إذاعة سقطرى وصوتها الوحيد..سنوات من الإغلاق والإهمال

قشن برس – سقطرى

مع احتفال الوسط الإعلامي بيوم الإذاعة العالمي، الذي يصادف 13 فبراير من كل عام، لاتزال إذاعة سقطرى تشكو الإهمال الرسمي، والمتعاقدون يناشدون الحكومة بسرعة إيجاد حل وإعادة الإذاعة للعمل.

وللعام الرابع على التوالي، لايزال بث المنبر الإعلامي الوحيد في أرخبيل سقطرى متوقفاً، حيث توقف البث لسنوات نتيجة لعطل فني في أحد الأجهزة، إضافة إلى عدم صرف مستحقات الموظفين للسنوات الماضية.

وتشكو إذاعة أرخبيل سقطرى الرسمية والوحيدة من الإهمال وعدم تلمس معاناة واحتياجات الإذاعة من قبل السلطات الرسمية أو المنظمات المانحة ما أدى إلى إعاقة الإذاعة ومنعها من القيام بدورها ورسالتها السامية في المجتمع من توعية وتثقيف وجعلها مبنى دون روح.

استبشر أهالي سقطرى في 2014  خيراً بتدشين انطلاق إذاعة أرخبيل سقطرى كأول وسيلة إعلامية تنقل صوت سقطرى، وعقدوا عليها الآمال في توثيق العادات والتقاليد والثقافة السقطرية إضافة إلى مناقشة القضايا المحلية التي يعاني منها المواطن في سقطرى.

لكن سرعان ما حلت الخيبة على المستمع السقطرى بتدهور الإذاعة شكلاً ومضموناً حيث قلّت عدد البرامج الإذاعية فيها كما تقلص نطاق بثها بسبب الأعاصير التي شهدتها سقطرى مؤخراً والتي دمرت أجهزة البث الخاصة بالإذاعة بعد أن كان بثها يغطي الشريط الجنوبي للمحافظة وصولاً لما نسبته 60% من جغرافيا الأرخبيل، قبل أن تتقلص شيئاً فشيئاً إلى مرحلة الإغلاق.

المتعاقد في الإذاعة عبد العزيز عامر، يوضح لـ”قشن برس” أسباب التوقف ومراحل الانتكاسة التي تعرضت لها الإذاعة من ضغوطات مالية إضافة إلى تعطل بعض الأجهزة وأصبحت الإذاعة عاجزة عن إعادة البث.

ويضيف: “وجهنا مناشدات متتالية للحكومة آنذاك أثناء زيارتها إلى المحافظة بقيادة رئيس الوزراء السابق، أحمد عبيد بن دغر، الذي وعد بالنظر في الموضوع ولو باقتراض مبلغ لحل الإشكالية.

وتابع: إلى اللحظة لازلنا نناشد الحكومة والمنظمات المانحة والإخوة في البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن لأخذ موضوع الإذاعة بجدية، واستشعار رسالتها السامية خاصة في ظل هذه الأوضاع الصحية التي يمر بها العالم والتي تتطلب توعية واسعة يمكن أن تقوم بها الإذاعة.

ولاتزال الإذاعة مغلقة ومستحقات الطاقم العامل متوقفة، بينما يحاول بعض الموظفين يزورون المبنى بين الحين والآخر لتفقد حال الأجهزة وصيانتها للحفاظ عليها من التلف، وأملاً في أن تعود للبث.

وعلى هذا الأمل ينتظر الطاقم والجمهور أن تعود الروح للإذاعة يوماً من الأيام ويعود صوت سقطرى يشدوا ويغرد من جديد كما يعبر عن حزنه من تغييب دورها نتيجة الإهمال الذي تعرضت له وعدم تجاوب الجهات المختصة والمنظمات المانحة لمعاناة الإذاعة وتجاهل دورها المجتمعي في جميع المجالات ماجعل الإغلاق خيارها الوحيد الذي لامفر منه وأغلقت الآمال التي كان يرى المواطن السقطري أن الإذاعة ستسهم في حلها.

ويضم المواطن السقطري مناشدتهم إلى جنب مناشدة عبد العزيز لدعوة الجهات المختصة والحكومة والمنظمات المانحة مطالبين إياهم بالنظر إلى الإذاعة بجدية واستشعار رسالتها المجتمعية سواء في التوعية أو الإعلام والتي تعزز روح البناء والتنمية في المحافظة.

بقيت أقسام الإذاعة مغلقه حبيسة الزجاج وبقي كادر الإذاعة مرمي به في الشارع، وتوقف الصوت الذي كان المواطن السقطري يتطلع لسماعه كل صباح لكن انتظار المستمع أمام المذياع  طال بعد أن طال الإغلاق والتجاهل للإذاعة التي بدأت تفقد جمهورها بعد أن تسلل اليأس إليه من عودة البث.

اترك تعليقا