سقطرى..نساء يؤسسن مركزاً لتعليم القرآن بجهود ذاتية

قشن برس – عفاف سيف

وهي في سنّ العاشرة تتلو طفلة آيات من سورة الرحمن، بصوت ملائكي أضاف للمكان الكثير من الهدوء والروحانية.

تأتي هذه الطفلة إلى مركز لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة أرخبيل سقطرى، إلى جانب فتيات ونساء أخريات يتعلمن القرآن وأحكام التجويد، وأموراً دينية أخرى، في المركز الأول من نوعه لتعليم المرأة السقطرية كتاب الله، وقد ساهم في تخريج العديد من الحفاظ.

فتحت آسيا غالب منزلها للعشرات من النساء لتحفيظ القرآن الكريم، وزاد العدد يوماً بعد آخر حتى ازدحم المكان، ليبدأ الجميع بالتفكير في مختلف البدائل الممكنة.

وصل عدد النساء والفتيات إلى أكثر من مائة طالبة ما جعل آسيا تفكر جدياً في فتح مركز لاستيعاب أكثر عدد من النساء، وأصبحت الفكرة هدفاً عملت هي وغيرها على تحقيقه، لكن العديد من العوائق التي واجهتهم كثيرة أبرزها المال.

تقول آسيا لـ”قشن برس”: “تحدثت بالفكرة مع طالباتي، وكن سعيدات بذلك لأنهن يحلمن بمكان واسع وخاص بهن، بدأن بمساعدتي في تحقيق الحلم، حيث قمن بعمل أطباق خيرية لجمع المال لشراء أرضية، وعملن بجهد وبعد أكثر من سنة بدأنا مهمة البحث عن أرضية لبناء المركز.

تتابع: “كان المال العائق الأبرز، حيث جمعنا خلال فترة العمل مبلغاً ضئيلاً لم يكن كافياً لشراء أرضية مناسبة، ما جعل تحقيق الحلم يتأخر، مررنا بالكثير من الصعوبات حتى وجدنا أرضية لكنها لم تكن بمستوى الحلم والطموح ,وبعد مدة بدانا نبحث عن متبرعين لبناء المركز.

تواصلت آسيا مع العديد من صديقاتها، وبدورهن أوصلن الفكرة إلى  فاعلي الخير الذين ساهموا بما استطاعوا، ورغم أن المشروع مر بالكثير من الانتكاسات إلا أنهن استطعن افتتاحه في 2017، بعد نحو 5 سنوات من الحلم.

بدأ المركز عمله، رغم النواقص الكثيرة، حيث كان يحتاج إلى روضة لتعليم أطفال الطالبات، وحديقة للأطفال ومواصلات لنقل الطالبات حيث يعانون كثيراً من عدم وجود ومواصلات، كما لازال المركز بحاجة للكثير من التجهيزات.

تواصل آسيا غالب حديثها لنا عن أهمية مركز التحفيظ، وتوضح أن أكثر من 11 حافظة تخرجت منه، منذ أن فتحت بيتها للتحفيظ، ويستعد المركز حالياً لتخريج أكثر من 5 حافظات، وأصبح يضم العديد من الطالبات الجدد، وتقول: “أخيراً أصبح الحلم حقيقة”.

وأعرب العديد من النساء عن سعادتهم بتأسيس هذا المركز الذي ساعدهن على تعلم أمور دينهم، وحفظ كتاب الله وساعد الأميات منهن بالكتابة والقراءة في إطار المساهمة في تعليم المرأة السقطرية.

اترك تعليقا