نفوق المواشي وخسائر باهضة.. أهالي سقطرى يكابدون أقسى جفاف منذ 15 عاما

في ظل أوضاع معيشية صعبة يعيشها سكان أرخبيل سقطرى، بات نفوق المواشي جراء الجفاف هما مأساويا جلب الكثير من المعاناة لأهالي الأرخبيل.

ويشكو مواطنو سقطرى من ازدياد حدة الجفاف الذي يعتبر الأقسى منذ 15 عاما ، ما أدى إلى معاناة يتجرعها الرعاة، وخسارتهم مبالغ هائلة لشراء مادة القمح وإطعامها للمواشي رغم غلائها الكبير، وتجاوز سعر الكيس فئة 50 كيلو جرام في بعض الأحيان مبلغ 30 ألف ريال.

خسائر كبيرة

المواطن سالم عبدالله يقول لموقع “قشن برس”  إن أهالي سقطرى، سيما العاملين في مجال الثروة الحيوانية وتربية الأغنام، يشكون من شدة موجة الجفاف، بسبب تأخر موسم الأمطار، ما أسفر عن نفوق أعداد كبيرة من المواشي والأغنام.

وأضاف أن” موجة الجفاف في حال اشتدادها تتسبب بنفوق نسب قد تتجاوز ثلث كمية المواشي التي يمتلكونها، بينما البعض تتجاوز عدد المواشي التي يفقدونها جراء الجفاف 150 رأسا للراعي الواحد”.

ولفت إلى أن عدم نفوق المواشي مرهون بتأمين الغذاء لها من شراء القمح في القحط والجفاف؛ بسبب عدم وجود مصادر أخرى للرعي.

وتابع” في فترة اشتداد الجفاف يلجأ الناس إلى شراء القمح وإطعامه للمواشي والأغنام؛ وذلك يكلفهم مبالغ باهضة، حيث متوسط شراء الفرد من القمح لإطعام مواشيه يصل إلى ثمانين كيسا خلال الموسم بتكلفة تصل إلى مليون ومئتي ألف ريال،  إذا كان سعر الكيس 15 ألف ريال.

وشكا من أن سعر كيس القمح في الموسم الماضي وصل إلى 35 ألف ريال.

معاناة مستمرة

تعد محافظة سقطرى واحدة من المحافظات الأكثر فقرا في الخدمات، فيما معظم سكانها تحت خط الفقر، ما يجعل الجفاف مؤثرا عليهم بشكل كبير.

يقول عبدالله سالم، وهو معلم مهتم بالشؤون الزراعية، إن غياب دور البرامج الترشيدية والزراعية يجعل هذه الفئة من الناس(أصحاب المواشي) في معاناة مستمرة و موسمية في فترات الجفاف.

وأضاف ل”قشن برس “هؤلاء يفقدون موسمياً أعدادا كبيرة من ثرواتهم الحيوانية بسبب غياب دور التوعية والبرامج المختصة في الحفاظ على الثروة الحيوانية وكيفية استثمار أوقات الأمطار لزراعة وتخزين الأعلاف إلى موسم الجفاف.

تغيرات مناخية

المواطن عبدالله سليمان يقول إن تأخر موسم هطول الأمطار على أرخبيل سقطرى يعمل على قدوم  موسم الرياح قبل وقتها.

وأضاف ل”قشن برس ” في موسم الجفاف تكون حركة الرياح شديدة وحارة، بطريقة معاكسة في حال هطول الأمطار التي تؤدي إلى  تأخير موسم الرياح  في فصل الخريف الذي يمتد لأربعة أشهر تتوقف فيه الحركة البحرية تماماً بسبب ارتفاع في أمواج البحر جراء الهيجان الناجم عن الرياح؛ والذي تصل سرعته فى أعلى درجاته إلى سبعين عقدة مايعادل شدتها رياح إعصارية”.

بدوره، يفيد علي عبدالرحمن، أحد مواطني سقطرى،  لموقع قرش برس بأن أزمة الجفاف بدأت تزداد شدتها في المحافظة، خصوصاً في الفترة الأخيرة مع ظاهرة التغيرات المناخية الحاصلة.

وأضاف”  برزت في السنوات الأخيرة تقلبات مناخية ماتسببت بزيادة الأعاصير التي تشهدها المنطقة،  والتي أثرت على مستوى الطبيعة وجرفت السيول الناجمة عن الأعاصير مساحات كبيرة من المراعي”.

وتابع “يمر موسم الجفاف على أهالي سقطرى خصوصاً أهالي الشريط الساحلي الجنوبي والشرقي من المحافظة بصعوبة بالغة خاصة أن شريحة واسعة من الناس في تلك المناطق يعتمدون على الثروة الحيوانية كمصدر دخلهم الوحيد، توارثوها من الأجداد لتأمين احتياجهم  من الغذاء ومتطلبات الحياة”.

ولفت إلى أن تلك الثروة مهددة بين الحينة والأخرى بسبب موجة  الجفاف التي تعد هي الأقسى منذ 15 عاما.

اترك تعليقا