ينامون جوار المطار.. عالقون سقطريون في سيئون يتجرعون المأساة جراء تعثر العودة إلى الأرخبيل

قشن برس- خاص

كتب المواطن السقطري “محمد عبدالله الدكسمي” بصفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” مناشدة عاجلة للحكومة لرفع الحصار المفروض على أبناء الأرخبيل من قبل طيران اليمنية في مطار سيئون بمحافظة حضرموت، للأسبوع الثالث على التوالي.

وقال الدكسمي إن الحصار المفروض بسبب ما أسماه مماحكات ومواقف سياسية، جريمة عقاب جماعي وتعد على حقوق أبناء المحافظة.

وأفاد بأن القضية إنسانية، ويجب أن تقوم الجهات المختصة بواجبها في حل القضية ومحاسبة الجهة المتسببة في وقف الرحلات الجوية من مطار سيئون إلى مطار سقطرى.

مناشدة “الدكسمي” وغيره من أبناء سقطرى جاءت بعد تأخر ثلاث رحلات متتالية كان يفترض أن تقل العشرات من أبناء الجزيرة إلى محافظتهم في الوقت الذي يواجهون فيه ظروفا صعبة أجبرتهم على النوم بالقرب من بوابة المطار.

وقال أحد العالقين بمدينة “سيئون” في تصريح لـ “قشن برس” إن ثلاث رحلات متتالية تعمدت الخطوط الجوية اليمنية وطيران السعيدة تأخيرها بحجة عدم توفر مادة البنزين في الوقت الذي تستمر فيه الرحلات بشكل يومي من مطاري سيئون وعدن إلى خارج البلاد.

واعتبر المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن حجة عدم توفر البنزين ضعيفة وغير مقبولة، لافتا إلى أن العشرات من أبناء الأرخبيل أصابهم الضرر الكبير جراء المعاناة التي يتكبدونها بسبب توقف رحلات الطيران.

وأفاد أن أغلب أبناء سقطرى يسافرون من محافظات يمنية عدة نحو مدينة “سيئون”  من أجل العودة إلى المحافظة وبعد أن يتكبدوا السفر الطويل برا يواجهون عراقيل جمة من قبل شركات الطيران هناك.

وأشار إلى أن تلك العراقيل تجبرهم على مواجهة الغلاء الفاحش في المطاعم والمكوث داخل الفنادق، وغيرها من الاحتياجات الأساسية، مضيفا أن هناك من لا يستطيع المبيت ليلة واحدة داخل الفندق ولم يقرر مغادرة صنعاء أو المكلا او أي مدينة أخرى إلا بعد أن نفدت كل فلوسه ولم يدخر منها سوى بعض المصاريف البسيطة للطريق التي يسلكها من البر أو الجو حتى يستقر في الأرخبيل.

وأضاف أن العشرات أصبحوا يفترشون الأرض بالقرب من مطار سيئون للأسبوع الثالث على التوالي ولم يجدون أي حلول أو موقف إنساني من قبل الجهات المختصة لقضيتهم الإنسانية وحقهم في العودة إلى بين أهلهم.

وأكد المصدر أن التعثر الكبير أمام المطار دفع معظم العالقين نحو اللجوء للسفر بحرا عبر قوارب الصيد، أو ما تسمى (قوارب الموت).

لافتا إلى أن هذه القوارب لا تحتوي أي شيء من أدوات السلامة لكنها كما يقول خيار مر اتخذوه للهروب من حياة الذل وافتراش الشوارع بمدينة سيئون.

وليس العالقون في سيئون من يدفعون الثمن فقط فالمواطنون داخل الأرخبيل يشكون من تعثر سفرهم من أجل أعمال خاصة أو رحلة علاجية أو الدراسة وغير ذلك.

فالناشط محمد كان على موعد مع دورة إعلامية في تونس، لكنها تعثرت بسبب مواعيد التأجيل من قبل طيران اليمنية التي يتردد عليها منذُ يوم الرابع من شهر نوفمبر الجاري.

يتحدث محمد لـ “قشن برس” عن المعاناة التي لا تنتهي بسبب توقف الرحلات وكيف كانت آماله تطير نحو السفر إلى تونس بعد أن حصل على رحلة ممولة لحضور دورة إعلامية.

وأضاف كلما حدد المكتب موعدا تفاءلت بأنني سوف ألحق بالدورة، وعندما يقترب الموعد تعلن الشركة تأجيل الرحلة حتى مر موعد الدورة المحدد في 2020/11/12م.

لكنه يرى أن أبناء سقطرى العالقون في مدينة سيئون يتجرعون مرارة الغربة ومشقة التكاليف خلال الفترة الطويلة التي لازالت مستمرة منذُ ثلاثة أسابيع ولا أحد يلتفت لمعاناتهم.

واتهم “محمد” طيران اليمنية بممارسة الحصار على جزيرة سقطرى وانتهاك حقوق أبنائها في العودة إلى الأرخبيل، مؤكدا في الوقت ذاته أن الشركة تسير رحلات شبه يومية من وإلى خارج الوطن، وهو ما يفضح مزاعم انعدام مادة البنزين.

اترك تعليقا