(طحرر).. ماعز بري في سقطرى يواجه مخاطر الانقراض

قشن برس- خاص

تواجه سقطرى أكثر مناطق العالم غرابةً، الكثير من التهديدات التي تضع تنوعها الحيوي الفريد في قائمة الخطر وسط تجاهل سلطات البلاد الرسمية وغياب دور المنظمات الدولية.

وسقطرى، أرخبيل مؤلف من أربع جزر، تقع في المحيط الهندي، وعلى مقربة من خليج عدن. تفصلها مسافة 300 كم عن الساحل اليمني، في حين تبعد مسافة 350 كم عن شبه الجزيرة العربية جنوباً.

وتُعتبر سقطرى من أهم الجزر في العالم، وهي مُسجلة عالمياً في اليونسكو؛ لكثرة التنوع الحيوي والبيولوجي فيها.

وتوجد في الأرخبيل الآلاف من الماعز السقطري المميز الذي ينتشر في الجبال والأودية، ومن ضمنها الماعز السقطري (طحرر دمورهم) البري.

ويفيد خبراء محليون أن هذا النوع من الماعز ينفرد بسرعته الفائقة في العدو، بالإضافة إلى أنه يسكن في مناطق شاهقة وخطيرة بعيدا عن الإنسان.

ويقول الباحث في التراث السقطري “أحمد الرميلي”، إن الماعز السقطري (طحرر دمورهم) مهدد بالانقراض، ولا وجود له حاليا إلا في بعض جبال المنطقة الغربية من سقطرى، وبأعداد محدودة.

ويشير إلى أن (طحرر) هو نوع جبلي شرس، سريع العدو والجري، ومن الصعب الإمساك به. ويختلف عن النوع العادي المعروف والشائع في الأرخبيل.

ويضيف الرميلي أن هذا الماعز كان متواجداً بكثرة منذُ زمن قديم وهو يعد ملكاً مشاعً للجميع، وللكل الحق بذبحه إن ظفر به.

ويرى أن هذا النوع من الماعز يتعرض للصيد الجائر بسبب أنه نوع مشاع بين عامة الناس وليس ملكا لأحد، وغياب الدور الرسمي الذي يفترض أن يضع حلولاً وإجراءات تحافظ عليه وتنقذه من الانقراض.

ويذهب الباحث الرميلي إلى أن السبب الآخر الذي يهدد هذا الماعز بالانقراض هو انعدام أماكن الرعي بسبب تأخر موسم الأمطار وتعرض الأرخبيل في بعض المواسم للقحط والنوازل.

من جهته يذهب الأكاديمي السقطري أحمد سالم العامري إلى أن الماعز السقطري (طحرر دمورهن) ليس نوعا متفرداً دون بقية الماعز حتى نحكم عليه بالانقراض، لكنه ينفرد بسرعته الفائقة في الجري، ويسكن في مناطق شاهقة وخطيرة.

ويقول “العامري” إنه نظرا لأن هذا الماعز لا يجد الماء بشكل متواصل، فقد صار هضيم البطن ويرى كأنه أطول من غيره ولذلك جاءت تسمية دمورهن من ملاسة جلده وذيله وخفة حركته.

ويشير إلى أن هذه الأنواع من الماعز كانت شاردة من أصحابها أو لا يعرف لها صاحب، وبالتالي من الصعوبة الإمساك بها فهي تتوالد دون أن يتعرض لها الناس.

يتابع: أما حاليا خفت هذه الأنواع نظرا لامتلاك الناس أدوات وحيل تستطيع الإمساك بها، وكذلك كثرة الطلب على اللحوم جعل الناس يحاولون الإمساك بالماعز الشارد وبيعها حتى يستطيعوا الابقاء على الماعز الأليف.

اترك تعليقا