سقطرى.. جوهرة اليمن الفريدة بلا سياح

قشن برس- تقرير خاص

بات لافتا وملحوظا الوضع المأساوي الذي تعيشيه جزيرة سقطرى، في مختلف نواحي الحياة، بما في ذلك التراجع الهائل في إقبال السياح إليها بعد أن كانت قبل اندلاع الحرب وجهة مهمة للزائرين المحليين والأجانب.

والناظر إلى جزيرة سقطرى هذه الأيام، يلاحظها تعيش مرحلة حزن وهم، فلا خدمات حقيقية، ولا اهتمام حكومي، ولا وجود لسياح في جوهرة اليمن الفريدة.

ودخلت جزيرة سقطرى خلال الفترة  الماضية في مرحلة صراع بين الحكومة المعترف بها دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، ما أثر بشكل سلبي على الأرخبيل الحيوي.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، سيطر المجلس الانتقالي على الجزيرة، وبات المتحكم الفعلي فيها، وسط شكاوى من تراجع الخدمات وافتقار الجزيرة للسياح.

يقول مصدر محلي في سقطرى  ل”قشن برس” هناك أطراف قامت بتضييق الخناق على السياحة في الأرخبيل وحصارها بحراً وجواً”.

وأضاف:” انعكس الصراع في سقطرى سلبا على الجانب السياحي، متهما أطرافا في التحالف العربي الذي تقوده السعودية بعدم إعطاء تصاريح دخول لمن أراد زيارة الأرخبيل، ما جعل الجانب السياحي يعيش مرحلة احتضار”.

وأفادت مصادر في وكالات السياحة بسقطرى ل”قشن برس” بأن الوكالات تتلقى طلبات متكررة لزيارة الأرخبيل من قبل سياح محليين ودوليين، لكن تصطدم هذه الطلبات برفض منح التصاريح من قبل أطراف تابعة للتحالف(في إشارة للإمارات) “.

وقالت إن:” سقطرى تعيش مرحلة من العزلة في الوقت الحالي، بسبب عدم دخول الزائرين إليها”.

وذكرت المصادر أن:” توقف السياحة في سقطرى أثر بشكل كبير على المستوى المعيشي والاقتصادي فيها، حيث أغلقت الكثير من الوكالات والبرامج السياحية أبوابها، وتم تسريح العديد من الموظفين ، بعد أن كانت تعتمد هذه المؤسسات على القطاع السياحي بشكل أساسي”.

 محاولات وعراقيل

خلال السنوات الماضية حاولت السلطة المحلية في سقطرى بقيادة المحافظ رمزي محروس  إعادة نشاط السياحة رغم ضغوط وعرقلة دول التحالف.

واستطاع محروس إعادة النشاط السياحي إلى سقطرى بشكل نسبي، وبدأ السياح يتوافدون، فيما حركة الإقبال على الوكالات تزايدت، كما انتعش عمل الوكالات السياحية واستفاد من خلالها المواطن في تحسين دخله.

وبدأت الأنشطة السياحية حينها تعود تدريجياً، إلى حين ظهور جائحة كورونا مطلع العام الماضي، حيث توقف هذا القطاع.

وحاول  محروس، وفق مصادر محلية،  استخدام كل صلاحياته لإعادة النشاط السياحي إلى سقطرى رغم محاولات العرقلة من دول التحالف، وتحديداً الإمارات والسعودية، التي منعت السياح من القدوم إلى الأرخبيل، قبل أن بتفاقم الوضع بشكل أكبر بعد أحداث الانقلاب على مؤسسات الدولة والسيطرة على المحافظة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا.

وعبر مواطنون في سقطرى عن سخطهم مما وصفوه التدمير الممنهج لقطاع السياحة في جزيرتهم دون أن تبدي الحكومة أو سلطات الأمر الواقع تحركاً لمعالجة الأمر.

اترك تعليقا