“ديليشا” في سقطرى.. جاذبية فريدة وجمال يسر الناظرين

قشن برس- عفاف سيف

كانت لحظات تبدو فريدة ومشمسة، تبشر باقتراب الصيف، حين قررت الخروج الى شاطئ أرخبيل سقطرى.

كانت أقرب وجهة لي هي منطقة ديليشا، حيث تبعد عن عاصمة محافظة سقطرى مدينة حديبو حوالي 12 كيلو متر.

عند خروجنا من حديبو، وسيرنا في الطريق الساحلي، تأملنا بإعجاب جمال البحر وسحره، فحركات أمواجه تروي الكثير من الحكايات لرمال الشاطئ، وكأنها تقول سبحان من خلق الكون وأبدع.

ولقد مررنا بالميناء الذي يعد البوابة الرئيسية لوصول البضائع لهذه الجزيرة الحيوية، والمنفذ الوحيد للأهالي للخروج عند توقف الطيران، وحينها شاهدنا فيه بعض قوارب الصيد.

وعند اقترابنا من منطقة ديليشا ، تبدت لنا أكثر الأماكن الجميلة فيها.. فحين تنظر من نافذة السيارة ترى ذلك الشلال الرملي فتزداد إعجابا بالمكان.. فيما ذلك الشلال الأبيض يجعلك أكثر شوقا للوصول إليه.

عند وصولنا رأينا الأطفال حول الشاطئ يلعبون وهو يتفاعل معهم بأمواجه؛ فضحكاتهم حين يبللهم الموج تظفي للمكان حياة وجمالا وروعة مميزة. فالبحر تراه سعيدا بهم، والرمال قد أتت تتشوق كل يوم لرؤيتهم؛ فالطبيعة ذات الحسن والجمال تتفاعل معنا.. هكذا رأيتها تسر الناظرين.

أما الكبار رجالا ونساء، فيحكوا للبحر ما تكتنزه صدورهم من هموم، ويسردون أحلامهم بكل حرية.

وبعد دخولنا إلى المنطقة لم نجد مكانا مناسبا للجلوس، فقد امتلأت بالكثيرين. فديليشا تعتبر الخيار الأول لسكان حديبو، كونها تحوي المتنزه الوحيد في سقطرى.

عدنا إلى الطريق مجددا؛ ولقد قصدت أبعد نقطة في ديليشا وهو الشلال الرملي.. وفور وصولنا أخذتنا الدهشة وشاهدنا الجمال الحقيقي.

هنا وجدنا تلك القناة المائية التي يتدفق إليها البحر، ما جعل المكان يبدو ساحرا، وزاده جمالا. شاهدنا باهتمام ذلك الطائر الأبيض الصغير (النورس) وهو على الشاطئ وفي السماء، ما يضفي للمكان رونقا خاصا.

ورغم زيارتي لديليشا عدة مرات؛ لكنها كل مرة تزداد جمالا في نظري.. فشاطئها الهادي المليئ بطيور النورس يجعلك تنبهر بجماله، فيما رماله البيضاء تتلألأ وكأنها النجوم، وأصوات الموج تبدو كمقطوعة موسيقية تبث فيك السكينة والاطمئنان.. فتشعر بالراحة وتعود إلى بيتك وقد أحسست بطاقة إيجابية متجددة.

وما إن تشرع عين الشمس بإغماض جفونها معلنة بدء نومها، حتى تغرق بجسد البحر , وكأنها حجر عقيق ضخم قد تلاشت عناصره فوق الماء ويصبح المكان في ديليشا وكأنه لوحة فنية فائقة الجمال.

وجزيرة سقطرى في مجملها، تعتبر لؤلؤة البحر وهبها الله جمالا خلابا؛ لذلك لا تتفاجأ من روعة مناطقها، ففيها العديد من الأماكن التي تدهشك كل مرة.

لا أحد يستطيع وصف جمال هذه المنطقة بشكل كلي.. فكل العبارات لا تكفي، ولا يقدر على رسمها فنان مهما كانت مهارته.

اترك تعليقا