“ديطوح”.. عذراء المحميات ومستودع الأحياء البحرية في سقطرى

قشن برس- منصور شعبان

تمثل محمية “ديطوح” في أرخبيل سقطرى لوحة جمالية فريدة، حيث تحرسها الجبال من الجنوب، والبحر  من الشمال، فيما الخور يعيش في قلبها.

تقع هذه المحمية الجميلة تحديدا في مديرية قلنسية شمال غربي أرخبيل سقطرى على المحيط الهندي.

وقد جرى إدراج خور هذه المحمية كموقع هام للأراضي الرطبة حسب اتفاقية رامسار الدولية في 10 أغسطس 2007.

وتحيط اليابسة بالمحمية من الجنوب، والجنوب الغربي، والجنوب الشرقي، بالإضافة إلى المناطق الرملية المحيطة بها شمالا وفي الشمال الغربي باتجاه البحر. ويعتبر الخور أهم ما يميز محمية ديطوح.

وتشكل المحمية نموذجاً لبيئات بحرية في مياه أقل عمقا من تلك الموجودة في البحار، ما يزيد من حساسية هذه البيئات.

وينفرد الخور بتنوع بحري فريد من نوعه، غير منتشر بشكل كبير في مناطق الأرخبيل الأخرى، والبعض منها غير موجود أي في مكان غير المحمية، وتعمل بالتالي تلك البيئات على دعم العديد من الأحياء البحرية.

ولا يوجد ارتباط بيئي للبيئات الأخرى مع المحمية وذلك نتيجة لبعدها، ولكن يمكن الإشارة هنا إلى إمكانية وجود ارتباط بيئات الخور بالبيئات الرملية والقريبة من المحمية.

ويصنف السكان محمية ديطوح إلى عدد من المناطق؛ اعتماداً على نوع الموائل، والتي توثر على توزيع المجاميع الحية، وهي: “الرمال الصافية” وتعرف بأنها رمال خشنة صافية في مياه ضحلة تقع مباشرة إلى الخلف من الرمال الفاصلة بين البحر والخور، يصل عمقها  إلى مترين وتوجد فيها أسماك السفن، وبشكل خاص يوجد سمك “لما” (Taeniura lymma) بالإضافة إلى النوع “ورنك” واسمها العلمي (Himantura uarnak) ويعتبر هذا النوع من الأسماك النادرة في “سقطرى”، ومحمية “ديطوح” تمثل الموقع الوحيد لتواجده.

كما تعرف المنطقة الثانية بالرمال مخلوطة التربة، وفيها تتواجد حبيبات التربة الناعمة مخلوطة بأرضية رملية في الجهة الجنوبية من الخور باتجاه اليابسة، مع وفرة كبيرة لملاجئ السرطانات، ولا يوجد هذا النوع إلا في ذات الموقع فقط، ويصل عمق المنطقة إلى نصف المتر فقط.

وتأتي المنطقة الثالثة على شكل رمال على قطع صخرية تقع في أقصى الطرف الشرقي من المحمية، وهي منطقة معرضة لجريان المياه أثناء المد والجزر، وتغمرها الرمال بشكل جزئي على القاع الصخري الذي يشكل امتداداً للمنحدر الصخري للجبل الوقع إلى الجنوب الشرقي من المحمية.

وهذه المنطقة والحاوية على أحجار ملتصقة بالصخور المكشوفة التي تحوي على مستعمرات إسفنجية، خاصة النوع الأسود “باويانا” (Haliclona” bawiana) بالإضافة إلى النوع البرتقالي “آرابيكا” (Psuedoceratina arabica).

كما تتواجد فيها الطحالب الخيطية والمعشوشبة، بالإضافة إلى تواجد ملاجئ القشريات التي توجد بكثافة على قطع الرمل.

ويسود في المحمية نوع معين من الحشائش وهو (Halodule uninervis) ويتواجد في الرمال المخلوطة بحبيبات التربة مع تواجد الطحالب الخضراء والبنية ويتواجد بشكل متفرق وأحياناُ بغزارة على الرمال بالإضافة إلى الحشائش.

وتوجد كثافة كبيرة للنوع Cymodocea rotundata بالإضافة إلى تواجد الطحالب الخضراء والبنية.

وترتفع قطع الحشائش البحرية ذات القمم الصافية فوق سطوح الرمال، ويتواجد هذا النوع من الحشائش بالقرب من مركز الخور، وفي المياه الأكثر عمقا التي يوجد فيها النوع Halodule uninervis بالإضافة إلى تواجد خيار البحر، ويصل عمق هذه المنطقة إلى حوالي 2متر.

كما تنفرد بحبيبات رملية حصوية (ذات قطر كبير) مغطاة بأحجار مع وجود كثافة كبيرة للنوع Cymodecea serrulata من الحشائش البحرية مع تناثر قطع من الحشائش الخضراء، مثل نوع من الجنس Saragassum sp. بالإضافة إلى نوع من الجنس Spatoglossum sp.

وتتميز المحمية بأنها صغيرة الحجم، ما يسهل إدارتها، بالإضافة إلى التنوع الكبير في الموائل من طحالب وحشائش بحرية والرخويات والقشريات والاسفنج والأسماك شوكية الجلد.

وتعد محمية ديطوح المثال الوحيد في جزيرة سقطرى لتطور “حيد مرجاني” حقيقي (الحيد المرجاني هو مجموعة شعاب مرجانية تعيش في مكان واحد على شكل مجموعة واحدة).

 

اترك تعليقا