مصور ألماني يتحدث عن مناظر سقطرى الجذابة وكيف أدهشته شجرة دم الأخوين

قشن برس – ترجمة خاصة

قال المصور الفوتوغرافي الألماني “رولف جمبرل”، إن التنوع الكبير في المناظر الطبيعية داخل سقطرى، هو ما يجعل منها جزيرة جذابة للغاية.

وقال في الحوار الذي أجرته معه صحيفة أخبار الصور اليومية (fotointern.ch): “بصفتي مصورًا يحب المغامرة بعيدًا عن الزحام، كنت وضعت زيارة سقطرى ضمن البرنامج الخاص بي منذ فترة طويلة”.

وأضاف أن حالة الحرب التي تشهدها اليمن منذ أكثر من 10 سنوات كانت تمنعه من زيارة سقطرى، وفي الآونة الأخيرة، كانت هناك رحلات جوية مباشرة من دبي والقاهرة، وهذا يلغي الالتفاف عبر البر الرئيسي اليمني.

وقال: “لم ألاحظ أي شيء عن الحرب في اليمن على الجزيرة، بعد أن كنت أتوقع وجودًا عسكريًا كبيرًا لأن الجزيرة في بحر العرب مهمة للغاية”.

وأشار إلى أنه “بالكاد يمكن رؤية الجيش اليمني، فقد أصبحت سقطرى تحت سيطرة دولة الإمارات منذ عام 2018”.

وتحدث عن وصوله إلى مطار الأرخبيل واصفا ذلك بالمضحك، :”فعندما أردت مغادرة مبنى المطار، اضطررت إلى تسليم الكمامة الواقية من فيروس كورونا، لأسباب بيئية، لا يسمح بدخول الأقنعة إلى الجزيرة”.

وأردف: “تم اصطحابي من المطار بواسطة مرشدتي وكان الترحيب حارًا جدًا، لكن بعد ذلك فعلت دون طقوس الترحيب المتمثلة في فرك أنوف بعضنا البعض (التحية عند أهل سقطرى)”.

وأشار إلى أن الحياة في حديبو، التي يعيش فيها حوالي 10 آلاف شخص، يمكن مقارنتها بالحياة في أجزاء أخرى من العالم العربي، لكن المناطق الأخرى في الجزيرة، الحياة فيها أبسط بكثير من أي مكان آخر، وكثيرا ما سألت نفسي كيف يعيش هؤلاء الناس الذين يعيشون في الغالب كرعاة؟.

وأكد جمبرل أن عناصر القائمة الرئيسية للأكل في الجزيرة هي السمك الطازج مع الأرز، نظرا لأن المياه حول الجزيرة غنية جدًا بالأسماك، “لذا تمكنت من الاستمتاع بالعديد من الأسماك اللذيذة، وشخصياً أحببت الباراكودا كثيراً، وهناك أيضا لحم الماعز أو الخروف كنوع من التغيير”.

وبيّن أن شبكة الطرق في الجزيرة يمكن التحكم فيها، من البلدة الرئيسية، حيث يوجد طريق معلق على طول الساحل الشمالي، بالإضافة إلى ذلك ، يمكن الوصول إلى مرتفعات دكسم عبر الطريق ذاتها.

وأوضح أنه لا يمكن الوصول إلى جميع أجزاء الجزيرة الأخرى إلا عبر طرق وعرة، لذلك فإن وجود سيارة دفع رباعي جيدة أمر ضروري.

وفي رده على سؤال ما هي الدولة الأخرى التي يمكن مقارنتها بالثقافة؟ أفاد أنه يمكن مقارنة سقطرى بأي دولة إسلامية أخرى، مشيرا إلى أنه كثيرا ما ذكرته سقطرى بالواحة البحرية في مصر.

وأضاف: “في سقطرى كنت أبدأ جولاتي في الصحراء البيضاء، وبالرغم من أن سكان الجزيرة لهم لغتهم الخاصة ومع ذلك ، يتم التحدث باللغة العربية أيضًا”.

وحول أوجه التشابه بين سقطرى والمناطق الصحراوية الأخرى، يؤكد أنه لا يمكن مقارنتها بسقطرى إلا قليلاً، حيث أن حجمها وموقعها مختلفان للغاية.

وأردف: “تتمتع سقطرى بمناخ صحراوي استوائي، وهذا يبدو متناقضا للوهلة الأولى، ومع ذلك، هناك الكثير من الأدلة على وجود صحراء في الجزيرة، فمثلا: في الجنوب ، تصل الكثبان الساحلية إلى البحر، وبداخلها توجد هضبة صخرية كبيرة بها العديد من الأخاديد. ومع ذلك، فإن الرطوبة في سقطرى استوائية إلى حد ما”.

وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، تقع الجزيرة في منطقة تجمع الأمطار الموسمية، وفي السنوات الأخيرة، ضربت أيضًا أعاصير متفرقة الجزيرة ،مما تسبب في أضرار مدمرة”.

وقال إن التنوع الكبير في المناظر الطبيعية هو ما يجعل الجزيرة جذابة للغاية، مشيرا إلى أنها عبارة عن لوحة متنوعة من الشواطئ الرملية البيضاء والكثبان الساحلية والهضاب العالية والجبال.

وأضاف: “أنا شخصياً كنت مفتونًا بشجرة دم الأخوين، هذه الشجرة التي تذكرنا بأشجار الأكاسيا في السافانا الأفريقية وتوجد هنا فقط، ستأسرك منذ البداية”.

ولفت إلى أن المنظر الجميل من حافة دكسم التي تحتضن غابة فرميهن فيها أكثر من 12000 عينة من الشجرة تترك المرء في حالة ذهول.

اترك تعليقا