البطالة في سقطرى.. هم مزعج يصيب معظم السكان

قشن برس-تقرير خاص

أثرت الأحداث التي شهدتها محافظة سقطرى مؤخراً على معيشة المواطنين بشكل كبير؛ وأدت إلى تضرر قطاع الأشغال، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في معدل البطالة.

وأفادت مصادر محلية لـ “قشن برس” بأن الحركة العمرانية تأثرت بشكل ملحوظ جراء الأوضاع التي أشعلتها الإمارات عبر دعمها لأعمال العنف التي يتبناها مايسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي “.

وأضافت” انعكست تلك التصرفات سلباً على حياة المواطنين وأثرت في مستوى الدخل اليومي للعديد منهم؛ حيث توقف الكثير من الأهالي الذين كانوا في فترة سابقة يقومون تدريجياً بتحسين وترميم مساكنهم الشعبية كي تستطيع مواجهة التغيرات المناخية”.

ودخلت جزيرة سقطرى خلال الفترة الماضية في مرحلة صراع بين الحكومة المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، ما أثر بشكل سلبي على الأرخبيل الحيوي.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، سيطر المجلس الانتقالي على الجزيرة، وبات المتحكم الفعلي فيها، وسط شكاوى من تراجع الخدمات وافتقار الجزيرة للسياح.

سليمان السقطري، صياد في الأربعينات من عمره، يشكو من معاناته والآثار التي خلفتها الحرب التي شهدتها سقطرى.

يقول لموقع “قشن برس” قبل الحرب التي اجتاحت سقطرى كانت الأوضاع جيدة وطبيعية”.

وأضاف” كنا وقتها نعمل بشكل مستمر ونستطيع توفير متطلبات الحياة؛ بل كانت لدينا قدرة على التوفير المالي لتحسين أوضاعنا المعيشية والسكنية”.

واستدرك قائلا” لكن الحرب التي شهدتها المحافظة أثرت علينا بشكل كبير؛ حيث فقدت الأسر الكثير من أعمالها والتي كانت تعول عليها في تحسين وضعها”.

وتابع” انقطعت الرواتب وقلت القدرة على شراء الطعام خاصة مع ارتفاع سعره.. بعد توقف عملنا  قمنا باستهلاك ماكنا قد جمعناه في السابق لنوفر الاحتياجات الأساسية”.

عمال بالأجر اليومي

تقدر مصادر محلية في سقطرى أن ما يزيد عن ٥٠٪ من سكان الأرخبيل يعملون بالأجر اليومي، حيث يعد مصدر دخلهم الأساسي الذي يمكنهم من توفير احتياجاتهم، خصوصا في فترة غياب المرتبات.

وأدى شلل الحركة العمرانية إلى خلق تأثيرات كبيرة على العديد من الأسر النازحة، حيث يعمل الكثير من المشردين الفارين من الحروب  في سقطرى بعد أن فرض عليهم  الصراع أوضاعا كارثية في مختلف المحافظات التي يفرون منها.

ولجأ الكثير منهم إلى سقطرى، لكنهم في الفترة الأخيرة يشكون من توقف الأعمال وتراجع الحركة العمرانية، حيث لم يعد باستطاعتهم الحصول على أعمال تمكنهم من إرسال المبالغ إلى أسرهم لتوفير احتياجاتها الغذائية في محافظات الصراع.

تراجع الأشغال بنسبة 85 ٪

مصانع البلك ومحال مواد البناء والمقاولين يشكون من توقف الحركة العمرانية، حيث يؤكدون أنه لأول مرة يصل التوقف في البناء إلى هذا المستوى، حيث تراجع العمران عن الأعوام السابقة بنسبة ٨٥٪.

يقول أحد المقاولين لموقع “قشن برس”  كنا قبل الأحداث الأخيرة في سقطرى نبحث عن عمال ولا نجد أحدا لانشغالهم، ما جعلنا نضطر لننسق معهم ونحجزهم قبل الموعد بأيام وأحياناً أسابيع.

فيما يقول عبدالرحمن مالك أحد مصانع البردين (البلك) في سقطرى  إنه في فترة من الفترات كان الزبائن  يحجزون عندنا البردين قبل شهر أو يزيد من الموعد  من شدة الازدحام.. أما اليوم تمر على المصانع وترى تكدس البردين بأعداد هائلة”.

وأضاف ل” قشن برس “هناك عدد من المصانع الذي كان الواحد منها يوفر الشغل لسبعة أشخاص كحد أدنى، توقفت عن العمل بسبب الأوضاع الاقتصادية التي بدورها  قللت  من الحركة وأثرت على القدرة الشرائية للمواطن.

اترك تعليقا