في اليوم العالمي للمرأة..نساء سقطرى يواجهن التحديات ويطالبن بالدعم الحكومي

قشن برس – سعد عبدالسلام

مع مرور مناسبة اليوم العالمي للمرأة، تتطلع آلاف النساء السقطريات لإحداث نقلة نوعية في الأعمال النسوية في المحافظة.

وتبدي المرأة السقطرية آمالها في النهوض بمستوى العمل النسوي بعد أن كاد يغيب في مجتمعها الذي ينظر إلى المرأة باعتبارها تلك الأنثى التي يقتصر عملها في إدارة شؤون بيتها.

ولمواجهة ذلك تكافح النساء في سقطرى لتغيير نظرة المجتمع تجاههن وتمكينهن من حق المشاركة في مختلف الأنشطة المجتمعية التي غُيبت منها بسبب “الثقافة المجتمعية المحافظة” التي تنظر إلى عمل المرأة نظرة قاصرة.

استطاعت المرأة السقطرية أن تواجه تلك التحديات الاجتماعية وتخلق لنفسها مثلاً يقتدى به لتغيير نظرة المجتمع تجاه النساء.

واحدة من تلك القصص الناجحة صنعتها مؤسسة حواء، أسستها مجموعة من النساء واستطعن النهوض بالعمل النسوي، حيث تركز المؤسسة جهودها في دعم وتمكين المرأة في مختلف المجالات، وقامت بعمل دورات في مجالات الخياطة والكوافير والمشغولات اليدوية والمشاريع الصغيرة لتمكن المرأة من الوقوف على قدميها؛ خاصة في ظل التهميش الذي تتعرض له هذه الشريحة من قبل المؤسسات الرسمية والمنظمات الدولية.

مديرة المؤسسة منال يحيى تروي لموقع “قشن برس” فكرة وبداية انطلاق تلك المؤسسة فتقول: فكرة إنشاء المؤسسة جاءت بعد عدد من الأنشطة التي كان يقوم بها الفريق بشكل مبادرات شبابية تطوعية دون أن يعلم أحد بأعمالهم.

وبعد سلسلة من الأنشطة تقول منال جاءت فكرة تأسيس المؤسسة لإظهار دور المراة السقطرية في المجتمع، وإشهار أنشطتها وإظهار قدراتها ومؤهلاتها في المجتمع من خلال مؤسسات المجتمع المدني، وكانت الانطلاقة في ١٦ مارس ٢٠١٦م.

وتضيف قائلة: نتطلع في مؤسسة حواء للوصول بالمرأة السقطرية إلى مستوى متقدم من التأهيل وتدريب في مختلف المجالات، والأخذ بيد المرأة حتى تكون قادرة على الاعتماد على الذات ورفدها، ومساهمتها في المجتمع ودورها كامرأة مثقفة وواعية مكافحة ومناضلة.

ووجهت منال رسالة لمنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية للمساهمة في  إظهار دور المرأة السقطرية وقدراتها ومؤهلاتها وتحفيزها من خلال إقامة أنشطة متنوعة وفعاليات تكون فيها المرأة جزء من النشاط، وإبرازها وتشجيعها لتكون رافداً قوياً للمجتمع.

وخاطبت مدير مؤسسة حواء المرأة في سقطرى قائلة: أيتها المرأة كوني أنتِ الأمل الواعد والمستقبل الجميل لسقطرى، كوني واثقة بقدراتك ومؤهلاتك، وكوني الرافد القوي للمجتمع السقطري من خلال نضالك وكفاحك وطموحك وقدراتك، واظهري ما تملكين للمجتمع وكوني أنتِ العون لبقية النساء من خلال قدوتك ونشاطاتك وتفاعلك في المجتمع.

وتابعت: تواصلي بمنظمات المجتمع المدني وقدمي أعمالك لتظهرين ما تملكين من قدرات ومواهب، ولتكوني أنتِ المرأة السقطرية التي تتطلع لطموح وأمل مستقبل أجمل لسقطرى، وأنتِ المرأة المثقفة المتعلمة الموهوبة والقادرة على أن تحدثي نقلة نوعية وتساهمي في بناء المجتمع.

جمعية الأسر المنتجة مثال آخر للجمعيات النسوية في المحافظة والتي بحاجة إلى الدعم والاهتمام من قبل المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية.

ورغم أنها أساس الجمعيات النسوية والحرفية إلا أنها لاقت الإهمال والتهميش وشحة الدعم ما جعلها عاجزة عن القيام بأي دور نسوي يمكن المرأة السقطرية ويدعم نشاطاتها، إذ لم تسعفها الإمكانيات في انتشال وضعها وتفعيل دورها في تمكين المرأة.

تقف الجمعيات النسوية فاتحة بابها على أمل أن يأتي الطارق، فيعينها في تبني أنشطتها ورسائلها المجتمعية التي تستهدف تلك الشريحة من المجتمع، ولكن انتظارها يطول كما ترويه مديرة الجمعية نور خزيني لموقع “قشن برس”.

وتقول نور: كانت الجمعية  في فترة ما قبل أحداث الحرب التي تشهدها البلاد تقوم بعدد من المشاريع والأنشطة التدريبية التي استفادت منها عدد كبير من النساء في مختلف المجالات.

وكان مركز الجمعية يقيم دورات تدريبية للجمعيات الأخرى لكن في الفترة الأخيرة توقف الدعم وعلى أثره توقفت الأنشطة لعدم وجود موارد للمركز تمكنه من تنفيذ أنشطته المختلفة إضافة إلى هيمنة عدد من المؤسسات ذات الاختصاصات الأخرى على العمل النسوي.

وأثّر غياب التمويل على أداء الجمعيات، وتم تهميش العديد من الجمعيات والمؤسسات النسوية من العمل، وأصبحت تعاني من ذلك؛ فالكثير منها لم تستطع الصمود لشحة الإمكانيات ليكون مصيرها الإغلاق.

وأطلقت حزيني مناشدة للجهات المختصة والمنظمات المحلية والدولية النظر، لاستيعاب الجمعيات النسوية في مختلف المجالات، وتمكينها وتشجيعها لإيصال رسالتها في المجتمع.

اترك تعليقا