تهدر الوقت والمال.. حملة شبابية تشجع على الإقلاع عن تعاطي القات في المهرة

قشن برس- تقرير خاص

أطلقت قيادات شبابية بمحافظة “المهرة” مبادرة مجتمعية تشجع على الإقلاع عن تعاطي شجرة القات بصفتها سببا رئيسيا في ضياع الوقت ولها اضرار صحية كبيرة على الجسم وتشجع الشباب على الأنحراف.

ومع أن شجرة القات المنشّطة، لا تُزرع في المهرة، إلا أنها تضطلع بدور اقتصادي يتنامى باطّراد. فهي لم تعد ممارسة معيبة اجتماعياً بالنسبة للكثير من سكان المهرة، الأمر الذي سهل للشباب تعاطيها بأستمرار.

وتصنف شجرة “القات” التي يتم تصديرها من محافظات عدة أهمها العاصمة صنعاء، على أنها من المخدرات في الكثير من الدول. لكنه في اليمن مسموح به ومستخدم بشكل واسع، حيث يعتبر نشاطا ثقافيا أكثر منه مشكلة اجتماعية.

ولا يجمع خبراء الصحة العامة على مستوى الإدمان الذي يتسبب به القات، فيما تعتبره منظمة الصحة العالمية أقل إثارة للإدمان من الكحول والتبغ.

ويقول سكان محليون إن أهم الأسباب التي أدت إلى انخراط الشباب في تعاطي القات، الفراغ وعدم التوعية بمخاطر تناولها على الوقت والصحة والانحراف.

وسبق أن شهدت المحافظة حملات إعلامية من قبل في بعض المنتديات الشبابية لمقاطعة شجرة القات لكنها سرعان ما اختفت لافتقارها للتخطيط الصحيح والتوعية المناسبة.

وهذه المرة جاءت المبادرة من شباب يتعاطون القات والذين بدورهم أعلنوا البدء بأنفسهم والتخلي عن هذه العادة التي تستهلك معظم أوقاتهم وتدفع بهم للعيش في أوهام وعدم الأهتمام بتحقيق أحلامهم بمواصلة التعليم الجامعي وخدمة مجتمعهم وتطوير قدراتهم في كل المجالات.

ودعا القائمون على المبادرة زملائهم والشباب المقربون منهم إلى الأنضمام للمبادرة وترك عادة القات وقضاء أوقاتهم في اعمال تعود بالنفع عليهم من تطوير قدراتهم التقنيةوفي مجال اللغات وممارسة الرياضة وغيرها.

وكان الشاب “سالم محسن” من أوائل المتعاطين لشجرة القات، لكن المبادرة دفعته نحو الإقلاع عن العادة السيئة كما يقول.

وأضاف في تصريح لـ “قشن برس”إن المبادرة دفعته للإقلاع عن القات والانضمام للفريق من أجل توعية الآخرين بمخاطرها والآفات التي تسببها على الفرد والمجتمع.

وأكد أن الكثير من الشباب تدهورت حالتهم الصحية، وأصبحت حالتهم المادية ضعيفة بسبب المبالغ المهولة التي يدفعها من أجل شراء القات التي تقدر بأكثر من عشرة آلاف ريال يمني في اليوم الواحد.

وأشار أنه في يوم من الأيام سمع أطفاله الثلاثة وهم يتحدثون عن أمنياتهم وكان تعاطي القات في مقدمة أحلامهم، مضيفا كان هذا الحافز الأكبر الذي دفعني للإقلاع عن القات ولم تكن المبادرة سوى حافز وتشجيع لترك العادة السيئة التي احسست أنني سوف أورثها لأطفالي.

وتابع: كلما بدء أطفالي يكبرون أحلم بتعليمهم حتى يكملون مرحلة الجامعة ولم انتبه أن التعاطي المستمر لشجرة القات أمام أعينهم سوف يترسخ بمداركهم ويحلمون بتعاطيه.

وبحسب سالم: من أهم الأسباب التي جعلت الشباب يتناولون شجرة القات أوقات الفراغ، وكلما فكر الشباب أن يلتقي بأصدقائه أو زملائة لن يجدهم إلا في مجالس القات.

ودعا “سالم” السلطات المختصة إلى تطوير الملاعب الرياضية وتشجيع الشباب على ممارستها وعمل منتزهات ومراكز تعليمية تغطي حالة الفراغ الكبير التي يعيشها الشباب على مدار الأيام.

من جانبه أفاد “محمد أحمد كلشات” أن شجرة القات أهدرت وقته وماله وأضرت بصحته فكان من أول الشباب الذين أعلنوا الإقلاع عنها وصاحب فكرة المبادرة التي تنتظر لفتة من السلطات المختصة تساعد في تطويرها وعمل حملات توعوية على مستوى القرى والمديريات.

وأكد لـ”قشن برس” أن المبادرة تخطط لعمل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل نشر الوعي في أوساط المجتمع وتشجيعهم على تركها حفاظا على الأجيال القادمة واغتنام الوقت فيما يعود على أسرهم وبلادهم بالنفع والخيرات.

 

 

اترك تعليقا