واجهت الصعاب وحققت الكثير من أحلامها..سميرة سالم رائدة الإعلام في المهرة (سيرة ذاتية)
قشن برس- عفاف الاباره
أن تمتلك حلماً سامياً تسعى لتحقيقه؛ فذلك يعد بمثابة جواز سفر من نوع خاص، ينقلك إلى المستقبل الذي تود التوجه إليه.
هذا هو لسان حال الإعلامية في محافظة المهرة سميرة سالم عوض، التي استطاعت تحقيق العديد من أحلامها رغم التجارب الصعبة وأوجاع العوائق التي وقفت في طريق الحلم.
سميرة ولدت في منطقة العبري بمحافظة المهرة، عام 1984، وعاشت مراحل كفاح متعددة في حياتها، ابتداء من المرحلة المدرسية الأساسية، إلى هواية الإعلام في الإذاعة المدرسية، حتى خوض تجارب تعليمية وإعلامية واجتماعية متعددة، وصولاً إلى إدارتها أول راديو مجتمعي في المهرة.
تلقت سميرة تعليمها الأساسي في مدرسة صلاح الدين الأيوبي بمنطقة العبري، ثم أكملت المرحلة الثانوية في مدرسة بلقيس للبنات بمديرية الغيضة عاصمة محافظة المهرة.
تحكي سميرة بعض التجارب لفريق “قشن برس” الذي أراد تعريف القارئ بقصة نجاح وكفاح لامرأة مهرية خاضت تجارب متعددة في سبيل تحقيق الحلم.
تقول سميرة ” كانت مادة الفقه الإسلامي من المواد المدرسية التي أحبها كثيراً في كل مراحلي التعليمية.. كنت أحصل فيها درجات ممتازة” .
وأضافت “كان لدي طموح في البداية أن أصبح أخصائية نفسية أو اجتماعية، لكثرة تأثري بالدكتور النفساني طارق الحبيب.. لقد كنت معجبة جدا بأسلوبه في الطرح النفسي، وتمنيت لو كان هناك تخصص بهذا القسم في المهرة كي التحق به”.
مواقف محزنة
للكثير منا مواقف حزينة ومأساوية قد نواجهها في مسيرة حياتنا؛ فلا مستقبل مشرق دون صعوبات في الماضي أو عوائق في حاضر الشخص.
تتحدث سميرة عن مواقف كانت محزنة لها قائلة”: عند التحاقي بالكلية لأول مرة، اخترت تخصص اللغة الإنجليزية رغم أني لا أحبها كثيراً.. فقط التحقت بالقسم بسبب أن أغلب زملائي في المرحلة الثانوية قرروا دخول هذا التخصص”.
أضافت “استمريت فقط في فترة الفصل الدراسي الأول ، ثم قررت الخروج من قسم الإنجليزية ، ودخلت قسم الدراسات الإسلامية.. كنت أحب جميع مواد الدراسات الإسلامية خصوصاً مادة الفقه، وأكملت الفصل الدراسي الأول بتقدير جيد جدا “.
وتروي بعض الصعوبات التي واجهتها في الجامعة “مع بداية الفصل الدراسي الثاني تعرضت لظروف صحية أجبرتني على تعليق الدراسة لمدة سنتين”.
” عندما عدت لإكمال الفصل الدراسي الثاني، رفضت الكلية مواصلة تعليمي، مشترطة تقديم ملف جديد ووثائق ورسوم جديدة”.
تتابع سميرة “ماكان يحزنني في ذلك الوقت أن زميلاتي وزملائي في دفعتي قد تخرجوا قبلي بثلاث سنوات؛ ولكني اجتهدت، وحرصت كثيراً على إكمال تعليمي حتى التخرج من الكلية “.
وحول أكثر المساندين لها تروي سميرة “كان أهلي أكثر الناس تشجيعاً لي، إضافة إلى الدكتور عادل باسدس.. كان رائعا جداً ويشجعنا على العلم”.
مسيرة الإعلام
فيما يتصل بحكاية مسيرة سميرة الإعلامية، تقول “حينما كنت في المستوى الثاني الجامعي، أبلغت إذاعة المهرة المحلية طلاب الكلية بأن هناك إمكانية الالتحاق بها لمن هو قادر على التقديم الإذاعي “.
وأشارت إلى أنها كانت حينها من بين الأشخاص الذين لديهم هواية في التقديم الإذاعي”كنت أشارك في الكلية بتقديم محاضرات وندوات، ولدي أسلوب مؤثر في التقديم، سواء تقديم دروس أو محاضرات، وقبلها تقديم الإذاعة المدرسية”.
تردف سميرة “حتى في أوساط مجتمعنا في الحارات، كنت أقدم محاضرات وندوات ودروس تربوية وتوعوية..لدي أسلوب مؤثر لكن ليس لي قدرات اللغة العربية الفصحى”.
ونتيجة لهوايتها وقدراتها في التقديم الإذاعي، تم قبول سميرة للعمل في إذاعة المهرة.
كانت تعمل مساهمة في يومي الجمعة والسبت(الإجازة الأسبوعية)، وتعد برنامجاً اجتماعياً أسريا، إضافة إلى قراءة نشرات الأخبار..وبعد تخرجها من الكلية، كانت مساحة حظها تتسع في الالتحاق الكامل بالإذاعة.
وبالفعل قرّر مدير عام الإذاعة حينها علي عمر الآنسي، بأن تصبح سميرة مذيعة دائمة بدوام رسمي في الإذاعة، وفي العام 2012 تم توظيفها رسمياً في الإذاعة بناء على قرار حكومي من وزارة الخدمة المدنية والتأمينات.
في مشوارها الإذاعي، استطاعت سميرة أن ترتقي وظيفياً، حيث تم تعيينها نائبة مديرة إدارة البرامج، وفي ٢٠١٥، تم تعيينها بقرار رسمي من المحافظ نائبة المدير العام ومديرة إدارة البرامج.
تشعر سميرة بسعادة كونها حققت أحلاما وظيفية مهمة “أصبح العمل الإعلامي حاليا جزءا من شخصيتي، بعد أن كان هواية، وصرت محبة للعمل الإعلامي بشكل كبير.. وجدت أن الإعلام يؤدي رسالة سامية”.
راديو تواصل المجتمعي
بعد أن تدرجت في سلم الوظيفة الحكومية بإذاعة المهرة؛ نجحت سميرة في تأسيس راديو تواصل المجتمعي (غير حكومي).
تشير سميرة إلى أنه من خلال حبها للأعمال المجتمعية الطوعية، جاءت فكرة إنشاء راديو تواصل، سميرة قدمت شكرها لمنظمة “إنتر نيوز” التي دعمت الراديو، بجهاز بث إذاعي ومكسر صوت.
تتابع”: قمنا باستئجار غرفة واحدة فقط في بداية البث، في 1 أبريل/نيسان ٢٠٢٠،.. حققت سميرة نجاحاً بنسبة ٧٠ % في مشروع الراديو الذي تم فيه تقديم العديد من البرامج، والحملات التوعوية بفيروس كورونا.
وكشفت عن خطة الراديو للعام الجاري ٢٠٢١ لجذب جمهور أكبر وتوسيع فترة البث الإذاعي، وتحدثت عن العوائق التي تواجه العمل في الإذاعة قائلة: أكثر مايعيق عملنا هو ضعف شبكة الإنترنت، الذي يعمل على تأخير نشر الأعمال الإذاعية أولاً فأول، واختتمت سميرة حديثها برسالة لليمنيين بأن يقفوا صفاً واحداً، ويعملوا سوياً لبناء الوطن من جديد.