سقطرى..أزمة حادة في المياه جراء استمرار الجفاف 

قشن برس – تقرير خاص

تعاني محافظة سقطرى من أزمة حادة في المياه إثر موجة الجفاف التي أدت إلى ارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق، وسط حياة معيشية صعبة يشكو منها معظم السكان.

وضربت موجة الجفاف معظم مناطق سقطرى، خصوصا المرتفعات الجبلية، لعدم وجود مصادر للمياه أو سدود وخزانات كبيرة يتم الاستفادة منها حتى موسم الأمطار.

وخلق موسم الجفاف قلقا بالغاً لدى الناس، لعدم تمكنهم من الحصول على الكمية الكافية من الماء، إضافة إلى تأثيرات كبيرة على الثروة الحيوانية التي تعتمد عليها معيشيا شريحة واسعة من سكان أرخبيل سقطرى.

وتأتي أزمة المياه، رغم اجتهاد البعض ببناء الكرفانات(خزانات أرضية) لحفظ مايمكن تجميعه من مياه الأمطار.

لكن الكرفانات المبنية مخزونها محدود ولا تكفيهم  إلا لفترة محدودة، ما أدى إلى خلق معاناة كبيرة يتجرعها المواطنون.

 

تكاليف باهظة 

المواطن عيسى سليمان، من أبناء مرتفعات دكسم يقول لقشن برس إنه “بسبب الجفاف أصبح الأهالي يدفعون تكاليف باهظة لشراء احتياجهم من الماء، حيث يصل تكاليف سعر الوايت سعة 18برميلا إلى 100 ألف ريال”.

وأضاف أن شح الماء دفع المواطنين لاستخدامه لعدة أغراض للكمية الواحدة، حيث يقوم البعض بالاغتسال به واستخدام الماء نفسه بعد ذلك لغسل الملابس والأواني المنزلية، وكذلك استعماله في سقي الحيوانات.

 

نزوح من أجل الماء 

من جانبه، يفيد المواطن أحمد دمرار بأن شح المياه دفع عددا من الأسر القاطنة في المرتفعات الجبلية إلى النزوح والسكن في مكان آخر  فيه سهولة في الحصول على الماء.

وأضاف لقشن برس” تقرر هذه الأسر النزوح مع مواشيهم إلى أن يتجاوزون موسم الجفاف، ليعودون ومواشيهم إلى مسقط رأسهم في موسم هطول الأمطار”.

وتابع دمرار  واصفاً حال المواطنين في المرتفعات الجبلية بسقطرى ” يصل الحال بالمواطنين القاطنين في هذه المناطق بسبب الجفاف إلى التنقل من أماكنهم رغم إنها مناسبة لحيواناتهم من ناحية تواجد العشب؛ لكن حاجتهم إلى الماء هي الأهم، ولهذا يتنقلون إلى أقرب مكان فيه ماء ولوكان النقل فيه ضرر على المواشي”.

ولفت إلى أنه لتجاوز مثل هذه الأزمة يقوم المواطنون  في المرتفعات الجبليه بجمع بعض المبالغ وشراء وايت  أثناء تواجد المياه وسكبها في خزان أرضي  لتغطية حاجتهم  لفترة أطول  خصوصا أثناء الجفاف.

وتحدث بأنه في بعض الأحيان يقوم  الأهالي بنقل المياه من الوديان عبر ظهورهم ويقطعون المسافات الطويلة صعوداً ونزولا، ويجمعون الماء مما تبقى من بحيرات في الأودية.

اترك تعليقا