مدير الصحة بـ “سقطرى”: المصابات بـ “سرطان الثدي” ضحايا الإهمال الحكومي والعادات الخاطئة

قشن برس- حوار خاص

يهاجم سرطان الثدي نساء اليمن في مختلف المحافظات، في ظل التحديات والصعوبات التي خلّفتها 6 سنوات من الحرب، وعشرات السنين من الحرمان كما هو الحال ف محافظة أرخبيل سقطرى.

ينفرد المرض بالنساء في سقطرى، ولا إحصائية دقيقة تحدد حجم الإصابة، وتظل المرأة في الجزيرة، التي تفتقر لأبسط المقومات الأساسية رهينة المرض الخطير عدة سنوات.

استسلام المرأة للمرض وعدم الكشف عنه لأفراد عائلتها، ناتجة عن الأعراف الخاطئة وثقافة العقدة والحياء عند النساء حتى تصبح معقدة، ويضطر ذوو المصابة للسفر خارج الجزيرة بحثاً عن العلاج.

وتفتقر سقطرى للمراكز الصحية المتخصصة في الكشف المبكر عن المرض، وينحصر دور مكتب الصحة بالمحافظة في تقديم بعض البرامج التوعوية والتثقيف الصحي لتجنب الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان الثدي.

وفي إطار حملة #قشن_برس التوعية ضمن شهر “أكتوبر الوردي” للتعريف بالمرض ومخاطره وطرق الوقاية منه، حاورنا سعد عامر حمودي مدير مكتب الصحة في سقطرى لمعرفة الوضع الصحي للمصابات بالمرض، والعراقيل التي تحول دون تقديم الرعاية الصحية الكامل للمرأة.

  • حدثنا عن مرض سرطان الثدي في سقطرى؟

حالات سرطان الثدي موجودة في سقطرى، لكنها للأسف لا تكتشف مبكراً لأسباب تتعلق بالأعراف القبلية الخاطئة، بالإضافة إلى ثقافة العقدة والحياء السائدة وسط النساء في المحافظة، وبهذا تكون المرأة المصابة حبيسة المعتقدات الخاطئة التي سبق ذكرها، وتظل سنوات تصارع المرض وحيدة حتى تتضاعف حالتها ويضطر الأهالي بعد اكتشاف المرض للسفر إلى خارج الجزيرة لتلقي العلاج.

  • ماهو الدور الذي تقومون به من أجل مريضات سرطان الثدي؟

يقوم مكتب الصحة في أرخبيل سقطرى بجهود محدودة، الأغلب منها يتعلق بتقديم المشورة عبر مكاتب الصحة الإنجابية والأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة في المديريات، حيث يتم تقديم التوعية الصحية عن المرض والتثقيف لتجنب الأسباب المؤدية للإصابة بسرطان الثدي، من خلال كوادر مؤهلة ومدربة على التوعية الصحية.

  • هل يوجد لديكم مركز أو عيادة خاصة بالمرض لرعاية المصابات؟

للأسف الشديد لا يوجد مركز متخصص في رعاية الحالات المصابة بسرطان الثدي

  • ماذا عن الإحصائيات بعدد المصابات بسرطان الثدي؟

من حيث عدد الإصابات لاتوجد لدينا إحصائية دقيقة بسبب عدم وجود مركز صحي متخصص في مجال مكافحة السرطان ورعاية المرضى ومعالجتهم، لكن يوجد هناك حالات علمنا بوجود البعض منها من خلال مجتمعنا الصغير، وهناك حالات تعافت بعملية الاستئصال والعلاج بعد نقلها إلى إحدى محافظات البلاد، والبعض الآخر لم يكتب لها النجاة بسبب تأخرها في اكتشاف الحالة.

  • ما الذي تحتاجه سقطرى في هذا الجانب؟

القطاع الصحي في أرخبيل سقطرى بحاجة ماسة إلى مركز متكامل لمرض سرطان الثدي مع كوادر طبية مختصة، لاستقبال حالات سرطان الثدي، ومعرفة حجم الإصابات السنوية لهذا المرض من أجل وضع الخطط للحد منه.

في الجانب التوعوي لدينا قسم خاص بالتثقيف الصحي بإمكانيات محدودة وكادر صحي متخصص، لكن ينقصنا الإمكانيات المادية واللوجيستية، ورغم حالة القصور إلا أننا نسعى دوماً لتطوير هذا الجانب، لأن توفر جانب التثقيف يساعد النساء في سن الإنجاب على الوعي الصحي الكامل حول المرض، لكننا نواجه معوقات كبيرة بسبب نقص الدعم المالي، الذي لم يتوفر مع ظروف الحرب التي تعيشها البلاد بشكل عام.

اترك تعليقا