم إقبال كبير من الشباب والشابات نحو المركز؟

نعم وجدنا تفاعل كبير ولدينا اليوم ما يقارب ثلاثمئة طالب وطالبة، مازالوا مستمرين في تطوير مهاراتهم لدى المركز في كافة الأقسام التي ذكرتها سابقا.

كذلك بالإضافة إلى تعلم اللغات والحاسوب، وفرنا قاعة تدريب لتعلم، إدارة إرشاد السياحة البيئية، وأنا كنت من المدربين للطلاب في هذا المجال لأهميته الكبيرة في جزيرة تنغم بالتنوع الحيوي الفريد وذلك يدفعهم لتكثيف حملاتهم الإرشادية لكل القادمين إلى الأرخبيل.

كذلك تخرجت من المركز قبل شهرين أول دفعة عددها ما يقارب مائتين طالب وطالبه في مختلف الأقسام، “إنجليزي كمبيوتر اللغة الفرنسية وإدارة السياحة.

ولهذا عمل المعهد التطوعي مستمر، وكذلك لا أخفي عليك حصل ثمانية من الطلاب والطالبات الذين تخرجوا على وظائف البعض منهم في قسم الشرطة لطباعة، والبعض في المالية وفي أقسام مختلفة، وفي جانب الطباعة وبعض المراكز الصحية.

ماهي المشاريع التي تسعون نحو تحقيقها في المستقبل؟

هناك بعض المشاريع الآن نعمل على إعدادها ونسعى لتنفيذها خلال الفترات المقبلة، من أهمها “دورات صيانة الجوال، وصيانة الكمبيوتر، بالإضافة إلى دورات في السيراميك، ودورات تدريب في أعمال الجبس للبيوت، والهدف منها خلق فرص عمل للشباب، وتأهيلهم من أجل الاتجاه نحو فتح مشاريعهم الخاصة بهم كلا في المجال الذي تدرب عليه وفيما يتناسب مع هواياته.

وتساهم دورت التدريب والتأهيل في توفير مصادر دخل للكثير من الأسر لا سيما في هذا الوقت الذي تواجه في بلادنا حروب وأزمات، ولأن البلد واقعة في هذا الظرف الاستثنائي يحتاج الشباب إلى فرص تدريبية من أجل تمكين الأفراد والاعتماد على أنفسهم في توفير مصادر دخلهم.

بالإضافة إلى أن المركز سينفذ دورات في السكرتارية، لأن كثير من البنات تحلم بالحصول على دورات في هذا المجال، وكذلك طرحنا في خطة المركز تنفيذ أكثر من دورة نوعية في صناعة الإكسسوارات والكوافير، وكل هذه الدورات ننفذها ونسعى لتحقيقها على أرض الواقع لأن المركز سقطري وعلي دراية بما يحتاج إليه المواطن والمواطنة داخل المحافظة، ومن خلال المركز نريد أن نوصل رسائل للعالم، بأننا موجودون، وأن سقطرى بحاجة إلى دعم وتطوير في مختلف الجوانب، الصحة والتعليم والمياه والأمل بشكل عام

هل تتوقع استمرار تفاعل الشباب والشابات مع المركز؟

نعم ما زال هناك تفاعل لدى الشباب، وارتاحوا لفكرة تطوير مهاراتهم، والكل يعرف أن المركز أنشأ بجهود ذاتية، ولم نتلقى أي دعم من المنظمات السعودية أو من حكومة الإمارات، وإنما كل جهودنا ذاتية ومن أموالنا الخاصة، والهدف من هذا المشروع التطوعي خدمة أهلنا وناسنا في الأر جبيل.

والمركز مستمر في تطوير مهارات الشباب ونحن مؤخرا حاولنا أن نربطه بأكثر من منضمة بريطانية، وأمريكية ومنظمات مهتمة بالتعليم والتدريب، والحمد لله وجدنا هناك ارتياح، بس يحتاج إلى الكثير من المتابعة والوقت حتى تُترجم هذا الأشياء على أرض الواقع.

 

 

اترك تعليقا