مسؤول محلي: تغيرات المناخ وعشوائية الإنسان مخاطر تهدد التنوع البيولوجي بالمهرة (حوار)

قشن برس- حوار خاص

يواجه التنوع الطبيعي في محافظة المهرة، الكثير من التحديات التي تؤثر عليه بشكل مباشر، جراء التغيرات المناخية، أو أنشطة البشر وتوسعهم العمراني.

يقول مستشار المحافظ لشؤون الثقافة والبيئة “أحمد بلحاف” في حوار أجراه معه “قشن برس” بالتزامن مع اليوم العالمي للتنوع البيولوجي، إن السلطة المحلية تعكف على إعداد برامج ودراسات تهدف إلى الحد من آثار الكوارث الطبيعية على المحافظة، وتوعية المواطن بمخاطر التمدد في المحميات الطبيعية والغابات.

وتحدث عن توجه نحو فتح قنوات تواصل مع مراكز دراسات عالمية، للاستفادة من خبراتها وتجاربها ونقل محافظة المهرة إلى مربع القدرة على الحد من التأثيرات السلبية على التنوع البيولوجي.

ويصادف يوم غدا السبت 22 مايو/أيار اليوم الدولي للتنوع البيولوجي، والذي تم إعلانه من قبل الجمعية العام للأمم المتحدة عام 2000م.

وفيما يلي نص الحوار:

كيف أثرت الأعاصير على تنوع محافظة المهرة؟

التنوع البيولوجي تأثر بالفعل، ولكن عند مراجعة الأسباب ودراستها، لا نجد أن الاعاصير لوحدها من تشكل أو شكلت خطورة على البيئة في المحافظة، وإنما الإنسان هو الآخر يلحق بالطبيعة أضراراً كبيرة.

وفي هذا نجد أن الأعاصير التي ضربت المهرة، أثرت بشكل كبير على التنوع البيولوجي وخصوصا في المديريات الساحلية، حيث اختفت أنواع كثيرة من الأسماك والأحياء البحرية، التي كانت تتواجد بكثافة وحتى حركة البحر ومواسم هيجانه وسكونه، التي لها وضع وحساب محلي خاص عند أبناء المديريات الساحلية، والتي حصل فيها تغيير مفاجئ جعل السكان في حيرة من أمرهم.

ونرى أن هذه التغيرات في تحركات البحر بحاجة إلى دراسة دقيقة، والبحث في المخاطر التي أحدثتها الأعاصير داخل البحر وأثرت على بعض ما يحتويه من أسماك وأحياء بحرية.

وبالإشارة إلى ما أسلفنا إليه سابقا، فإن ممارسات الإنسان العشوائية هي الأخرى تؤثر بشكل مباشر على التنوع البيولوجي، والتي تتمثل في الزحف العمراني نحو الغابات وتلويث البيئة بالانبعاثات الغازية، والصيد الجائر وعدم الاهتمام بمراعاة حفظ التوازن البيئي.

– مؤخرا دعا خبراء وتقارير بحثية إلى ضرورة التأهب لتغيرات المناخ في المهرة..هل توجد لديكم استعدادات لمثل هذه الكوارث؟

السلطات اطلعت على بعض الدراسات التي اهتمت بهذا الجانب في محافظة المهرة، لكن معلوماتها غير دقيقة عن المناخ وطبيعته وتغيراته، وذلك ربما يعود لأسباب أنها لم تعتمد على مصادر محلية أو دراسات ميدانية، ولكنها محل تقدير.

وللحديث عن مسألة تغير المناخ، ندرك جميعا أنه من أكبر التحديات عالمياً أو بتوصيف أدق (أزمة العصر)) ولا يوجد مكان أو بقعة في هذا العالم لم يتأثر بهذه الأزمة، وهناك جهود أممية تبذل لتجنب هذه المخاطر.

ولهذا فإن محافظة المهرة جزء من اليمن، ومن المعلوم ما تمر به بلدنا -بشكل عام- من ظروف إنسانية صعبة نتيجة الحرب التي تندرج ضمن مصطلح الصراعات، والتي تعد من أهم مسببات تغيير المناخ.

وتعمل السلطة المحلية في المراحل الراهنة على إيجاد الخدمات العامة للمواطن، وتعزيز الأمن والاستقرار، وهذا وفق الدراسات العالمية يعد من أهم عوامل المساهمة في مواجهة تحديات تغير المناخ، إضافة إلى ذلك فإن قيادة السلطة المحلية بالمحافظة تقوم بدعم هيئة حماية البيئة بالمحافظة بكل ما يلزم من نفقات تشغيلية، ورعاية أنشطتها، كما أن تكليف الأخ المحافظ لنا بموقع مستشار المحافظ لشؤون البيئة والثقافة يأتي ضمن اهتمامه بالجانب البيئي.

كما أن هناك جهود تبذل حاليا من أجل إعداد دراسات حول هذا الموضوع، وكل ما يتعلق بالبيئة والتغير المناخي وتهديداته والآثار المترتبة على التنوع البيولوجي بالمحافظة، وذلك بالشراكة مع مؤسسات ومنظمات مختصة بهذا الجانب.

والدراسات التي سيتم إنجازها ستقدم للسلطة المحلية، لافتا إلى أنها تعتمد على مصادر محلية، ومسح ميداني وبمعايير دقيقة وفق ما تتبعه المراكز العالمية في هذا الجانب، وذلك لضمان مخرجات وتوصيات توفر معالجات تساعد في مواجهة تحديات تغير المناخ.

حدثنا عن البرامج والإجراءات التي تسعون نحو تنفيذها خلال الفترة المقبلة

كما أشرنا سلفاً أننا نعكف على إنشاء دراسات تعني بهذا الجانب، إضافة إلى ذلك نسعى إلى تنفيذ برامج توعوية كالندوات والمحاضرات والدورات التأهيلية، وذلك من أجل رفع الوعي لدى كل أبناء محافظة المهرة لمواجهة مخاطر التغيير المناخي، والتهديدات التي قد تلحق بالتنوع البيولوجي.

كما نسعى نحو فتح قنوات تواصل مع مراكز دراسات عالمية، للاستفادة من خبراتها وتجاربها ونقل محافظة المهرة إلى مربع القدرة على الحد من التأثيرات السلبية على التنوع البيولوجي.

حديث آخر تحب أن تقوله حول التنوع البيولوجي في المهرة؟

اود أن القول بأن محافظة المهرة تتمتع بتنوع بيولوجي هام، وتأثرت فعلا بالعوامل والأسباب التي سبق وأن تم ذكرها، ولكن ما زالت الفرص سانحة، ومتاحة لإنقاذها والحفاظ على ما تبقى من تنوع بيولوجي، وذلك لا يأتي إلا بتثقيف المواطن وتوعيته بأهمية هذا الجانب، وخطورة التهاون وعدم الالتزام  بالتوجيهات والإجراءات اللازمة التي من شأنها الحفاظ على التنوع البيولوجي الذي هو أساس التوازن البيئي، والذي به تستمر حياة الإنسان، ولهذا نحن بحاجة إلى دراسات مكثفة و عمل وجهود للحاق بركب العالم في هذا الجانب من أجل أن نساهم في الحفاظ على بيئتنا وذلك ما نعمل عليه حاليا بدعم من المحافظ الشيخ محمد علي ياسر.

أحمد بلحاف مستشار محافظ المهرة لشؤون الثقافة والبيئة

 

اترك تعليقا