المرأة المهرية في 2020.. حضور كبير ومشاركة فاعلة في ترشيد المجتمع وتطويره

 قشن برس- نور عبدالعزيز

قدمت المرأة المهرية خلال العام 2020 الكثير من النماذج الرائدة في بناء الإنسان وتطوير التنمية ومشاركة الرجل في قضايا المحافظة المصيرية.

وتتقلد المرأة في المحافظة الكثير من المناصب الحكومية، بالإضافة إلى أنها تقود الكثير من الأعمال النقابية وتترأس جمعيات مدنية في المجالات الخيرية والصحية وحقوق الإنسان وغيرها.

ومنذُ إعلان منظمة الصحة العالمية رسميًا في 30 يناير من العام 2020 أن تفشي الفيروس يُشكل حالة طوارئ صحية عامة تبعث على القلق الدولي، وأكدت تحول كورونا إلى جائحة يوم 11 مارس؛ بدأت المرأة المهرية تخرج من دائرة اختصاصاتها المدنية أو الرسمية إلى الشارع لتكون في مقدمة الصفوف المكافحة للوباء في أوساط المجتمع.

وظلت المحافظة واليمن بشكل عام في حالة ترقب أكثر من شهرين دون تسجيل أي إصابة بالوباء حتى يوم الـ 10 من شهر إبريل والذي أُعلن فيه عن أول حالة إصابة بالفيروس بمحافظة حضرموت المجاورة لمحافظة المهرة.

وعقب الإعلان أشارت وكيلة المحافظة “خديجة باكريت” إلى الدور المحوري الذي يقع على عاتق المرأة في مواجهة فيروس كورونا ومنع انتشاره انطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية والأسرية، ودعما لجهود السلطة المحلية بالمحافظة في مجابهة الوباء.

لتكن المهرة خالية من كورونا

في السابع عشر من شهر إبريل دشن المحافظ “محمد علي ياسر” أول حملة توعوية بمخاطر الوباء تحت شعار ” لتكن المهرة خالية من كورونا ” بمشاركة الإدارة العامة لتنمية المرأة.

وقالت حينها مديرة الإدارة “لبنى كلشات” في تصريح لـ “قشن برس”،  إن حملة “لتكن المهرة خالية من كورونا” تهدف إلى توزيع حقائب صحية، وتنفيذ الرش والتعقيم في جميع مديريات المحافظة.

وأشارت كلشات إلى التفاعل الكبير للمرأة في محافظة المهرة، الذي تسعى من خلاله للاستفادة من هذه الحملات من أجل حماية نفسها وأسرتها من فيروس كورونا. وأضافت أن الدعم الذي يغطي تلك الحملات جاء بجهود ذاتية.

وبالتزامن مع الحملة، أعلن مدير عام مكتب الصحة والسكان بالمحافظة عوض مبارك، في الـ 12 من شهر مايو عن تسجيل أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد «كوفيد-19».

وشدد مدير مكتب الصحة على أهمية أخذ الحيطة والحذر وتجنب التجمعات والالتزام بالتعليمات والإجراءات الاحترازية؛ لمجابهة فيروس كورونا.

واستمرت حملات التوعية بعد ظهور إصابات بالفيروس داخل المحافظة، مع التقيد بالإجراءات الاحترازية وحالات الحظر التي أعلنت عنها السلطات المحلية داخل المحافظة.

معاً لنحاول

وفي أواخر شهر يونيو، دشنت المبادرة الشبابية “معاً لنحاول” بقيادة شخصيات بارزة من نساء المحافظة، وبمشاركة العشرات من المتطوعين والمتطوعات، والتي تهدف إلى نشر معلومات إرشادية صحية للمواطنين في مختلف مديريات المحافظة حول مخاطر فيروس كورونا.

وقالت مشرفة المبادرة “انتصار عوض مبارك” في تصريح لـ “قشن برس” إن الحملة حققت نجاحاً واسعاً نتيجة التفاعل الشعبي والرسمي الواسع معها.

وأكدت أن فريق المبادرة قام بزيارات لمكتب الصحة والسكان وإدارة التثقيف والإعلام الصحي، ومكتب النظافة والتحسين، ومكتب الأوقاف، ونائب مدير إدارة الأمن بالمحافظة، بالإضافة إلى مدراء المديريات ولجان الطوارئ، حيث كان التفاعل كبيراً مع المبادرة، مما زاد حماس القائمين والقائمات على الحملة.

كما دشنت مؤسسات وجمعيات أخرى الكثير من الحملات التوعوية بمخاطر كورونا، ومن ضمنها مؤسسة “فينا خير” التي أطلقت حملة “طهر بيتي” وقامت بالكثير من البرامج التوعوية والإرشادية التي تدفع المواطن للاحتراز من مخاطر الوباء.

سرطان الثدي

وفي أكتوبر الوردي دشنت وكيلة المحافظة خديجة باكريت ومدير مكتب الصحة عوض مبارك سعد الحملة التوعوية لمكافحة سرطان الثدي في نسختها الثانية.

وجاءت الحملة ضمن أنشطة شهر “أكتوبر الوردي” تحت شعار (لأننا نهتم) وتنفذها مؤسسة فينا خير بالتعاون والتنسيق مع مكتب الصحة والسكان وبدعم من السلطة المحلية بالمحافظة.

وقالت المديرة التنفيذية لمؤسسة “فينا خير” للتنمية “فاطمة خوار”، إن نسبة الوعي لدى المرأة المهرية بأهمية أجراء فحوصات عاجلة لسرطان الثدي لا تزال ضعيفة.

وأفادت خوار أن حملة التوعية بالمرض تهدف إلى التوعية بمخاطر المرض وأهمية الإسراع في الكشف عنه عبر الفحص المخبري وتفادي مضاعفاته المستقبلية في حال ثبتت الإصابة.

وخلال فعالية الاختتام التي شهدتها مدينة الغيضة عاصمة المحافظة في 31 من شهر أكتوبر قالت خوار” إن الحملة قامت بتوعية أكثر من ألف امرأة، حول المرض وأهمية الفحص المبكر لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد يسببها.

العنف ضد المرأة

وفي الـ 25 من شهر نوفمبر الذي يصادف “اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة”، من كل عام ويعد شكلا من الأشكال الخطيرة لانتهاك حقوق الانسان، قالت مديرة إدارة تنمية المرأة بالمهرة، لبنى كلشات إن السلطة المحلية في المحافظة تقف ضد تعنيف المرأة في أي مكان، وضد العنف بكل أشكاله، وتتمنى أن تختفي كل مظاهر العنف ضد أيٍ كان.

وأضافت، في تصريح خاص لـ”قشن برس” أن إدارة تنمية المرأة تدعم وتساند كل الأنشطة والفعاليات التي تهتم بقضايا المرأة وجوانب الدفاع عن حقوقها ورفع الظلم عنها.

وتحدثت سميرة سالم مديرة إذاعة تواصل المجتمعية بمحافظة المهرة عن الإعلام المسموع، ودوره المحوري في إيصال صوت المرأة للمجتمع.

وأشارت سالم إلى أهمية أن يركز الإعلام المسموع على دور المرأة في المجتمع، وأن تكون ضمن برامج الإذاعات التوعوية الهادفة التي تؤثر في أوساط المجتمع.

ودعت إلى الوقوف مع قضايا وحقوق المرأة، لأنها تحمل دوراً كبيراً، وهي نصف المجتمع، وينبغي أن يفتح لها المجال في المشاركة بشكل أكبر في بناء المجتمعات وتطويرها والدفع بها نحو الأمام. 

العمل التطوعي

وفي شهر ديسمبر أطلقت الإدارة العامة لتنمية المرأة حملة العمل التطوعي ودوره في تعزيز ثقافة التعاون في أوساط المجتمع.

واستهدفت الحملة عددا من مدارس المحافظة، وركزت على البرامج الطلابية خلال طابور الصباح، وتم خلالها توزيع برشورات، تعدد فوائد العمل التطوعي داخل المجتمع.

وقالت “انتصار عوض مبارك إن الإدارة العامة لتنمية المرأة بالمهرة ممثلة بالأستاذة لبنى صالح كلشات تولي التشجيع على العمل التطوعي داخل المجتمع أهمية كبيرة لكل الفئات العمرية ومن ضمنها طالبات الثانوية.

وشددت “مبارك” على أهمية تعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية بين الطبقات الاجتماعية المختلفة، والقيام بالدور الذي يخلق روح التكافل والتضامن الاجتماعي بين الناس.

طاليات في إحدى مدارس مدينة الغيضة- قشن برس

حملة التوعية بمخاطر الظواهر السلبية

وفي الخامس عشر من شهر ديسمبر من العام 2020 دشن محافظ المهرة حملة التوعية بمخاطر الظواهر السلبية وأثرها على المجتمع، والتي استهدفت عموم مديريات المحافظة.

واستمرت الحملة من 15 إلى 30 ديسمبر 2020م، والتي نفذها قطاع المرأة وبعض المكاتب الحكومية ومنظمات المجتمع المدني تحت إشراف مكتب الوكيلة المساعدة لشؤون المرأة الأستاذة خديجة باكريت.

وركزت الحملة على التوعية بمخاطر خمس ظواهر سلبية تغزو المجتمع المهري، وهي “تعاطي المخدرات والتسول وحمل السلاح، وإطلاق النار في المناسبات، وسوء استخدام برامج التواصل الاجتماعي، التسرب من التعليم”.

وتنفذ الحملة من خلال المساجد والمدارس والجامعات والأندية الشبابية من خلال النزول وإقامة الندوات التوعوية ونشر الوعي عبر الوسائل الإعلامية.

وكان للمرأة في كافة مديريات المحافظة دور كبير في إقامة الأنشطة والبرامج التوعوية والمحاضرات الهادفة التي تشجع السكان وخاصة شريحة الشباب على ترك تلك العادات السيئة التي تعود عليهم بالأضرار، وتشجيعهم على مواصلة تعليمهم والاستفادة من أوقاتهم في تطوير قدراتهم والدفع بالمحافظة نحو التطور والبناء.

اترك تعليقا