بموظف واحد ومتعاقدين..مدرسة من سعف النخيل تقاوم لتعليم الطلاب في سقطرى
قشن برس – سعد عبد السلام
تسمى مدرسة ويدرس فيها التلاميذ، لكنها مختلفة تماما في هيئتها عن بقية المرافق التعليمية، فهي عبارة عن “عشش” متهالكة اتخذها السقطريون اضطراراً مكاناً لتعليم أولادهم.
هكذا يبدو وضع مدرسة “عبطارة” الواقعة على الشريط الساحلي الجنوبي من أرخبيل سقطرى.
تم بناء عشش من سعف النخيل فصولاً لهذه المدرسة، يتلقى فيها الأطفال تعليمهم الأساسي، رغم أنها لا تقيهم حرارة الشمس أو قطرات المطر وبرودة الشتاء..هذا هو وضعها منذ تأسست قبل 9 أعوام”.
مدير مدرسة عبطارة محمد أحمد عيسى يتحدث لـ”قشن برس” عن المدرسة التي تضم ١٣١ طالباً وطالبة، وتستفيد منها ثلاث قرى في تعليم أطفالها المرحلة الأساسية، من الصف الأول حتى السادس”.
وأفاد أن المدرسة تبعد حوالي ٦ كم عن أقرب مدرسة، مشيراً إلى أنها تفتقر لأبسط الأساسيات ابتداء من المبنى، وتحتاج “إلى لفتة رسمية وإنسانية لمساعدتنا في بناء صرح تعليمي مناسب”.
وتحدث أن إدارة المدرسة تعمل جاهدة في الحفاظ على التعليم، قائلاً: “تعاني الفصول المدرسية من التمزق نتيجة العوامل الطبيعية، لنقوم وبمساندة الأهالي ببناء هذه العشش بشكل متكرر من سعف النخيل كي لا نحرم أولادنا من حقهم في التعليم”.
ورغم المأساة التي تعيشها المدرسة، هناك نوع من النور قدم من الكويت، يقول عيسى: “الجمعية الكويتية الإغاثية تكفلت بدعم 100 معلم متعاقد في مختلف أنحاء سقطرى”.
وأضاف:” نحن في مدرسة عبطارة استفدنا من المشروع الكويتي بشكل كبير، حيث تكفل بالتعاقد مع 8 معلمين للمدرسة”.
وشكا عيسى من أن هناك موظفاً أساسياً واحداً فقط في المدرسة، فيما بقية الطاقم متعاقدين حالياً على نفقة الجمعية الكويتية للإغاثة”.
وناشد الحكومة والجمعيات الخيرية تبني إنشاء مبنى مؤهل لمدرسة عبطارة، وانتشالها من الحال البائس الذي تعيشه”.
وشكا أيضا من أن التعليم في المدرسة غالباً ما يطغى عليه الانقطاع بسبب الأمطار والأتربة التي تؤثر على الطلاب بسبب العوامل الطبيعية والموسمية”.
وعبر “قشن برس” ناشد أيضاً بعض الأهالي الحكومة ورجال الخير سرعة العمل على إنشاء فصول دراسية آمنة لطلاب مدرسة عبطارة”.
يقول محمد عيسى سعيد، أحد الآباء في تصريح لـ”قشن برس”: أولادنا يدرسون من أربع سنوات وهم على هذا الحال..الأمطار تهطل عليهم والتراب تغزوهم، فيما الشمس على رؤوسهم في هذه الخيام التي اتخذت فصولاً دراسية”.
وأضاف “يعاني أولادنا كثيراً؛ لكننا نحاول تشجيعهم لمواصلة التعليم”.
وأردف: “أناشد كل من يستطيع، مساعدتنا في بناء هذه المدرسة، من خيرين وأصحاب الأيادي البيضاء، وحكومتنا لإيجاد مبنى يتعلم فيه أولادنا، ويساهم في التخفيف من معاناتهم”.
بدوره، يفضل الطالب فهمي هلال مواصلة تعليمه في هذه العشش رغم ما تعانيه من عدم وجود مبنى مهيأ للدراسة، كونها الأقرب إلى منزله بدلاً من الدراسة في مدرسة أخرى بعيدة عن منطقته.
ويبدي حزنه من توديعه لمدرسته في العام المقبل بعد أن تجاوز الصف السادس كآخر مستوى دراسي في تلك المدرسة.