سلاحف سقطرى الجميلة في موسم تعشيشها تتعرض للصيد الجائر.. ومناشدات لإنقاذها

قشن برس- خاص

كما هو الحال في كل عام مع بداية شهر مايو، يبدأ موسم تعشيش السلاحف البحرية على شواطئ سقطرى، ويستمر حتى نهاية أغسطس، وفي كل ليلة تزحف إناث السلاحف خارج البحر وتعبر الشاطئ لتضع بيضها في الرمال.

وبعد اختيار المكان المناسب، تبدأ في حفر عشها بزعانفها الخلفية، وتضع بيضها فيه، وتغطيها في الرمال، ثم تزحف من جديد نحو البحر.

وبعد شهرين، يتعين على صغار السلاحف أن تحفر لنفسها من الرمال، وتجد طريقها إلى البحر، في مواجهة سرطان البحر الجائع والطيور والحيوانات المفترسة الأخرى.

ويقول خبراء البيئة إن كل سلحفاة تضع ما يصل إلى 115 بيضة في ذلك الوقت ولكن القليل فقط من صغار السلاحف قد يظل على قيد الحياة ويصل عدد أقل من ذلك إلى سن الإنجاب.

عوامل التكاثر هذه مهددة من الاستغلال المفرط للسلاحف من قبل البشر، وتجعل أعداد السلاحف في جميع أنحاء العالم تنخفض، حاليًا، وتعتبر جميع أنواع السلاحف مهددة بالانقراض.

وتعد أرخبيل سقطرى أحد أهم مواقع تعشيش السلاحف الضخمة الرأس في المنطقة، لكن العديد منها يتم أسرها وذبحها أثناء محاولتها وضع بيضها، ثم يأكل السكان المحليون لحومها ويشربون زيتها الذي يقال إن له قوى خاصة وعلاج لأمراض المختلفة.

ومنذُ بداية شهر مايو الجاري، تكررت حالة الاصطياد الجائر للسلاحف في الأرخبيل، مما دفع نشطاء محليين لإطلاق نداءات استغاثة واسعة لحماية حراس الجزيرة (السلاحف) من الانقراض.

ويعتزم نشطاء محليون إطلاق حملة إلكترونية وبرامج توعوية، بأهمية الحفاظ على السلاحف والحد من الصيد الجائر، كونها أحد الأحياء البحرية التي تنفرد بها الأرخبيل.

وتتواجد في الأرخبيل الأنواع الأربعة من السلاحف البحرية دوناً عن كافة مناطق اليمن، وهي: السلاحف الخضراء، السلاحف صقرية المنقار، السلاحف الكبيرة الرأس، والسلاحف جلدية الظهر.

وتهدف الحملة إلى توعية المجتمع بمخاطر الصيد الغير الشرعي للسلاحف، والتي تعد من الكائنات المعمرة والمهددة بالانقراض.

واستنكر النشطاء توسع ظاهرة الصيد غير الشرعي للسلاحف في المحافظة، دون تحريك ساكن من قبل سلطات الأمر الواقع المتمثلة بالمجلس الانتقالي الذي يسيطر على المحافظة منذُ يونيو من العام 2020.

وناشد النشطاء الجهات الأمنية باستشعار المسؤولية تجاه مثل هذه الأعمال، التي تهدد التوازن البيئي في سقطرى، والمساهمة في الحد من ظاهرة اصطيادها.

وقال الناشط البيئي يحيى محروس، إن هذا الكائن البحري الجميل يتعرض لأبشع أنواع الاصطياد الجائر، لافتا في الوقت ذاته إلى الحملة التي من المقرر انطلاقها بهدف رفع الوعي بأهمية الحفاظ على السلاحف، كونها أحد الأنواع البحرية المهمة بيئيا، وكذلك تهدف إلى الحد من العبث بها.

وأضاف محروس في تصريح لـ “قشن برس” أن سقطرى تعد موطنا لأربعة انواع من السلاحف، من أصل سبعة أنواع توجد في مختلف بلدان العالم.

وكتب الخبير في التراث السقطري أحمد الرميلي على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي منشوراً قصيراً يقول فيه إن “حماية السلاحف مسؤولية الجميع”.

وأضاف: “السلاحف ثروة سياحية هبة من الله لنا، فلنحافظ عليها من الانقراض”، وأكد على أهمية أن يبادر أبناء سقطرى إلى حماية هذا الكائن البحري الجميل.

وعلق رئيس جمعية سقطرى للأحياء الفطرية ناصر عبد الرحمن قائلا: إن سقطرى موطن الأمان لكل المخلوقات.

وأضاف: “خرجت السلاحف لتبيض بأمن وأمان فجاءت وحوش البشر لتفترسها يدون رفق أو رحمة، السلاحف ثروة وطنية”.

 

اترك تعليقا