كيف وقعت مؤلفة الدليل الإرشادي في حب جزيرة سقطرى؟
قشن برس/ هيلاري برادت/ ترجمة خاصة
سقطرى هي جنة الطبيعة، والمحمية من قبل اليونسكو، والتي تملكت قلبي أنا –صاحبة فكرة دليل السفر إلى سقطرى– “هيلاري برادت” بمجرد وصولي إليها. وآمل الآن أن يساعد دليلي الجديد على إبقاء الجزيرة المجهولة على قيد الحياة.
“المقترح: دليل حول جزيرة سقطرى في اليمن، والمدرجة ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي. ستذهب هيلاري في فبراير، وتود تأليف كتيِّب ملوَّن من (48 صفحة) حول هذا الموضوع، وتعتقد أن الناس سيشتروه… للنظر والترتيب”.
هكذا قال الناشرون في اجتماع لهم في يونيو 2019، ومنحت زيارة لمدة أسبوع واحد فقط. بدا ذلك لي عادلاً بما يكفي، حيث لم يكن لدي سوى القليل من المعرفة عن سقطرى.
لقد كانت وجهة لطالما حلمت بها. المكان الذي كنت أحتاج حقًا لرؤيته قبل أن أتقدم في العمر (أي هذا العام)، جزيرة شبه أسطورية استقرت في مخيلتي منذ الستينيات، عندما تحدث أحد الذين وصلوها عنها في نادي Globetrotters للمسافرين.
بدت صور سقطرى غير قابلة للتصديق: أشجار متعرجة مثل أشجار الباوباب الصغيرة، والكثبان الرملية العملاقة التي تقع على المنحدر، وشواطئ بيضاء مهجورة، وجبال وعرة لا يمكن أن توجد بالتأكيد على جزيرة يبلغ طولها 82 ميلاً فقط.
أبدت صديقتي “جانيس بوث” اهتماماً غير عادي بمشروعي، وفاجأتني بأنها ستنضم إلى مجموعتي الصغيرة ناهيك عن أنها كانت تبلغ من العمر 81 عامًا وهي بالتأكيد أكبر من أن تخيم في جزيرة نائية؛ وجانيس تهوى البحث. لقد أخبرت فريق التحرير أنها متفائلة أن الكتاب قد يمتد إلى 80 صفحة.
لذا ذهبنا و… واااااااااو!
فاقت سقطرى التوقعات. لقد وقعنا في حب أشجار بجسدها الزجاجي الممتلئ ولحائها الذهبي. أشجار من المستحيل عدم تجسيدها. لقد انبهرنا بالنسور المصرية الأنيقة التي كانت تتجول حول المعسكرات أملًا في الحصول على فتات الطعام، وبحثنا عن الطيور والزواحف المتوطنة في الجزيرة، وتسلق البعض منا مسافة 400 متر فوق الكثبان الرملية البيضاء الفضية.
كنت أتوقع فعلاً أن تكون أشجار دم الأخوين مثل شجرة الفطر العملاقة، ولكن لم أتوقع أن أجد أسماك السلمون الوردية في الصخور، وبرك المياه العذبة الداخلية العميقة بما يكفي للسباحة، والبحر الأزرق الذي تشعر أن لونه انعكس من صدور طيور النورس تحلق على ارتفاع منخفض.
النقطة الهشة
بالطبع كانت هناك سلبيات. القمامة -خاصة البلاستيك- كانت مروعة وتتراكم على الشواطئ (كنا نقوم بعمليات تنظيف دورية)، كما أنها تملأ شوارع حديبو، العاصمة، التي لا تحتاج إلى من يزيدها قبحاً. كما أن فيها فندق واحد لائق في منتصف الطريق ، لذا فإن التخييم (بدون وجود مرافق) هو الخيار الأفضل.
كما أن الوضع السياسي غير المستقر –الذي أصبحنا ندركه الآن أكثر- كان واضحاً من عدد أعلام الإمارات المرسومة على الصخور، أو المرفوعة فوق المستوطنات. إضافة لذلك؛ وصلت رسائل ترحيب إلى هواتفنا “مرحبًا بكم في المملكة العربية السعودية ” عندما مررنا قرب بعض المواقع العسكرية.
نعم… إن جزيرة سقطرى جزء من اليمن، لكن موقعها الاستراتيجي على طريق الشحن الدولي بين شبه الجزيرة العربية والهند يجعلها ضمن طموحات وأطماع قوى إقليمية.
عدنا إلى المنزل وبدأنا الكتابة، مع إيماننا أننا سنتجاوز الـ”80″ صفحة مقترحة بسرعة. لم تكن جانيس فقط منغمسة في الكتابة عن حطام السفن والأساطير والأحداث التاريخية؛ ولكننا تواصلنا مع عدد كبير من الخبراء في كل جانب يمكن تخيله في سقطرى: النباتات المستوطنة، والطيور والزواحف والتاريخ والثقافة والشعر … كل شيء. لكن كنا نفتقر للمعرفة بالأمور غير المادية؛ هنا كان الناس يتوقون لملء رغبتهم، ومشاركة شغفهم بهذه الجزيرة النائية والرائعة.
لكن بعد ذلك حدث “الحظر”. تم نقل آخر سواح في سقطرى إلى الوطن قبل يوم واحد، وتوقفت السياحة في جميع أنحاء العالم، كما توقفت مبيعات “هاري برادت”. أصبح جني الأموال، أو بقاؤها هو الأولوية الآن، فمن غير المرجح أن يصبح الدليل من أكثر الكتب مبيعاً.
لذلك فالتأجيل بدا مرفوضاً أيضاً بنفس الأولوية؛ ليس لأسباب أنانية تمامًا. ولكن بالنظر لانشغال اليمن بحربه التي لا نهاية لها على الجز، وعلى البر الرئيسي للبلاد أصبحت سقطرى “الجنة الموجودة بين أيدينا” في خطر، وقد نفقدها.
أدى الانقلاب في يونيو إلى تغيير موازين القوى، وتم تجاهل اللوائح التي يُفترض أنها تحمي التراث الطبيعي والثقافي الفريد للجزيرة. وألحق البناء العشوائي أضرارا بالمواقع المعرضة للخطر، ونُهبت نباتات نادرة. كنا نعتقد أن كتابنا الإرشادي يمكن أن يساعد من خلال رفع صورة سقطرى، وجعلها أكبر في نظر الجمهور.
حملة التبرعات
لذلك لجأنا إلى إطلاق حملة تبرعات. أدركنا أنا وجانيس أن سقطرى كانت حالة نادرة بما يكفي لجذب الانتباه، لذلك ربما يمكننا أن نجمع ما يكفي لكتاب كبير ومليء بالصور. وفعلاً أثبت اختيارنا (من بين الاختيارات المختلفة) أن حملة التبرعات في المملكة المتحدة كان خياراً جيداً. كانت كفاءة الحملة ومعاييرها عالية، وكنا بحاجة إلى فيديو، وقصة جيدة وصور جذابة.
يا لها من تجربة رائعة. كل ساعة من كل يوم، كان جهاز الـ”آي باد” الخاص بي يتنقل مع الأخبار التي تقول: لقد دعمك شخص ما! “. ترك هؤلاء رسائل تثلج الصدر حول مدى رغبتهم في زيارة سقطرى ودعمهم ومدى إعجابهم بفكرتنا لنشر الدليل.
لقد انغمسنا في التحفيز للسفر، وفي الأسابيع الخمسة التي كان فيها الدعم مباشراً جمعنا ما يقرب من 12000 جنيه إسترليني، وهو ما يكفي لدفع تكاليف نشر الكتاب ودعم تسويقه والتبرع لجمعية سقطرى الخيرية مع استمرار الإغلاق. ومن الواضح أنه لا تزال هناك الصحة والشهية للسفر إلى وجهات غير معروفة، وتأليف كتاب إرشادي جديد.
قبل بضعة أسابيع قمت أنا وجانيس بالتوقيع على أكثر من 100 نسخة وتغليفها ونشرها على المؤيدين في 28 دولة قبل النشر في بداية هذا الشهر.
ونأمل أن نكون – والجهات المانحة السخية الرائعة – قد اتخذنا خطوة صغيرة نحو حماية هذا المكان الخاص للغاية من خلال تشجيع عودة السياحة – وهي واحدة من أفضل الطرق لمساعدة نظام بيئي هش في بلد ضعيف.
“She is very, very young but what is amazing is how able to satisfy all your desires in a short period of time”
My description of Socotra, translated from the CNN-travel website into Arabic and back into English. For a less titillating version see:https://t.co/vEpu6CYmIs pic.twitter.com/ivlH4ZCI9R
— Hilary Bradt (@hilarybradt) September 12, 2020
المصدر: آي نيوز/ ترجمة/ قشن برس