مسؤول محلي لـ”قشن برس”: سقطرى تعاني من خطر السطو على المتنزهات والمحميات الطبيعية (حوار)

قشن برس – خاص

أعلن مسؤول محلي، أن محافظة سقطرى تعاني من خطر السطو على المتنزهات والمحميات الطبيعية، ما يؤثر سلبا على التنوع البيئي الفريد في الأرخبيل الحيوي.

وأوضح مدير مكتب الهيئة العامه للبيئة في سقطرى علي محمد سالم، في حوار خاص مع موقع “قشن برس” أن المحافظة تتمتع بأهمية كبيرة عالميا، لكونها تحتوي على تنوع حيوي فريد، واحتوائها على الكثير من الكائنات الحية التي لا توجد في أماكن أخرى من العالم”.

وكشف المسؤول الحكومي عن بروز العديد من التحديات أمام الوضع البيئي في سقطرى، منها تأثيرات الأعاصير على التنوع الحيوي، والسطو على المتنفسات والمنتزهات والمحميات الطبيعية، ما يشكل خطرا على الوضع البيئي في الأرخبيل.

وأوضح قائلا “لعبت الأعاصير دورا كبيرا في التأثير على التنوع الحيوي في سقطرى، وخلفت وراءها دمارا واسعا ما جعل الهيئة العامة لحماية البيئة تقوم بتقديم دعوات للمنظمات الدولية بمساعدة الأرخبيل وإعادة البيئات في المحميات والمنتزهات الطبيعية التي دمرتها الأعاصير”.

وأفاد بأن هذا يأتي رغم تدخل السلطة المحلية في الحد من التدهور للأنظمة البيئية في سقطرى من خلال معالجة بعض من القضايا المتعلقة بالبيئة المتراكمة منذ فترة طويلة.

وحول التدخلات التي قامت بها الجهة الحكومية قال سالم إنه”تحت إشراف ومراقبة الهيئة العام لحماية البيئة، وبدعم المنظمات الدولية، تم عمل مسيجات ومشاتل في المحميات والمنتزهات للتخفيف من آثار الأعاصير، لإعادة البيئيات التي تضررت جراء ذلك”.

والمسيجات “عبارة عن حائط أو حاجز من حديد يلف حول المكان لمنع الحيوانات من الدخول وأكل الأشجار”.

وتابع سالم “قدمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مسيجا في محمية حمهل لشجرة اللبان بمساحة 10000 متر مربع وإنشاء مسيج في المنتزه الوطني بفرمهن خاص بشجرة دم الأخوين بمساحة 10,000 متر مربع.

كما قدم مشروع اليونيب – جيف الذي تنفذه حاليا الجمعية الملكية لصون الطبيعية(مقرها الأردن) مشتلا في محمية حمهل ومسيجا يقدر بحوالي 10000 متر مربع، ومشتلا ومسيجا يقدر ب10000 متر مربع في المنتزه الوطني بفرمهن، حسب سالم.

ولفت إلى أنه تم دعم السكان بالحدائق المنزلية لتحسين نوعية الغذاء بعد تدريبهم على كيفية الزراعة والمواسم المناسبة لكل محصول.

كما قدمت جمعية أصدقاء سقطرى والمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي مسيجا في منطقة غبة، تم فيه زراعة العديد من شتلات المنجروف، إضافة إلى تقديم مسيج في منطقة مومي قرية دعوبص خاصة اللبان، يضيف سالم.

وبين أن جامعة مندل التشيكية قدمت 5 مسيجات خاصة بشجرة اللبان وتم تنفيذ 3 مسيجات في كل من قلنسية ودبورك وعيهفت، فيما يجري التخطيط لعمل مسيجين اثنين إضافيبن يتم اختيارهما من قبل الهيئة والفريق المختص، إضافة إلى دعم السكان في المناطق المستهدفة بالحدائق المنزلية.

حول الخطط البيئية المستقبلية أوضح سالم “عملنا خطة شاملة لعام 2021 تشمل حل كافة المشاكل والمعوقات من خلال ورش عمل وحلقات نقاش ودورات تدريبية وبرامج توعوية لكافة الشرائح المحلية في أرخبيل سقطرى، إضافة إلى إعادة دراسات ومسح للمحميات ومراجعة خطة تقسيم الأرخبيل لمناطق الحماية والتنمية وإنشاء محميات جديدة ووضع خطط إدارية للمحميات، وكذلك تأهيل بعض المحميات والمنتزهات المتضررة من الأعاصير.

وإضافة إلى ذلك، حسب سالم، سيتم العمل مع منظمات المجتمع المدني المهتمة بشأن البيئة وتأهيل كوادر شبابية تعمل بروح الفريق الواحد من أجل الحفاظ على البيئة وتأسيس أندية صديقة لها، مع إنشاء شبكة من المرشدين البيئيين باعتبارهم حلقة وصل بين الهيئة العامة لحماية البيئة والسكان المحليين، وتبادل خبرات مع فروع الهيئات في الجمهورية.

فيما يتصل بالمعوقات أوضح أنه”لا وجود لموارد مالية لدى الهيئة العامة لحماية البيئة، مع ضعف في تطبيق اللوائح والقوانين فيما يتعلق في الحد من الاعتداءات على البيئة”.

ودعا سالم الإعلاميين إلى تسخير أقلامهم لتنوير المجتمع بأهمية البيئة والحفاظ عليها، كون ذلك واجب ديني ووطني، مشددا على أن الجميع يحمل جزءا من المسؤولية في حماية وصون الموارد الطبيعية التي تشتهر بها سقطرى ونتغنى بها في كثير من المحافل الدولية والمحلية.

اترك تعليقا