المهرة.. مكونات شبابية وقبلية تعترض على تسمية 8 مدارس بأسماء مدن سعودية
قشن برس- خاص
أحدث قرار صادر عن مكتب التربية بمحافظة المهرة يقضي بتسمية عدد من المدارس حديثة النشأة بأسماء مدن سعودية الكثير من الانتقادات الشعبية الرافضة للقرار الذي اعتبروه جاء بضغوط من المملكة العربية السعودية.
وقال مدير مكتب التربية بالمحافظة في القرار إن تسمية المدارس جاء بعد الاطلاع على القانون رقم (45) لسنة 1992 بشأن القانون العام للتربية والتعليم، بالإضافة إلى القانون رقم (37) لسنة 1998 بشأن قانون المعلم والمهن والتعليمية.
وجاء في القرار أسماء المدارس الممولة من برنامج الإعمار السعودي (مدرسة الدمام – مدرسة الرياض – مدرسة الدرعية) وتقع بمديرية الغيضة، بالإضافة إلى مدرسة “أبها” بمديرية حصوين، ومدرسة “تبوك” في “قشن” ومدرسة “المدينة المنورة في سيحوت، ومدرسة الطائف بـ “المسيلة” ومدرسة مكة المكرمة بمحمية “حوف”.
وحصل موقع “قشن برس” على رسالة موجهة من مدير مكتب البرنامج السعودي بمحافظتي حضرموت والمهرة إلى محافظ المهرة “محمد علي ياسر” في الـ 28 من شهر ديسمبر الماضي يجيب فيها على طلب سابق للمحافظ حول تسمية المدارس.
وقال في الرسالة إن البرنامج سبق وأن اقترح أسماء للمحافظ السابق “راجح باكريت وعلى ضوئها تم اعتماد أسماء المدارس وتوقيع مواثيق التسليم الخاصة بها من قبل البرنامج والسلطة المحلية.
تنمية أم تواجد عسكري؟
واعتبر نشطاء حقوقيون ما يقوم به البرنامج السعودي من ضغوط على السلطة المحلية الحالية بناء على اتفاقات مع محافظ سابق ابتزاز خطير وانتهاك صارخ يضع المحافظ الجديد في موقف محرج أمام الشعب الغاضب من الخطوة الاستفزازية.
وتتواجد القوات السعودية بمحافظة المهرة الآمنة والبعيدة عن الحرب منذُ نهاية 2017، بحجة “تعزيز الأمن ومكافحة عمليات التهريب وبناء مشاريع خدمية” لكن الغالبية العظمى داخل المحافظة تصفها بالاحتلال وأسست ضدها حراكا شعبيا تحت مسمى لجنة الاعتصام السلمي في مايو/أيار 2018.
وبالتزامن مع ردود الأفعال الغاضبة نشر مركز المهرة الإعلامي (حكومي) تقريرا موسعا عن المشاريع التي ينفذها البرنامج السعودي للإعمار لمختلف القطاعات المدنية والتنموية والأمنية والعسكرية والبنية التحتية في محافظة المهرة.
وقال التقرير إن البرنامج السعودي أقام بمحافظة المهرة وحدها عدد “53” مشروعًا ومبادرة حتى الآن، إضافة إلى عدد من المشاريع قيد التنفيذ من ضمنها إنشاء مدنية الملك سلمان الطبية والتعليمية.
وتطرق التقرير إلى قيام البرنامج السعودي بإنشاء 8 مدارس نموذجية تلبي احتياج 10952 مستفيد، في عدد من مناطق المحافظة دون ذكر الأسماء التي وردت في وثيقة مكتب التربية والتعليم.
وتعتبر القبائل بالمحافظة أن إعادة الإعمار مبرر تستخدمه السعودية لمنح نفسها مشروعية البقاء والتواجد في محافظة المهرة لإحكام قبضتها على المحافظة الاستراتيجية الواقعة على بحر العرب والحدودية مع سلطنة عمان.
لجنة الاعتصام تهدد بالتصعيد
وعبرت لجنة الاعتصام السلمي في بيانا لها عن بالغ قلقها إزاء مساعي السعودية لفرض تسميات على المدراس التي قام البرنامج السعودي بإنشائها في محافظة المهرة.
وأفادت أنها لن تقف ضد أي عملية تنموية ومساعدات تقدم للمحافظة، بل تشجع أي مبادرات لتقديم العون للمهرة بما يخدم الصالح العام بعيدا عن أي أجندة مشبوهة و “منّ وأذى”.
وأكدت أنها ترفض التسميات التي يسعى ما يسمى البرنامج السعودية لفرضها على المدراس بالمحافظة، كونها تستهدف الهوية وتكشف حجم الإسفاف والنوايا في التعامل مع المهرة وكأنها محافظة سعودية.
ودعت في بيانها السلطة المحلية إلى مراجعة هذا الأمر وعدم السماح بتنفيذه.
وأشارت إلى أنها سبق وحذرت مبكرا من الجهة التي أنشأت هذه المدراس وأن تلك المشاريع تأتي في إطار تنفيذ أجندة احتلالية وضحت معالمها حاليا لمن غابت عنهم سابقا.
وبينت أن التوقف عن التصعيد خلال الفترة الماضية كان بسبب ظروف جائحة كورونا وتقديرا لجهود السلطة المحلية لحلحة الأمور وتراكمات السلطة السابقة، مؤكدة في الوقت ذاته أنها مستعدة وجاهزة لاستئناف نشاطها في أي لحظة لتحقيق أهدافها التي تأسست من أجلها في الدفاع عن السيادة الوطنية والحفاظ على مؤسسات الدولة الرسمية.
من جانبه اعتبر الناشط الشبابي “علي مبارك” قرار التربية والتعليم بالمحافظة تسمية المدارس بأسماء مناطق ومدن سعودية انتهاك صارخ يضاف إلى جملةً من انتهاكات الاحتلال السعودية للسيادة الوطنية في المهرة.
وأضاف أن “تسمية المدارس بهذه الأسماء مرفوض، ودلالاته واضحة وصريحة ولن يقبله كل وطني حر”. مطالبا في الوقت ذاته مكتب التربية والسلطة المحلية بالتراجع عن هذا القرار ورفض المشاريع الممولة من البرنامج السعودي إذا كانت مشروطة بهذه الشروط التي تعزز من وجودهم الاحتلالي وبما يخل بالسيادة الوطنية.
مستفزة وسلبية
وشكر النائب في البرلمان “شوقي القاضي” السلطات السعودية على جهودها في بناء 8 مدارس في المهرة، لكنه تمنى أن يكون خبر تسميات تلك المدارس في المذكرة غير صحيح، ويرجو أن تكون المذكرة فوتوشوب.
وأضاف: “في حال كانت تلك المذكرات والوثائق صحيحة- وهي لا تليق بمن أسماهم الأشقاء لأنها مستفزة وآثارها على نفوس اليمنيين سلبية.
وقدم القاضي مقترحا بأسماء 3 مدارس من المدارس الثمان لتلافي الخلل مثل “مدرسة الرياض، مدرسة مكة المكرم، مدرسة المدينة المنورة” وهي بحسب تعبيره تسميات نعتز بها على غرار مدارسنا العظيمة: ثانوية الكويت، عبد الناصر، وهكذا.
وتابع: أما بقية أسماء المدارس الـ(5) فمن حق قيادة المحافظة ومكتب التربية أن يختاروا لها أسماء يخلدون فيها عظمة المهرة وتاريخها وانتماءها، وأقترح عليهم للتفكير والنقاش:
4) مدرسة المهرة النموذجية
5) مدرسة اليمن السعيد
6) مدرسة الوحدة اليمنية
7) مدرسة عدن
8) مدرسة صنعاء
(3-1) شكراً لأشقائنا في البرنامج #السعودي تكرَّموا ببناء (8) مدارس في #المهرة ولكن الذي أتمناه هو أن يكون "خبر تسمياتها" في المذكرة المُرفقة غير صحيح، وأرجو أن تكون المذكرة فوتوشوب، لأنها ـ إن كانت صحيحة ـ لا تليق بأشقائنا لأنها مستفزة وآثارها على نفوس اليمنيين سلبية، و… [يتبع] pic.twitter.com/rxtaqLdyO6
— @shawkialkadhi شوقي القاضي (@shawkialkadhi) January 3, 2021