المهريون يدافعون عن محافظتهم: لا خلايا إرهابية في مناطقنا

قشن برس- تقرير خاص 

لا يستسيغ أبناء محافظة المهرة أي مزاعم تتحدث عن وجود عناصر إرهابية في محافظتهم المعروفة يمنيا باستقرارها الأمنية منذ زمن طويل.

وتدور تساؤلات كثيرة في أوساط السكان بمحافظة المهرة، حول الإعلان المفاجئ للسلطات المحلية عن ضبط “خلية إرهابية” يشتبه بانتمائها لتنظيم القاعدة، في مدينة الغيضة.

المركز الإعلامي لمحافظة المهرة، قال يوم الجمعة الماضي إن الأجهزة الأمنية، ضبطت خلايا إرهابية في مدينة الغيضة عاصمة المحافظة، بدعم معلوماتي استخباراتي من التحالف العربي(تقوده السعودية) .

وأحدث هذا الإعلان الذي يعد الأول من نوعه منذ سنوات عديدة،  ردود أفعال شعبية واسعة، وسط مخاوف من استخدام “الجماعات المتطرفة” أداة سياسية لتحقيق مصالح وأطماع سياسية.

كما أحدث هذا الأمر حالة من القلق والاستياء في أوساط السكان المهريين الذين يشددون على أن محافظتهم الآمنة خالية من التنظيمات الإرهابية.

الناشط الشبابي البارز في محافظة المهرة “حميد زعبنوت”، سارع  إلى التشكيك في الحادثة، معتبرا ذلك شماعة جديدة تستخدمها السعودية بهدف شرعنة وجودها بالمحافظة، وبناء سجون سرية تستهدف بها أبناء المهرة.

وتساءل “زعبنوت” عن سبب رفض الشرطة العسكرية مشاركة قوات الجيش والأمن في العملية التي حدثت جنوبي مدينة الغيضة، مؤكداً أن التوقيت الذي اختاروه للحديث عن تواجد القاعدة يشير إلى الكثير من علامات الاستفهام، دون ذكر المزيد من التوضيحات.

 

المجتمع المهري ينبذ التطرف

أخذ الإعلان الرسمي عن تواجد عناصر إرهابية منحى آخر لدى عامة المهريين الذين يرون في وجود الجماعات المتطرفة بمحافظتهم تأثيرات كارثية على حياتهم في شتى مجالاتها الأمنية والاقتصادية والأسرية، مشككين من الرواية الرسمية حول تواجد عناصر إرهابية.

“عوض ميطان” أحد أبناء المهرة قال في تصريحات لموقع “قشن برس” إن التنظيمات الإرهابية ذات الفكر  المتطرف لها وجود ضئيل في اليمن ، ويتم دعمها وتمكينها من قبل أجهزة الاستخبارات لاستثمارها لأهداف ضد المجتمع المسالم.

واستبعد “ميطان” أن يكون أي شخص أو جهة من أبناء المهرة موجود في الخلايا الإرهابية المزعومة.

وأضاف ” مجتمع المهرة يتميز بطبيعته القبلية المتماسكة والبعيدة عن الأفكار التي تزعزع تماسكه.. لا وجود للإرهاب في صفوف المهريين”.

وشدد قائلا “هذه الميزة تجعلنا نجزم بعدم وجود أدنى حاضنة لهذه التنظيمات لدى المهريين”.

ولفت إلى أنه” لا توجد أي أدلة دامغة تؤكد وجود عناصر متطرفة، تقيم بشكل دائم في المناطق والمدن والأرياف المهرية”.

من جانبه، أفاد المواطن “أحمد عبد الله” أن” وجود التنظيمات الإرهابية في أي مجتمع يعني فقدانه للسكينة والأمان”.

وأضاف أن الحديث عن خلايا إرهابية في المهرة سبب الكثير من القلق والمخاوف لدى السكان.

وتابع” لو وجدت خلايا إرهابية، فسيكون هناك جرائم و تفجيرات وعمليات اغتيال وفوضى، نتائجها كارثية على الأرض والإنسان”.

 

خطة مدروسة 

الناشط الحقوقي “سعد عفري”، يرى أن أي وجود للتنظيمات الإرهابية بمحافظة المهرة، سيكون له تأثيرات سلبية على المجتمع المسالم البعيد عن الأفكار المتطرفة.

وقلل “عفري” من مخاوفه إزاء الإعلان الأخير حول وجود تنظيمات إرهابية بالمهرة، مؤكدا في الوقت ذاته أنها خطة مدروسة تقف خلفها المملكة العربية السعودية بغية تمديد تواجدها بالمحافظة.

ولفت إلى أن الرياض منذُ دخولها إلى المحافظة أواخر العام 2017 تسعى للهيمنة على المحافظة الاستراتيجية، والتحكم بسواحلها المطلة على بحر العرب.

وتحدث بأن الرياض فشلت خلال السنوات الماضية في ترسيخ وجودها.. دخلت إلى المحافظة بمزاعم مكافحة التهريب، لكن الحراك الشعبي استطاع تعريتها وإظهار مخططاتها الرامية نحو الهيمنة على المحافظة، والتحكم في كافة شؤونها الأمنية والإدارية ولاسيما المنافذ والمطار.

وأوضح أن لجوءها إلى ورقة القاعدة الهدف منه إيهام المجتمع الدولي بأن محافظة المهرة (منطقة غير آمنة )، بغرض إرسال المزيد من القوات العسكرية السعودية.

واختتم “عفري” تصريحاته بالقول: في الحقيقة، محافظة المهرة لم تكن يوما ما حاضنة لأي تنظيم إرهابي ، ولن يكون، بفضل لحمة وترابط نسيجها الاجتماعي منذ مئات السنين.

 

تحقيق مصالح جيوسياسية 

الناشطة عفاف بن محمد، ترى أن الإعلان عن وجود خلايا إرهابية بالمحافظة التي لطالما ظلت بعيدة عن الصراع، أمر مثير للقلق سواء كان الإعلان بدوافع سياسية أو غير ذلك.

وبينت أن الإعلان الذي نشرته السلطات المحلية أعطى جزءا من الحقيقة، وظهر بصورة مفاجئة تجعل القارئ يتساءل عن وجود أهداف خفية للحادثة، ولم تأت بمحض الصدفة.

وأكدت أن الشيء الذي يجب قوله إن المهرة تنفرد بتقاليد مختلفة عن بقية محافظات اليمن الأخرى، فالمجتمع بداخلها مسالم والسلوك القبلي يلتزم بمدونة سلوك مسالمة.

وتابعت ” هناك وساطات في النزاعات بين أبناء المحافظة، تعمل دائما على احتواء أي صراعات، الأمر الذي ساعدها في البقاء بعيدة عن كل أشكال التطرف والإرهاب”.

وأفادت بأن البيان الرسمي ذكر أن الحادثة جاءت بعملية استخباراتية للتحالف، بطريقة ترويجية الهدف منها واضح ومعروف يتمثل بتحقيق أهداف تتعلق بمصالح السعودية والترويج لها دوليا، مستغلة بذلك توقف المظاهرات السلمية المناوئة لها داخل المحافظة منذُ انتشار فيروس “كورونا”.

اترك تعليقا