ناشط مجتمعي يناشد الرئاسة والمنظمات الدولية بالتدخل لمعالجة كارثة النفايات في سقطرى

قشن برس – خاص

ظاهرة تراكم النفايات في مدينة “حديبو” عاصمة سقطرى قضية قديمة حديثة مازالت تشوه وجه الأرخبيل الجميل، والجنة الطبيعية المحمية من قبل اليونسكو.

مؤخرا زاد معدل تراكم النفايات، حيث تمددت نحو أزقة وشوارع العاصمة حديبو، والقاذورات تتوزع على أحياء المدينة، لتمحو جمالها وتفسد هواءها، وتنتزع البهاء الذين لطالما عرفت به سقطرى ومدنها.

تقول مؤلفة دليل السفر إلى سقطرى– “هيلاري برادت” بمجرد وصولي إليها، فاقت سقطرى التوقعات. لقد وقعنا في حب أشجار بجسدها الزجاجي الممتلئ ولحائها الذهبي. أشجار من المستحيل عدم تجسيدها. لقد انبهرنا بالنسور المصرية الأنيقة التي كانت تحوم حولنا أملاً في الحصول على فتات الطعام، وبحثنا عن الطيور والزواحف المتوطنة في الجزيرة، وتسلق البعض منا مسافة 400 متر فوق الكثبان الرملية البيضاء الفضية.

وتذهب إلى أن هناك ما يعكر صفو جمال الجزيرة، مثل تلك القمامة، خاصة البلاستيك، “كانت القمامة مروعة وتتراكم على الشواطئ (كنا نقوم بعمليات تنظيف دورية)، كما أنها تملأ شوارع حديبو، العاصمة، التي لا تحتاج إلى من يزيدها قبحاً” بحسب برادت.

ويحذر مختصون في مجال البيئة من كارثة وشيكة بسبب كثرة النفايات في شوارع العاصمة حديبوه، حيث تهدد تلك النفايات بانتشار الحميات المسببة للأمراض والأوبئة القاتلة، لاسيما في فصل الشتاء، حيث تتكاثر البعوض والجراثيم والحشرات الناقلة للأمراض؛ في ظل عدم وجود إمكانيات طبية لمكافحة هذه الأوبئة الوشيكة.

ويرى رئيس جمعية سقطرى للأحياء الفطرية “ناصر عبدالرحمن” أن النفايات في مديرية حديبوه من الملفات الشائكة التي تعاني منها المديرية منذ أمد بعيد.

ويؤكد عبدالرحمن في تصريح لـ “قشن برس”، أن جميع السلطات المحلية المتعاقبة فشلت في إعطاء حلول جذرية لمشكلة النفايات، وكل الحلول التي تم اتخاذها ترقيعية ومؤقتة، ومع انتهائها تعود المشكلة بشكل أكبر تدفع ثمنه الحياة الطبيعية في الأرخبيل.

يتابع أن “النفايات أثرت بشكل كبير على منظر المدينة، بالإضافة إلى أنها سبب رئيسي لانتشار الأمراض المعدية والبعوض وانبعاث روائح كريهة”.

ويشير عبدالرحمن إلى وجود تجمع كبير للنفايات أمام كليتي التربية والمجتمع تنبعث منه روائح كريهة، وهو منظر غير لائق خاصة أنها أمام صرح علمي.

وناشد رئاسة الجمهورية وكل المنظمات الدولية بدعم البنية التحتية لأرخبيل سقطرى وإيجاد آليات ومقالب خاصة بالنفايات، تساعد في الحفاظ على بيئة سقطرى كونها موقع تراث عالمي، وتتمتع بتنوع حيوي فريد يقصده الزوار من كل بقاع العالم.

وحول الأنشطة التي تقوم بها جمعية سقطرى للأحياء الفطرية يؤكد “عبدالرحمن” أن الجمعية “نفذت العديد من الحملات المجتمعية للنظافة، لكنها حملات مؤقتة، والمشكلة بحاجة إلى اهتمام رسمي خاص يضع لها حلولا جذرية، ونحن دورنا يكمن في الجانب التوعوي”.

وتحدث عن حملات توعية ستقيمها الجمعية خلال الفترة المقبلة حول مخاطر النفايات على الجانب الصحي، بالإضافة إلى حملات مجتمعية لتشجيع المجتمع على المبادرة في تنظيف المدن ومساعدة مكتب النظافة.

اترك تعليقا